التحليل الرابع : فى اليوم الرابع للحرب التى وصفناها منذ اللحظة الأولى بالمظفرة لاتزال الأمور تسير فى حدود التعليقات السابقة بل وأفضل . فكما ان الانسان يفاجأ بحجم المصائب فإنه يفاجأ أيضا بحجم الانتصارات . يمكن أن نلخص اللحظة بأن المقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطينى لايزالان يمسكان بزمام المبادرة كما كان الأمر منذ أوائل رمضان . واسرائيل ” العظمى ” تقف فى موضع رد الفعل ودائما يكون رد الفعل أضعف ولاتملك اسرائيل الا تدمير المبانى وقتل المدنيين أما استشاد ثلة من قادة المقاومة فليس فى ذلك أى جديد وقد تعودت المقاومة على ذلك وقادرة على احلال وتجديد القيادة بعد استشهاد قادتها الأبرار الذين ينعمون بالجنة الآن بإذن الله .عدد شهداء غزة تجاوز الثمانين وهذا كان الرقم اليومى فى الحروب السابقة وليس فى أربعة أيام . واسرائيل قادرة على رفع هذا الرقم سريعا ولكن أيديها مرتعشة لأنها تعرف ان زيادة أعداد الشهداء يعنى المزيد من الصواريخ وتعقيد مسألة التهدئة التى تسعى اليها سرا رغم الادعاءات الفارغة . اسرائيل تريد بعض الأيام ( تتحدث الآن عن أسبوع ) للبحث عن أى مظهر للانتصار وحفظ ماء الوجه ولكن هيهات . الخبراء الاسرائيليون يتهمون نتنياهو وقيادته العسكرية والامنية بالعجز عن التنبؤ بنوايا حماس ولا قدراتها العسكرية المتطورة ولذلك يتهمون القيادة بتوريط اسرائيل فى حرب خاسرة تدمرت فيها هيبة اسرائيل وعاصمتها الاقتصادية تل أبيب . وخرجت معاريف بغلاف كله صور حرائق اسرائيل وعنوان ( الدولة تحترق ) والعتاوين الأخرى فى شتى أنواع الاعلام مضمونها أن اسرائيل تحت النيران . نحن نشهد بيقين ووضوح تحول ميزان القوى نهائيا لصالح فلسطين ، ولن تعود عقارب الساعة للوراء مرة أخرى . صحيفة اسرائيلية استخدمت تعبيرا استخدمته فى التحليل رقم 3 اذاقالت ان حماس تضرب اسرائيل ” باقتدار ” !! اسرائيل عجزت هذه المرة عن اخفاء خسائرها تماما كما فعلت فى الحروب السابقة مع غزة لأن الخسائر أكبر من إخفائها وهى فى عقر دار اسرائيل ويوجد جزء كبير من الاعلام معاد لنتنياهو . لقد استمعت باندهاش شديد لمحرر الشئون العسكرية فى اذاعة صوت اسرائيل وهويقول إن اسرائيل لن تقوم غالبا بحرب برية وهى قد تدخل لبعض كيلومترات على سبيل الاستعراض فى عملية لاجدوى عسكرية منها فى غزة . وأكد وجود غضب واسع فى الاوساط العسكرية من فشل القيادة العسكرية الاسرائيلية فى توقع نوايا حماس وقدراتها . أخبار عاجلة – اغلاق مطار بن جوريون – اغلاق حقل تمارا للغاز فى البحر بعد استهدافه بالصواريخ – قصف قواعد عسكرية برية وجوية وبحرية فى اسرائيل – قصف ايلات التى تقع على بعد 220 كيلومترا من غزة – 100 ألف فلسطينى صلوا العيد اليوم بأمان فى الاقصى وتحت حماية الصواريخ !! – الاعلام الاسرائيلى يتحدث عن انتصار حماس وفزع مواطنى اسرائيل – الاقتصاد الاسرائيلى مغلق منذ أربعة أيام و إلى أجل غير مسمى – كل اليهود فى الملاجىء لأن الصواريخ وصلت إلى أقصى شمال اسرائيل – تعطيل الدراسة فى كل اسرائيل – الاصابات فى عسقلان بالمئات – ومازال خط أنابيب ايلات عسقلان مشتعلا وهو الخط الذى كان يستعد لمنافسة قناة السويس فى تصدير بترول العرب لاوروبا – الحياة متوقفة فى تل أبيب والشوارع خالية والمحلات التجارية مغلقة ( منطقة جوش دان التى يعيش فيها 4 ملايين يهودى ) – مستوطنون غلاف غزة ينزحون شمالا ولكن لم يعد الشمال آمنا !! – أخيرا نكتفى بعنوان مقال الكاتب الاسرائيلى دافيد هوروفيتش ( السياسة الاسرائيلية انتقلت الآن من الهزلية إلى السريالية والجنون يلوح فى الأفق ) وهو يعلق على حالة عجز اسرائيل عن تشكيل حكومة منذ حوالى عامين والاستعداد لانتخابات خامسة لايفوز فيها أحد . وسنتحدث لاحقا عن حالة الخواء الاسرائيلى . وتظل أكفنا مرفوعة بالضراعة إلى الله سبحانه وتعالى : اللهم لولا أنت ما اهتدينا ولا صلينا فأنزلن سكينة علينا وثبت الأقدام اذا لاقينا
