اليمن وصناعة اللغة العربية وحضارة أكسوم الأثيوبية

القتل عقوبته الاعدام ولكن هناك دية

قانون يمنع وأد البنات

أصحاب المهن والحرف يشرعون بأنفسهم قانونهم الخاص!

دراسة المستطيل القرآني الحلقة 65

بقلم : مجدى حسين

نواصل عرض الجوانب المبهرة عن الحضارة اليمنية وأحسب أن جميع القراء أو غالبيتهم الساحقة لايعرفون هذه المعلومات، فهذا طبيعي فلا أذكر أن الكتب الدراسية في مجال التاريخ بالمدارس قد أعطت أي مساحة لحضارة اليمن، ولا تحدثني عن الاعلام فهو لا يتحدث في أي شئ جاد الآن حتى يهتم حتى بتاريخ مصرولا أقول العرب أو اليمن أو المسلمين.

بالاضافة إلى المجالس الثمانية (أي من ثمانية أعضاء) والتي كانت تدير كل مقاطعة على حدة، نشأت مجالس خاصة لأصحاب الحرف والصناع ولا يقضي الملك بقانون يخصهم دون استشارتهم وإدراج اسمهم في القانون المتعلق بصناعتهم. أرجو أن يقول لي أحد هل يوجد مثل هذه المجالس في أي بلد عربي وهي كلها بلاد تزعم الديمقراطية وسيادة القانون. إن أصحاب كل حرفة ومهنة تفرض عليهم القوانين الخاصة بهم رغم أنفهم، إما بمرسوم رئاسي أو ملكي أو مرسوم برلماني (هو رئاسي أيضا في حقيقة الأمر!!).

وكانت هناك قوانين تنظم عملية بيع وشراء العبيد والمواشي، فيتم البيع بعد شهر ويحق للمشتري إعادة ما اشتراه خلال عشرة أيام. هذا الاسلوب معمول به في الولايات المتحدة الأمريكية فإذا أنت اشتريت سلعة وخرجت من المول أو المتجر فإن من حقك إعادة ما اشتريته إلى المحل وتسترد أموالك بدون خسارة أو تستبدلها ببضاعة أخرى. فقد تكون السلعة لم تعجبك أثناء استعمالها أو ارتدائها (إذا كانت ملابس) أو ربما تكون قد اكتشفت فيها عيبا. المهم أن المشتري غير مطالب بإثبات أي عيب في السلعة المشتراة هو يريد أن يعيدها  وكفى ولكن خلال مدة محددة بعدة أيام.

وبالمناسبة هو أسلوب راق للغاية ويتفق مع الأخلاق الاسلامية في التجارة التي تقوم أساساً على الثقة المتبادلة بين البائع والمشتري. (ما ذكرته بخصوص أمريكا يعود إلى خبراتي الشخصية خلال 3 زيارات للولايات المتحدة) .

وفيما يتعلق بشراء المواشي والحيوانات فإذا لم يهلك الحيوان الذي اشتراه  المشتري لمدة أسبوع وجب عليه دفع الثمن كاملاً (وهذا يعني أن الدفع لايتم عند الاستلام) ويحق له إعادته خلال هذا الاسبوع (أي لا يدفع شيئا) ولكن لا يحق له الاعتراض بعد مرور اسبوع. وترك الملك قوانين الزواج والميراث لسلطة المجالس أو المعابد.

وكانت عقوبة القاتل هي الاعدام بالسيف، إلا إذا رضى ذوي المقتول بدية فإن لم يعثر على ذويه سألوا عن أقرب الناس إليه، ولم تحدد قيمة الدية. أقول ان التشريعات التي تتوافق مع شرائع السماء ليست صدفة، بل هي دليل على أن الأنبياء وصلوا إلى كل الأمم والقرى كما ورد في القرآن الكريم ( وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ) فاطر (24

   وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوت”  النحل 36”  

وهناك احتمال ضئيل أن تتخذ حضارة ما تشريعاً ما من بنات أفكارها ونتيجة الفطرة السليمة تأت متوافقة مع شرائع السماء وهذا وارد نظريا. ولكن أرى أنه الاحتمال الأقل، فإذا حدث فانه لا يشمل إلا أقل الحالات..

   أما عقوبة الثورة والخروج على الحاكم فهي القتل والقرار الأخير ليس بيد القاضي بل بيد رأس  الدولة. هذه هي القضية الوحيدة التي اتفقت فيها الأمة جمعاء قبل الميلاد وبعد الميلاد ،قبل الاسلام وبعد الاسلام في اليمن ومصر والعراق…الخ بل القضية الوحيدة التي اتفقت عليها البشرية، أقصد حرص الحكام على مقاعد الحكم وقتالهم من أجلها حتى الرمق الأخير ولا أقصد باتفاق الأمة والبشرية أنني موافق بالعكس فأنا معترض بشدة ومنضم إلى الشيخ حاكم المطيري في تنظيره الفكري الرائع (الحرية أو الطوفان – تحرير الانسان).وأقول ان تثبيت الانتخابات (جوهر الشورى) هي العاصم من كثير من المذابح الدموية التي ترتكب دفاعاً عن مقاعد الحكم أو رغبة في الوصول إلى مقاعد الحكم.

ومع ذلك فإن الوثائق اليمنية تورد نصوصاً عن العفو الذي يصدره الملوك تجاه المتمردين عليهم بعد قمعهم، وهذه من الأمور التي نؤيدها في الماضي والحاضر وهي أيضا من مبادئ الاسلام (اذهبوا فأنتم الطلقاء) بالاضافة لعفو رسول الله صلى الله عليه وسلم  عن أكثر من امر بقتلهم ولو تعلقوا بأستار الكعبة بعد أن توسط مسلمون في هذا العفو. وكل هذا يوم فتح مكة فطالما أنت انتصرت فلماذا اللدد في الخصومة؟ ولماذا التوسع في القتل والتنكيل؟ عسى أن يؤدي العفو إلى فتح قلوب الناس بعضهم لبعض. كذلك وردت نقوش على جدران معابد اليمن تتحدث عن توبة الثائرين وتبرئتهم من الذنوب التي ارتكبوها.

إذاً لقد سبق اليمنيون وزارة الداخلية المصرية بآلاف السنين!!!!

وعلمت الحضارة اليمنية السجون ولكن بدون توسع في عقوبة السجن في الجرائم المختلفة. وكانت عقوبة التهرب من الضرائب خمسين جلدة في مكان عام (لا بأس!) 

في العهد السبئي تم اكتشاف قانون يمنع وأد البنات..

الشورى كمبدأ عام للحكم كان يتنقل من دولة يمنية إلى دولة يمنية أخرى وكأنه من صميم خصائص المجتمع اليمني ولعله لا يزال مستمراً حتى الآن، فإذا لم يراع الحاكم خصوصيات القبائل والجهات والمقاطعات فإن البلاد تتمزق منه ولا يتمكن من ادارتها.

 في الدولة المعينية لم يكن حكما ملكياً استبدادياً ولم تكن السلطة الفعلية مركزة في أيدي الملوك وكان الحكم يتسم باستشارة الملوك لأقربائهم ورجال الدين وسادة القبائل ورؤساء المدن، ثم يبرمون أمرهم ويصدرون أحكامهم على شكل أوامر ومراسيم وتعلن الكتابة ليطلع عليها الناس.  

ومملكة حضر موت كانت ادارتها مشابهة فالملكية وراثية ومقدسة ولكن يوجد مجلس شيوخ يساعد الملك في حكمه بل كان يقوم المجلس أحيانا بالحد من سلطات الملك بقانون أو أعراف أشبه ماتكون بالدستور، في حين وجد حكام منتخبون في باقي المدن يساعدهم مجلس شيوخ المدينة.

مفاجأة التاريخ: اليمنيون هم صناع حضارة أكسوم الأثيوبية:

قلت أنني أكتب دراسة على الهواء بمعنى أنني يمكن أن أعدل فيها مع وأمام القارئ دون أن أشطب القديم، والسبب أنني أسير في مسيرة آلاف الأعوام لأقدم شعوب الأرض وكلما تقدمت تضطرني الدراسة لعمل (فلاش باك) أي عودة إلى الخلف فالدراسة بدأت كتابتها منذ أكثر من عام ولا أزال أتواصل فيها وأكتبها على حلقات لأنني أستهدف الوصول سريعا الى العصر الحديث وقد وصلت بالفعل إلى النصف الثاني من القرن التاسع عشر الميلادي. وأريد اشراك القارئ معي فوراً، لأنني أراها متصلة بأوضاعنا الراهنة وليست عملية غرق في التاريخ. ولكنني اكتشفت خلال هذا الاندفاع السريع أنني لم أعط كل جوانب المستطيل ما تستحقه من اهتمام ، وأرى التأصيل التارخي مفيداً للحاضر أيضا، فأكبح جماح نفسي. في هذه الانعطافة كان يكفي أن أتحدث عن الحركة الوهابية، ولكن ليس كل ما كتبته من حلقات سابقة مقدمة للحركة فهي لا تستحق كل هذا، ولكنني وجدتها فرصة لاستكمال التحليل لتاريخ الجزيرة العربية، وهذا لايعني أنني كنت مقصراً أكاديميا منذ البداية لأنني لم أستوف كل مراحل التاريخ في الجزيرة العربية والعراق والشام لأنني لا أقوم ببحث أكاديمي تقليدي، بل أقوم بمجهود تحليلى في المجال الاستراتيجي. وكان يهمني في البداية – كما قلت أن أصل سريعاً إلى العصر الحديث، ولكنني – وهذه من سمة الكتابة على الهواء – تعثرت في كنوز لم أستطع تجاهلها، كذلك الكنز الحضاري اليمني الذي أحسب أن الكثيرين لا يعلمون عنه شيئا، وأحسب أن الكتابة حوله مفيدة جداً ونحن ننظر إلى الصراعات اليمنية الحالية ودور السعودية فيها، وبدون فهم التاريخ لن نفهم شيئا في الحاضر ولا المستقبل. في بداية هذه الدراسة كتبت استناداً لدراسات غربية- لاحظ دائما دراسات غربية لأننا نفتقد مراجعنا ودراستنا الخاصة. وهنا يكمن أهمية كتاب د. محمد علي فهو نادر في مجاله – كتبت عن حضارة أكسيوم الأثيوبية في العام 400 قبل الميلاد، وامتلاكها تكنولوجيا متقدمة في الزراعة، بالاضافة للنقل البحري، وتحدثت عنها كحضارة مجاورة نقلت تأثيرها إلى الشرق الأوسط أي اليمن وهذه ليست مشكلة ولا عيب فيها. وليس لدينا أي أراء ومواقف عنصرية لنرفض ذلك من حيث المبدأ. ولكن المعلومات الأثرية اليمنية تقول العكس وهو القول الأكثر منطقية بعد أن قرأنا وعلمنا مستوى التطور الحضاري اليمني في ظل مجتمع زراعي مستقر. العكس هو أن اليمنيين هم الذين نقلوا الحضارة إلى أكسوم بل هم أنفسهم الذين أنشأوها عبر عملية استيطان دامت عدة قرون، ليس عن طريق الاستيطان الاستعماري البغيض، ولكن من خلال الانسياب البشري عبر البحر الأحمر وهو ليس عريضاً واليمنيون لا شك أجادوا الملاحة فيه، كانت عملية تفاعل شعبي وليست خطة من قبل أي دولة يمنية وقد أدى هذا إلى وجود قوى بشرية يمنية أثيوبية في أكسوم، والآن نسمع كثيراً عن أثيوبيين من أصل يمني أو سعودي أو يمنيين من أصل أثيوبي (من أبرز رجال الأعمال الذين مولوا سد النهضة كان سعوديا من أصل أثيوبي!).

وإذا نظرت إلى الخريطة ستجد أن مملكة أكسوم تقابل تماما اليمن على الضفة الأخرى للبحر الأحمر.


 ومع ذلك فإن أكسوم كانت مستقلة عن اليمن تتحالف معها أو تختلف معها وتعاديها حسب الظروف السياسية، كحالة الانجليز المهاجرين إلى أمريكا والذين اختلفوا فيما بعد مع انجلترا واستقلوا عنها، ولكن ظلت بينهم الوشائج الثقافية.

بل قبل نشأة مملكة أكسوم كان هناك مملكة  في شمال أثيوبيا في القرن الثامن قبل الميلاد اسمها (مملكة دمت) ودونت باللغة اليمنية (خط المسند) وهي أقدم مملكة أثيوبية تم العثور على آثار لها. وأيضا هناك رؤيتان فإما أنهم أثيوبيون تأثروا بحضارة اليمن أو هم كانوا أساسا عناصر سبئية مهاجرة واختلطت بالسكان، ولكن في كل الأحوال فإن التأثير السبئي عليها لا يمكن الخلاف حوله. بل أكثر من ذلك فإن التاريخ الأثيوبي عموماً لم يبدأ إلا بقدوم السبئيين واحتكاكهم بالكوشيين وهناك اعتقاد بأن سكان المناطق الشمالية بأثيوبيا هم نتاج عملية تزاوج واختلاط بين الشعبين ويظهر هذا في سكان هذه المناطق المختلفة عن الأثيوبيين في مناطق أخرى.

 وكما ذكرنا فإن عدم ظهور معلومات دقيقة عن هذه العلاقات التاريخية بين الشعبين يعود إلى أنها كانت علاقات تلقائية ولم تكن مخططة من قبل أي دولة يمنية. بل كان ما يشغل اليمنيون كما ذكرنا الحصول على المنتجات التي تزرع على الساحل الشرقي الأفريقي وقد تركزت مملكة أكسوم في منطقة تيجراي – لغة التيجراي من  أصل سامي ومتداخلة مع اللغات الأخرى وبها الكثير من المفردات العربية – وقد تمددت لتشمل الأراضي التي تشغلها الآن أريتريا وشمال أثيوبيا وأجزاء من السودان وجيبوتي.

 وهذا التفاعل اليمني- الحبشي ساهم إلى حد بعيد في نشر الاسلام في أثيوبيا. ومنذ زمن بعيد تعترف السلطات الرسمية الأثيوبية بأن المسلمين يشكلون 50% من السكان ، والحقيقة فإن المسلمين يمثلون – منذ زمن  أيضا – أكثر من 60% من  السكان. ويتم اخفاء الاحصاءات الحقيقية لأن المسلمين مستبعدون من السلطة. وقد التقيت كثيراَ بأثيوبيين ولم أجد فرقا في الملامح بينهم وبين الأريتريين والسودانيين كما أنهم فى أحيان كثيرة يتحدثون العربية..

ان الاقتراب من هذا الواقع التاريخي يوضح كيف نعيش في متاهة حقيقية، وانشغالاتنا المستمرة بما يحدث في الغرب وما يقوله الغرب. ويمكن أن تجد كاتباً لامعاً كالأستاذ محمد حسنين هيكل يكتب خلال كتبه السياسية عن تفاصيل شوارع لندن والمعمار الانجليزي، والتكوينات الفندقية. تعود مثقفونا أن ينظروا إلى لندن كما تنظر الفتاة في قصص الأطفال إلى القمر لترى وجه العالم. حتى صارت نكتة: إذا أمطرت السماء في لندن رفعنا المظلات في الدول العربية !!

إن العلاقات العربية – اليمنية – الأثيوبية أعمق مما نتصور، ومداخل تطويرها أكثر مما نتصور، ولكن كم صحفي أو مفكر سافر إلى أثيوبيا. طبعا هناك من سافر لزيارة الغابات وكتب عن ذلك!عندما تكون العلاقات العربية – اليمنية – الأثيوبية بهذا العمق التاريخي فكيف تركنا أثيوبيا في براثن اسرائيل؟!

دور اليمن في صناعة اللغة العربية:

وهذا مجال آخر من العلوم تركه المسلمون للأجانب، وهو كيفية نشأة اللغات السامية  واللغة العربية. وكيف أن اللغة العربية هي أقدم لغة في  التاريخ، وهذا منطقي لأن التاريخ – كما أوضحنا – بدأ من هنا.علم اللغويات أو اللسانات فقير في عالمنا ونحن أجدر الناس به. وأنا مرة أخرى أدق الناقوس  ولا أتدخل في تخصصات علمية لم أدرسها، بل أطالب العلماء المسلمين بدراسة تطور اللغات السامية وهي أهم اللغات في العالم لأنها أصل اللغات أو على الأقل لعدد كبير من اللغات. وقد يقول متخصصون في المجال ، بل توجد دراسات، ولكن ما أعنيه أن الاستنتاجات الرئيسية يجب أن تعمم على الأمة، كدور اليمن في إرساء قواعد اللغة (الأبجدية)، عندما يثبت هذا مثلاً لابد لكل مواطن عربي من المحيط إالى الخليج أن يعلم هذه الحقيقة.

نعود إلى ماينقله لنا د. محمد علي في كتابه المهم..

كان اليمنيون يتحدثون بلهجات متفرعة من اللغة العربية الجنوبية القديمة وهي لغة سامية. ويفهم من الحديث أن لغة “المسند” هي اللغة اليمنية المتوفرة الآن على أحجار الآثار وهي نابعة من الأصل أي الأبجدية السينائية الأولي لذلك يعد المسند من أقدم الأبجديات في العالم وهو خط الكتابة العربي الأصلي. وتعتبر لغة شقيقة للفينيقية. أما باقي المناطق العربية في الجزيرة فلم يطوروا نظام كتابة خاص بهم واستعاروا المسندلأنها أسهل!

وظل المسند نظام كتابة مستخدم في اليمن لأكثر من 1500 سنة ورغم توقف الكتابة بالمسند فإن ذلك لم يعني توقف استخدام اللغة فقد تطورت اللغة في اتجاه اللغة العربية المعروفة الآن، مع استمرار بعض التعديلات التي يمكن اكتشافها في اللهجات اليمنية الحالية

نماذج من المفردات العربية أو التي تقترب من العربية في لغة المسند:

     المسند         العربي                              

هحدث      –    سأفعل

لبيش –   لبيك

أمبارح –  البارحة

وهو ما نقوله في مصر الآن

ثمنتين  –  ثمانية

شعب   –  القبيلة

جوم –  القوم – وهو نطق صعيدي قناوي

يغير القاف بالجيم ولا يزال

هذا النطق مستمراً حتى الآن

في قنا وفي اليمن!

آوم  –   عبد

صغرم  –   صغير

عبدون –   عبد

كبر –   كبير

قرتين –   قرية

خلفتن  –   خلفية – الباحة الخلفية للمنزل

مصبح  –  النافذة

علوة  –  السلالم (المؤدية للدوار العليا)

مسقف –  سقف

صبحت –  النور

صرحن –  الصرح

الحرب –  الحرب

خمس/عسكر/أجيش

الخميس-  الجيش – ويسمى الخميس في العربية

أسد  – جندي- القوات النظامية

آمر-   أمير

مقدم –  قيادة مقدمة الجيش

تمنع –  الحصون

مصنعت   مصنعة – حصون

القرآن يستخدم مصانع بمعنى حصون

فرس  – فارس – راكب الخيل

ركب –  راكب أو ركبان للجمال

أحزب –  عصابات

حجزت –  حواجز

غنمت –  الغنائم

دليل –  دليل – في الطرفين

صدوق –  الصادق

فرح –  المشرق

 فرعم –  فرع

عشرم –  عشر

أكرب –  أقرب

دَين –  نذر

الكبير –  الحاكم

ذو قبض –  القابض

الهن –  الاله

رحمن – في عصر الحميريين –  الاله الواحد

 فيما عدا دين رحمن التوحيدي الذي لم يدرس بعد دراسة جيدة فإن سائر التاريخ الديني مماثل لما هو معروف في باقي المراكز الحضارية: مصر والشام والعراق من وثنية وتعدد آلهة. والأمر المثير للانتباه أن الآثار التي يسيطر على التنقيب عليها أجانب خاصة يهود في كل هذه البلدان وحتى هذه اللحظة في مصر على الأقل، لم نجد أي آثار توحيدية تشير إلى أنبياء أو رسل رغم الآيات الكريمة التي ذكرناها ( وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ) فاطر (24

   وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوت”  النحل 36 ورغم معرفتنا الأكيدة بحياة موسى وهارون ويوسف ويعقوب (وإن لفترة قصيرة في أواخر عمره) في مصر من خلال القرآن الكريم.

ولأنني لست باحثاً في كل هذه الأمور أرى أن الأمر لا يخرج عن احتمالين 1 – أن المفتشين الأثريين أخفوا كتابات ما وما أكثر ما نهبوه حتى أن جوزيف هاليني اليهودي والدارس للعبرية درس 4 آلاف كتابة قديمة في اليمن وأخذ جزءاً كبيراً معه إلى اوروبا في القرن التاسع عشر وقد قام تأسيس اليهود لتاريخ مزور لهم في المنطقة على أساس أن العبرانية هي الدين الراقي الوحيد وأن الأمم الأخرى تربط العبادة بالأمور الجنسية كالكنعانيين وليس لهؤلاء مصلحة أي مصلحة في ابراز وثائق توحيدية تظهر رقي شعوب المنطقة. وهنا نحمل حكام مصر من أيام فؤاد وحتى الآن المسئولية لعدم وقف هذه الهيمنة المستمرة على التنقيب في صورة البعثات العلمية ونطالبهم بسياسة وطنية – اسلامية لوقف هذا العبث وقد أصبحت لدينا كليات آثار وعلماء.

2 – الاحتمال الثاني أن هذه مشيئة الله سبحانه وتعالى – وهذه محاولة لتلمس حكمة الله دون القطع بشيئ بطبيعة الحال. ان الله سبحانه وتعالى قضت مشيئته أن تختفي تماما صحف ابراهيم وزابور داوود وأن لا يتم العثور على نسخة حقيقية أصلية من التوراة أو الانجيل، ولكن لاشك أن أجزاءاً منهما عرفت عبر رواية القرآن الكريم وكذلك النسخ المتداولة الآن بين أيدي اليهود والنصارى بها بعض الآيات التي قد تكون من النسخة الأصلية، وهذا قليل في التوراة وأكثر في الأناجيل.

أتصور أن الله عز وجل كما حفظ القرآن الكريم الذي نزل على أمة لا تقرأ ولا تكتب غالباً في صحراء قاحلة، بدون مطابع أو أراشيف، في صدور المؤمنين وفي عظام الأكتاف، وعسف النخيل (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴿٩﴾  الحجر فكان يتعين اختفاء الطبعات السابقة من الكتب السماوية لاختلاف الشرائع واختلاف المستويات الثقافية، وحتى لا يكون هناك إلا كتاب مقدس واحد، كتاب سماوي واحد يحتكم إليه الناس، ولا يختلفون على أساس وجود كتاب سماوي حقيقي آخر بين أيديهم.(الله أعلم) ولكننا تحدثنا في النقطة الأولى عن اختفاء أي معلومات عن أنبياء حتى بدون نصوص.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: