اسرائيل تتهم حزب الله بقتل عشرات اليهود بالأرجنتين

إيران ظلت تمد “عرفات” بالسلاح حتى عام 2002

<< إسرائيل تؤكد امتلاك حزب الله لـ 140 ألف صاروخ

<< برنارد لويس: لابد من تفكيك الدول العربية والإسلامية

الحلقة التاسعةمن كتاب أمريكا زرعت الفنبلة النووية السنية الشيعية لتدمير المنطقة – الصورة لذخائر السفينةكارين المرسلة من ايران لعرفات_

قبل أن نواصل:

أرجو أخي القارئ (تشمل الرجال والنساء) ألا تتصور أن هذه الدراسة بعيدة عن همومك اليومية في مصر، الأزمة الاقتصادية- الغلاء- التدهور في كافة مناحي الحياة، الانقسام الحاد في صفوف الأمة. فكل هذه وغيرها أعراض للمرض الأساسي (السرطان) الذي ينهش في جسد الأمة (مصر والعرب والمسلمين) وهو الاستكبار الأمريكي- اليهودي الذي يستخدم سلاح الفرقة والتشتيت والتمزق للسيطرة. وهو الأمر الذي يجعلنا (مدهولين) كما ترى..

ولا أقصد أن المناقشات السياسية والاقتصادية في المحاور الأخرى ليست مهمة ولكن أزعم أن عملية التمزيق هي الخطة الاستراتيجية الأولى لأمريكا واليهود {سنة- شيعة- مسلمون- مسيحيون/ أكراد- عرب/ أفارقة- عرب/ أمازيج- عرب/ زيدية- شافعية/ مالكية- أباضية (في الجزائر)/ نوبة- مصريين}/ لكن بلا شك أن الشرخ الشيعي- السني هو الأهم لأنه يشمل قلب العرب والمسلمين (المشرق العربي الآسيوي+ مصر) أو ما يسمونه (الشرق الأوسط).).

وقد لا تتصور اللغة المباشرة التي يتحدث بها رموز النظام الأمريكي.. هل تتخيل ماذا قال زبيجنيو بريجينسكي مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر عام 1980 بعد بداية الحرب بين العراق وإيران؟ قال: (ان المعضلة التي ستعاني منها أمريكا من الآن هي كيف يمكن تنشيط حرب خليج ثانية (!!) على هامش الأولى نستطيع بها تصحيح مسار سايكس- بيكو بما يتوافق مع المصالح الأمريكية). وهذا ما حدث فعلاً ولكن بعد فترة فيما يسمى حرب تحرير الكويت ثم هذه الحرب السنية- الشيعية في سوريا والعراق وهي التنفيذ لهذه الرؤية. وتصريحات أمثال بريجنسكي تعبر عن رؤى استراتيجية للنظام الأمريكي وليست آراء أو اجتهادات شخصية..

يقول برنارد لويس مستشار البنتاجون والادارات الأمريكية المتتابعة والكونجرس.. يقول عام 2005 (انه من الضروري إعادة تقسيم الأقطار العربية الاسلامية إلى وحدات عشائرية وطائفية. ولا مانع عند إعادة احتلالهم أن تكون مهمتنا المعلنة هي تدريب شعوب المنطقة على الحياة الديمقراطية)!! تصريح لوكالة الاعلام الأمريكية..

وأثناء انعقاد مؤتمر أنابوليس للسلام عام 2007 حول القضية الفلسطينية في أمريكا كتب لويس في وول ستريت جورنال:

.(يجب ألا ننظر لهذا المؤتمر إلا باعتباره مجرد تكتيك موقوت غايته تعزيز التحالف ضد الخطر الايراني وتسهيل تفكيك الدول العربية والاسلامية ودفع الأتراك والعرب والفلسطينيين والايرانيين ليقاتل بعضهم بعضا كما فعلت أمريكا مع الهنود الحمر من قبل).

وفي اجتماع بلدربيرج الشهير عام 1979 في النمسا (يتردد أن اجتماع بلدربيرج هو أحد أشكال الحكومة الخفية) كانت الخطة التي أقرت تقول بأن (الهدف هو تمزيق الشرق الأوسط إلى خليط من الدويلات المتنافسة وإضعاف سياسة الجمهوريات والملكيات القائمة.).

ستلاحظ أيها القارئ العزيزأن شرح هذه الخطة ينشر في الاعلام الرسمي المصري  ،.

مثلاً نشرت الأهرام (الرصينة!!) مقالاً بعنوان (على مصر مواجهة إيران وعلى السعودية مواجهة قطر) .

الموقف الايراني من فلسطين

كنا قد توقفنا عند محطة غزو صدام حسين للكويت، ولكن لأننا سنبقى لفترة في العراق كمحور لأزمة السنة- الشيعة وبما أننا فتحنا موقف الثورة ثم الدولة الايرانية من فلسطين فلابد من استكمال الملف بدون تقطيع، حتى نبقى بعد ذلك في العراق وسوريا واليمن!!

لنترك إذن دبابات صدام تعبر حدود الكويت، ونعود لفلسطين..

لم يكن موقف آية الله الخميني قد توقف عند الأمور الرمزية (وهي ليست رمزية) كإغلاق السفارة الاسرائيلية  في زمن فتح السفارات الاسرائيلية في بلاد العرب، ولا في قطع العلاقات كلية مع اسرائيل، ولا في قطع إمدادات البترول المجاني أو المدعم لها. فرأينا التبني الكامل للمقاومة الفلسطينية، في شخص ياسر عرفات وفتح ومنظمة التحرير الفلسطينية، فلم تكن مسألة سنة وشيعة (لا يوجد شيعة في فلسطين تقريبا) ولا مسألة إسلامي وعلماني، فقد كان عرفات وطنياً قوميا عربيا علمانيا بلا شك، وهو مسلم سنة كسائر أهل فلسطين. ولا نحتاج التفكير طويلاً لماذا انتقلت تحالفات إيران إلى التيار الاسلامي الفلسطيني (حماس- الجهاد) لأن عرفات سار في طريق أوسلو، طريق التسوية مع اسرائيل من أجل مشروع الحكم الذاتي البائس في غزة- أريحا أو الضفة والقطاع وهو المشروع الفاشل والمتعثر حتى الآن..

وكان انسحاب قوات فتح من لبنان عام 1982 إلى تونس واليمن وبلدان أخرى إعلانا بوقف الكفاح المسلح. في حين حمل التيار الاسلامي الفلسطيني مشعل المقاومة فركزت إيران معهم، وهو ما يعكس جديتها في القضية..

وحتى عندما ذهب النظام السوري لحضور مؤتمر التسوية في مدريد وهو مؤتمر تحضره اسرائيل، فإن إيران عارضت هذا المؤتمر 1991، ودعت إلى مؤتمر فلسطيني شعبي مواز في طهران يرفع شعار المقاومة حتى تحرير فلسطين، حضرته عشرات الأحزاب والمنظمات العربية القومية والاسلامية..

وهنا نخرج عن التسلسل الزمني، ففي عام 2002 ضبطت القوات البحرية الاسرائيلية السفينة كارين وهي تحمل شحنات كبيرة من الأسلحة الايرانية متوجهة إلى غزة التي كان يسيطر عليها ياسر عرفات. وقالت إسرائيل أن هذه الشحنات كانت متوجهة لفتح. واعتبر هذا دليلا دامغاً أيضا على إخلاص ايران للقضية الفلسطينية، فهي مستعدة للدعم المالي والعسكري من أي اتجاه، حتى وإن سار في طريق أوسلو..

وكان عرفات بعد وصوله لطريق مسدود في إقامة دولة فلسطينية في الضفة والقطاع قد عاد بشكل محدود للعمل المسلح حتى في الضفة الغربية من خلال تنظيم (شهداء الأقصى) وهو تنظيم فتحاوي..

وقد ضبطت اسرائيل وثائق تثبت دفع عرفات أموالاً لأسر شهداء هذا التنظيم، وهذا هو السبب الحقيقي لإغتيالهم ياسر عرفات بالسم، من خلال العملاء المحيطين به..

إذن سارت السياسة الايرانية في اتجاهين رئيسيين ثم أتبعتهما باتجاه ثالث..

(1) دعم مفتوح لحزب الله كمقاومة لبنانية للاحتلال الاسرائيلي.

(2) دعم مفتوح لكافة الفصائل الفلسطينية وكافة أشكال التجمع الفلسطيني التي تؤمن بخط المقاومة والتحرير.

(3) عمل جسور مباشرة مع الفلسطينيين داخل الكيان الصهيوني (فلسطين المحتلة عام 1948).

(1) مقاومة حزب الله:

لم تشغل الحرب العدوانية العراقية قادة إيران عن دعم حزب الله وتكوينه وتأسيسه. وهناك مسألة ساعدت على سرعة تكوين هذا الحزب بالاضافة لدوافع مقاومة الاحتلال أساساً، فقد كان الشيعة في آخر السلم الاجتماعي- الطائفي اللبناني، وكانوا يعيشون في مناطق أطلق عليها أحزمة الفقر في ضواحي بيروت وفي الجنوب. وقد كان هذا سبب نشوء حركة المحرومين بقيادة موسى الصدر وقد كانت حركة واسعة وقوية بين الشيعة قبيل الغزو الاسرائيلي عام 1982، وهناك شكوك وأحيانا تأكيدات أن القذافي قد قتله عندما كان في زيارته. والحقيقة فإنني لم أرى الانشغال في هذه القضية الآن مع أهمية شخصية (موسى الصدر) وهو رجل دين بالنسبة للشيعة حتى لا ندخل في تفريعات كثيرة بعيداً عن موضوع دراستنا.

على الأغلب فإن جسم هذه الحركة (المحرومين) أو جزء منها كان مادة لحزب الله، والحقيقة أن حزب الله تشكل من روافد شتى، فوجود الشيعة في أسفل السلم الاجتماعي كان قد دفع نشطاءهم للانخراط في الأحزاب اليسارية (الحزب الشيوعي اللبناني- منظمة العمل الشيوعي) على سبيل المثال، وانخراط في التنظيم المسلح المقاوم لفتح، وكانت فتح مفتوحة للبنانيين بل وكل الجنسيات العربية والاسلامية (كان بها باكستانيون- مصريون…الخ) فكثير من هؤلاء اللبنانيين الشيعة في فتح والأحزاب اليسارية انضموا لحزب الله. وهذا من أسباب ارتفاع مستوى الوعي والثقافة السياسية لدى قيادات وكوادر حزب الله، ولكنهم بلا شك تم تأهيلهم أو تحويلهم إلى الرؤية الاسلامية بمنظور شيعي وفقاً لمرجعية آية الله الخميني ثم آية الله الخامنئ..

وكان هناك تنظيم آخر يعتبر تنظيم الشيعة السياسي الأول وهو (تنظيم أمل)، ورئيس البرلمان الحالي بري أحد رموزه.

.

وكانت أمل تنظيماً مرتبطاً سياسياً بالنظام السوري، ولذلك حدثت مناوشات واشتباكات بل وحروب صغيرة بين الطرفين أى بين حزب الله وأمل .

قبل أن يثبت حزب الله أقدامه ويكتسب شعبية كاسحة بين الشيعة وجموع اللبنانيين بسبب جديته في المقاومة..

وكنا قد أشرنا إلى هجوم القوات السورية على حزب الله وقتل 19 فردا منه والتزام حزب الله بضبط النفس، وكانت مناوشات “أمل” في إطار هذا الخلاف بين سوريا وحزب الله. فسوريا كانت ترى انها تحكم لبنان ولابد لكل الأطراف اللبنانية أن تتحرك وفقاً للتقديرات والقرارات السورية. ولكن كان يصعب على النظام السوري (حتى في ظل حافظ الأسد) أن يحكم لبنان بنفس أسلوب حكمه لسوريا! ولا يزال تنظيم أمل موجوداً حتى الآن ولكن قاعدته أصبحت صغيرة وضامرة. وأشبه بتنظيم شيعي علماني بالمقارنة مع حزب الله الديني أو الاسلامي الشيعي..

وقد أراحنا السيد/ حسن نصر الله حين أعلن أن ايران تمول كل احتياجات حزب الله العسكرية وكل احتياجات المقاومة..

وكان ذلك رداً عل اتهامات لحزب الله بتكوين شبكات استثمار وتجارة مشبوهة لتمويل أنشطته العسكرية. والحقيقة فقد كان دعم إيران لحزب الله سراً معلناً وأصبح خبراً معلناً.!!

لا شك أن حزب الله قد تلقى المليارات من الدولارات التي لا يمكن عدها، ولكن لا شك أن الدعم له مفتوح، وهو دعم عيني أساساً من خلال التسليح والتدريبات وأدوات المقاومة، ويحاول حزب الله إقامة مصانع للصواريخ على أرض لبنان حتى يوفر إحتياجاته، وخلال حرب 2006 دمرت الطائرات الاسرائيلية ما يقال أنه مصنع للصواريخ في البقاع..

 التصريحات الاسرائيلية تتحدث عن امتلاك حزب الله لـ 140 ألف صاروخ بأنواع مختلفة. والضربات الاسرائيلية لمواقع سورية بها أسلحة، متوجهة لحزب الله مسألة حقيقية وجدية. فاسرائيل تخشى من وصول صواريخ أكثر تطورا ودقة وتخشى صواريخ مضادة للطائرات وهي تعرف أن الحرب مع حزب الله مسألة وقت..

في المرحلة الأولى حارب حزب الله على أرض لبنان حتى تراجع الاحتلال إلى الحزام الأمني الجنوبي اعتماداً على قوات سعد حداد العميل الماروني والضابط السابق في الجيش اللبناني، ثم لحود الذي حل محله ولم تكن هذه القوات العميلة المارونية المنشقة عن الجيش لتكفي لحماية الحزام فكانت القوات الاسرائيلية متواجدة بكثافة..

في مرحلة تالية بدأت المقاومة (ورداً علي قصف اسرائيلي للمدنيين) بقصف المستوطنات الاسرائيلية في شمال فلسطين المحتلة الممثلة في الجليل الأعلى بصواريخ كاتيوشا. وهو قصف يحدث ذعراً كبيراً في صفوف اليهود ولا يخلو من خسائر مادية وبشرية (نهاريا مثلا)).

وعند قصف حزب الله لمدينة في شمال اسرائيل أعلن شيمون بيريز انه سيرد بقصف بيروت كلمما قصفت هذه البلدة ( كريات شمونة )..

وتعرضت بيروت (الضاحية الجنوبية خاصة) والجنوب لقصف اسرائيلي متواصل لمدة اسبوع عام 1993. وكان وقف إطلاق النار يحدث بوساطات دولية..

وتكرر هذا القصف المركز عام 1996، 1997، شنت الطائرات الاسرائيلية 74 غارة في النصف الأول من عام 1997. وكل هذا كان رداً على استمرار قصف الكاتيوشا ومن أنواع أكثر تطوراً. وكان رد حزب الله عادة ما يأخذ 24 ساعة أي انه يرد على القصف الاسرائيلي في اليوم التالي. وهذا ما يجعل الناس تقارن بين جدية حزب الله وبين النظام السوري الذي لم يرد ولا مرة واحدة على القصف الاسرائيلي (إلا في عام 2017 حيث أسقط طائرتين!!) وسنأتي للنظام السوري فيما بعد..

وكانت اسرائيل منزعجة من مقاومة حزب الله على أرض لبنان حتى من قبل أن يقصف الأراضي الاسرائيلية (فلسطين المحتلة عام 1948) وقامت في المرحلة الأولى هذه باغتيال السيد عباس الموسوي رئيس حزب الله الأول، بقصف جوي. وتتهم اسرائيل حزب الله بأنه انتقم من هذه العملية بقتل عشرات اليهود في معبد بالأرجنتين!! وينفي حزب الله ذلك، والقضية لا تزال منظورة في النيابات والمحاكم حتى الآن في بيونس أيرس بعد مرور أكثر من ربع قرن.

وقد تولى السيد حسن نصر الله قيادة الحزب بعد هذا الاغتيال، وكان مسئولاً شاباً في الجنوب..

وتحت ضغط المقاومة انسحبت اسرائيل عام 2000 من الجنوب بدون أي مفاوضات سلام، فيما عدا مزارع شبعا، وكانت تكئة لحزب الله للقول بأن لبنان لم تحرر بالكامل، وظل يقوم بعمليات على هذه المزارع..

كان يمكن لحزب الله وإيران أن يتاجرا بهذا النصر، الذي عجزت عنه الجيوش العربية. وأن ينهمك حزب الله في مشروع “التشيع” ولكن هذا لم يحدث..

في البداية كان شباب حزب الله يتحدث عن إقامة دولة إسلامية في لبنان. ولكنه سحب هذا التوجه بعد سنوات قليلة، وأكد أنه مشروع للمقاومة فحسب وحتى بعد انسحاب اسرائيل، فهو مشروع دفاعي للمقاومة ضد أي عدوان جديد . فقد كشفت حرب 2006 جدية هذا الحزب وجدية إيران في مسألة مواجهة اسرائيل على عدة محاور.. تثبت أن إيران وحزب الله لم يضيعا دقيقة واحدة منذ انسحاب اسرائيل في يونيو 2000 حتى يوليو 2006 أي 6 أعوام فقد أنشأت قواعد صاروخية مخيفة قادرة على إطلاق آلالاف الصواريخ، وهم على معرفة بالتكنولوجية الاسرائيلية وأنها قادرة  خلال ثوان أن تحدد مكان إطلاق  الصاروخ والرد عليه يقصف صاروخي أو مدفعي أو جوي، فكان قاذفوا الصواريخ ينتقلون بسرعة فور إطلاق الصاروخ إلى مكان بديل محصن..

كذلك كانت هنك شبكة لتوصيل الصواريخ من المخازن إلى مواقع الاطلاق. وكانت الصواريخ دقيقة وتعتمد على رصد مسبق للأهداف. وأدى القصف الصاروخي المتواصل إلى بقاء نحو 2 مليون صهيوني تحت الأرض لمدة 24 يوما وقد وصل القصف إلى حيفا. كذلك تم قصف بارجة اسرائيلية بصاروخ أرض- بحر وتم تصوير هذه الضربة على الهواء.!!

ثبت أن حزب الله أنشأ شبكة تحت الأرض لمقاومة العدوان البري، وهي عمليات حفر مضنية في أرض صخرية وجبلية..

نحن أمام مشروع رهيب لا علاقة له “بمحاربة السنة”!! فقد تم إنفاق الملايين للاستعداد لمحاربة اسرائيل.. واسرائيل فحسب..

لقد فوجئ الاسرائيليون والمراقبون معهم بأن القوات الاسرائيلية التي وصلت في حرب 1982 إلى بيروت خلال يومين أو ثلاثة، عاجزة عن التقدم لمتر واحد في بداية الحرب . في بلدة مارون الراس مثلاً وكانت على الحدود مباشرة.. كان هناك عدد قليل جداً من المقاومين يعملون تحت الأرض ولديهم شبكة أنفاق، ولديهم أسلحة دقيقة (إيرانية أو روسية) صاروخ الكورنيت الروسي دقيق للغاية فبمجرد أن ترى الدبابة على الشاشة وتطلق الصاروخ لابد أن يدمرها فكانت مذبحة دبابات الميركافا 4- وما حدث في مارون الراس حدث في بلدان ونقاط أخرى وكان تقدم الدبابات الاسرائيلية بطيئا للغاية ومحبطاً وبخسائر عالية، وأصبح الوصول لنهر الليطاني حلماً بعيد المنال.. وبينما تحدث  مبارك والسعودية عن خطأ حزب الله الذي بدأ الحرب، أعلنت اسرائيل هزيمتها بالتدريج وتمت إقالة كل القيادات العسكرية الاسرائيلية ورئيس الوزراء باعتبارهم مسئولين عن هذه الهزيمة..

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: