منذ عام 2018، انخفض الدعم لإسرائيل من 75% إلى 33%؛ حوالي نصف الإنجيليين الذين تتراوح أعمارهم بين 18-29 عاما يدعمون إقامة دولة فلسطينية وصوتوا لصالح بايدن على حساب ترامب
ب
نيويورك – أشار استطلاع رأي جديد إلى الانقسام المتزايد في الولايات المتحدة بين الجيل الشاب من المسيحيين الإنجيليين ( المقصود المسيحية الصهيونية) والجيل الأكبر سنا، لا سيما في وجهات نظرهم بشأن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، مما قد يدل على أن إسرائيل قد تشهد انخفاضا كبيرا في الدعم لها في السنوات المقبلة.
في حين أن الجماعة الدينية لطالما كانت حصنا من الدعم لإسرائيل في الولايات المتحدة، إلا أن الاستطلاع الذي أجرته مجموعة “بارنا” بتكليف من باحثين في جامعة كارولينا الشمالية في بيمبروك (UNCP) يشير إلى انخفاض حاد في الدعم لإسرائيل ويثير مخاوف من احتمال أن تخسر إسرائيل أحد حلفائها الرئيسيين في المستقبل، حسبما قال واضعو الاستطلاع لـ”تايمز أوف إسرائيل” .
لتم إجراء الاستطلاع كجزء من بحث لكتاب سيصدر قريبا
في استطلاع للرأي شمل أكثر من 700 مسيحي إنجيلي تتراوح أعمارهم بين 18-29 عاما، تم إجراؤه بين مارس وأبريل، سُئل المشاركون في الاستطلاع عن الطرف الذي يدعمونه في “النزاع الإسرائيلي الفلسطيني”. فقط 33.6% قالوا إسرائيل و 24.3% قالوا الفلسطينيين و 42.2% قالوا إنهم لا يدعمون أي طرف من الطرفين.
كان هذا بمثابة تحول كبير عن عام 2018، عندما وجد استطلاع للرأي أجراه نفس الباحثيّن في UNCP، موتي عنباري وكيريل بومين، واستطلع آراء الإنجيليين الشباب، أن 75% من المشاركين في الاستطلاع انحازوا لصالح إسرائيل على حساب الفلسطينيين، بينما فضل 22% عدم الانحياز إلى أي طرف من طرفي النزاع. 2.8% فقط عبروا عن درجة معينة من التأييد للفلسطينيين في ذلك الوقت.توضيحية: مسيحيون إنجيليون من دول مختلفة يلوحون بالأعلام في مسيرة لإظهار دعمهم لإسرائيل في القدس.(AP Photo/Sebastian Scheiner, File)
حوالي 45% ممن شملهم استطلاع الرأي يؤيدون الآن قيام دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل، و 35.1% قالوا إنهم محايدون في هذا الشأن، و20.5% فقط يعارضون فكرة الدولة الفلسطينية، بحسب استطلاع 2021، الذي أطلع تايمز أوف إسرائيل على نتائجه. في عام 2018، كان السؤال حول هذا الموضوع مختلفا بعض الشيء، لكن 29% ممن شملهم استطلاع الرأي قالوا إنهم يعارضون التنازلات عن الأراضي من جانب إسرائيل من أجل السلام مع الفلسطينيين.
أجاب أكثر من 22% أن إسرائيل لا تعامل الفلسطينيين بإنصاف، 35.7% كانوا محايدين في هذا الشأن، بينما أجابت أغلبية (41.5%) بأن إسرائيل تعامل الفلسطينيين بإنصاف، بحسب آخر استطلاع.
وبلغت نسبة هامش الخطأ في استطلاع UNCP الذي استطلع آراء للشبان الإنجيليين وأجري على الإنترنت 3.7% مع مستوى ثقة بنسبة 95%.
في توضيح سياق نتائج الاستطلاع، أشار عنباري وبومين في بيان إلى أن الإنجيليين دعموا تاريخيا إسرائيل بالاستناد على إيمانهم بنهاية الأزمنة، الذي يربط إقامة دولة إسرائيل بالمجيء الثاني ليسوع المسيح.رئيس الوزراء نتنياهو يلقي كلمة أمام مؤتمر منظمة ’مسيحيون متحدون من أجل إسرائيل’ في واشنطن العاصمة، 23 يوليو، 2018. (Twitter)
لذلك اختار الباحثان أن يسألا الإنجيليين الشباب عما إذا كانت آرائهم بشأن إسرائيل مبنية على معتقداتهم الدينية.
بشكل ملحوظ، قال أكثر من 44% ممن شملهم الاستطلاع أن معتقداتهم الدينية لا تؤثر على تقييمهم للصراع الإسرائيلي الفلسطيني. أكثر من 38% قالوا إن معتقداتهم الدينية هي التي تجعلهم ينظرون إلى إسرائيل بمنظور إيجابي، في حين قال 17.1% إن معتقداتهم الدينية تجعلهم أكثر دعما للفلسطينيين.
وفيما يتعلق بموضوع القدس، قال 28.4% فقط من الأشخاص الذين شاركو في الاستطلاع إن القدس الشرقية يجب أن تكون عاصمة لدولة فلسطينية مستقبلية، بينما قال 71.6% إن المدينة بكاملها يجب أن تظل إلى الأبد عاصمة لإسرائيل.
كان الضغط الإنجيلي عاملا رئيسيا في حمل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب على الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إلى المدينة.في هذه الصورة من يوم الاثنين ، 14 مايو، 2018، يظهر القس الأمريكي روبرت جيفريس وهو يصافح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بعد خطاب جيفريس خلال حفل افتتاح السفارة الأمريكية الجديدة في القدس. (AP Photo/Sebastian Scheiner)
عندما طُلب منهم شرح التناقض بين الجيل الشاب والجيل الاكبر سنا في صفوف الإنجيليين، قال 34% من المشاركين أن الأمر يتعلق “باختلاف الأجيال”، وقال 22.5% أن الأمر يتعلق بكون الإنجيليين الأصغر سنا أقل دراية بالصراع من الأجيال الأكبر سنا، وقال 29.8% إنهم لا يعرفون.
وأقر ما يقرب من نصف المشاركين في الاستطلاع بأن لديهم معرفة محدودة للغاية أو لا يعرفون شيئا عن النزاع الإسرائيلي الفلسطيني.
في حين أن إسرائيل تُعتبر في كثير من الأحيان قضية رئيسية بالنسبة للناخبين الإنجيليين، قال 65% من الشباب الذين شملهم الاستطلاع إنهم نادرا ما سمعوا أو لم يسمعوا أبدا عن أهمية دعم الدولة اليهودية، في حين قال 12% منهم فقط إنهم يسمعون عن هذه القضية كل أسبوع.السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة رون ديرمر يلقي كلمة خلال حفل أقيم في مقر إقامة سفير بولندا في واشنطن العاصمة، بيوتر ويلتشيك، بمناسبة عيد الحانوكاه اليهودي ، 3 ديسمبر، 2018. (screen shoot: facebook.com/ambdermer)
تم نشر نتائج الاستطلاع بعد أسبوعين من إدلاء السفير الإسرائيلي السابق لدى الولايات المتحدة رون ديرمر بتصريحات قال فيها إنه ينبغي على أن تعطي إسرائيل الأولوية للدعم “الشغوف والصريح” للمسيحيين الإنجيليين لها على حساب دعم اليهود الأمريكيين، الذين قال إنهم “من بين منتقدينا بشكل غير متناسب”.
وقال ديرمر في مقابلة أجريت معه خلال مؤتمر نظمته صحيفة “مكور ريشون”، المحسوبة على التيار القومي المتدين، “على الناس أن تفهم أن العمود الفقري لدعم إسرائيل في الولايات المتحدة هو المسيحيون الإنجيليون. هذا صحيح بسبب الأرقام وأيضا بسبب دعمهم الشغوف والصريح لإسرائيل”.
وقال “حوالي 25% من الأمريكيين – يعتقد البعض أكثر – هم مسيحيون إنجيليون. أقل من 2% من الأمريكيين هم من اليهود. لذا إذا نظرت إلى الأرقام فقط، يجب أن تقضي وقتا أطول بكثير في التواصل مع المسيحيين الإنجيليين من الوقت الذي تقضيه في التواصل مع اليهود”.
وسلط الضوء على “العاطفة والدعم” لإسرائيل في صفوف الإنجيليين، زاعما أن إسرائيل هي واحدة من أهم القضايا، إن لم تكن الأكثر أهمية ، بالنسبة للكثيرين منهم، حيث قارن المجموعة الدينية باليهود الأمريكيين، الذين قال إنهم يصوتون على قضايا أخرى.
إلا أن نتائج الإستطلاع الذي أجرته جامعة كارولينا الشمالية تشير إلى مشاعر مختلفة بشكل كبير في صفوف المسيحيين الإنجيليين الشباب.
في حديث مع تايمز أوف إسرائيل، شجع عنباري الحكومة الإسرائيلية على الانتباه إلى التغيير في الآراء في صفوف الإنجيليين، لأنهم “ليسوا حركة موحدة برأي واحد. هناك آراء متباينة بشأن إسرائيل”.
وأضاف “لقد أصبح من الواضح أن إسرائيل تطور مشكلة في العلاقات العامة مع الشباب الأمريكي. نرى ذلك مع الإنجيليين وكذلك مع اليهود الأمريكيين ومجموعات أخرى”.
أكثر اعتدالا، وليسوا من أنصار ترامب
واستطلع الباحثيّن في UNCP آراء الشباب المسيحي الإنجيلي على نطاق أوسع.
بحسب الدراسة، 46% من المشاركين في الاستطلاع صوتوا لجو بايدن في الانتخابات الرئاسية 2020، مقارنة بـ 26% فقط لترامب.
بالإضافة إلى ذلك، قال 20% إنهم لم يصوتوا على الإطلاق، وقال 48.5% إنهم ديمقراطيون أو يميلون إلى الحزب الديمقراطي. حوالي 40% منهم قالوا إنهم ينتمون أو يميلون إلى الحزب الجمهوري.
احتمال أن يعتبر الشباب المسيحي الإنجيلي نفسه وسطيا أو معتدلا (37.5%) أكبر من احتمال أن يعتبر نفسه محافظا (31%) أو ليبراليا (31.5%)، وفقا للاستطلاع.قساوسة من منطقة لاس فيغاس يصلون مع المرشح الجمهوري للرئاسة آنذاك دونالد ترامب خلال زيارة للكنيسة الدولية في لاس فيغاس والأكاديمية المسيحية الدولية في 5 أكتوبر، 2016، لاس فيغاس، نيفادا. (AP Photo / Evan Vucci)
أظهر استطلاع لـ”أسوشيتد برس VoteCast” أجري بعد الانتخابات أن 81% من الناخبين البيض الإنجيليين صوتوا لترامب، مقارنة بـ 18% فقط الذين صوتوا لبايدن.
استطلاع 2021 الذي أجرته UNCP وجد أنه في صفوف المشاركين الجمهوريين أو الذين يميلون إلى الحزب الجمهوري في الاستطلاع، عرّف 66.1% عن أنفسهم بأنهم بيض، في حين في صفوف الديمقراطيون أو الذي يميلون إلى الحزب الديمقراطي، فقط 29.2% عرّفوا عن أنفسهم بأنهم بيض.
أظهرت مقارنة بين استطلاعي 2018 و2021 أيضا تحولا في آراء الشباب الإنجيلي تجاه المسلمين، حيث أبدى 41.7٪ ممن شملهم استطلاع الرأي الآن وجهة نظر إيجابية، مقارنة بـ 29% قبل ثلاث سنوات.
وقال عنباري وبومين في بيان: “ما لا يزال غير واضح هو ما إذا كانت هذه المواقف ستتغير مع تقدم هذه الفئة العمرية في السن، لتصبح مشابهة لآراء الأجيال السابقة (وبالتالي أكثر تفضيلا لإسرائيل)، أو ما إذا كانت مواقفهم ستظل تنتقد إسرائيل حتى مع تقدم الشباب الإنجيليين في السن”.