نتنياهو شارك مع الولايات المتحدة و السعودية فى الضغط على الأردن

بحسب صحيفة ’واشنطن بوست’ فإن المخابرات الإسرائيلية أبلغت الملك عبد الله الثاني إنها غير متورطة في المؤامرة المزعومة ضده، في إشارة منها على ما يبدو إلى أن رئيس الوزراء هو المسؤول

ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” يوم السبت أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو شارك في جهود بذلتها الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية للضغط على العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني كجزء من خطة إدارة ترامب للترويج لخطتها للسلام في الشرق الأوسط.

ووصف التقرير الجهود بأنها تحدت الموقف السياسي المحلي لعبد الله في السنوات الأخيرة، وبلغت  ذروتها في الكشف في أبريل عن مؤامرة مزعومة لـ “زعزعة الاستقرار” في الأردن تورط فيها الأخ غير الشقيق للملك، الأمير حمزة، والمسؤولان الكبيران السابقان باسم عوض الله والشريف حسن بن زيد.

وفقا للتقرير، فإن جزء كبير من الضغط كان يتعلق بالقدس، حيث يُعتبر عبد الله الوصي على الحرم القدسي والمواقع الإسلامية الأخرى في المدينة، التي استولت عليها إسرائيل من الأردن في حرب “الأيام الستة” في عام 1967. ولقد اعترفت إسرائيل بوضع النظام الملكي الأردني كوصي في اتفاقية السلام بين البلدين في عام 1994.

إ

نقلا عن أمريكي على معرفة بالملك، كتب كاتب المقال ديفيد إغناتيوس أن عبد الله شعر أن الولايات المتحدة وإسرائيل والسعودية تحاول حرمانه من الوصاية. وذكر التقرير أنه لا يبدو أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وولي العهد السعودي محمد بن سلمان ونتنياهو كانوا يسعون للإطاحة بالملك الأردني، لكن جهودهم قوضته وشجعت معارضيه.

ونُقل عن مسؤول كبير في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية قوله: “أصبح ترامب يؤمن أن الملك يشكل عقبة أمام عملية السلام”.ملك الأردني عبد الله الثاني (إلى اليمين) والرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب في البيت الأبيض، 25 يونيو، 2018. (AFP Photo / Brendan Smialowski)

وأشار التقرير إلى العلاقات الوثيقة التي أقامها ترامب وجاريد كوشنر – صهر الرئيس الأمريكي وكبير مستشاريه – مع بن سلمان، الحاكم الفعلي للسعودية. وذكرت الصحيفة أن عبد الله كان قلقا من أن هذه العلاقات الموسعة جاءت على حساب الأردن، حيث كتب إغناتيوس أن كبار المسؤولين الأردنيين شعروا بأن الملك قد تم تهميشه بسبب افتتان ترامب بالزعيمين الإسرائيلي والسعودي وبسبب تحفظات العاهل الأردني على الاقتراح الأمريكي بشأن السلام الإسرائيلي-الفلسطيني.

في الوقت الذي بدأت فيه جهود كوشنر للدفع بخطة السلام الإسرائيلية الفلسطينية قدما في العام الماضي، كان مستشار وصهر الرئيس الأمريكي يأمل أيضا في المساعدة في التوسط باتفاقية تطبيع بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية، وفقا للتقرير، لكن كان يُنظر إلى عبد الله على أنه عقبة أمام مثل هذا التقارب.

من بين الشخصيات الرئيسية التي أشار إليها التقرير كان باسم عوض الله، أحد كبار المسؤولين السابقين المتورطين في المؤامرة المزعومة الأخيرة. انتقل عوض الله، وهو وزير في مجلس الوزراء ورئيس الديوان الملكي في السابق، إلى السعودية في عام 2018 بتشجيع من عبد الله وأصبح مقربا من ولي العهد السعودي.

وورد أن عوض الله قال فيما يتعلق بجهود السلام الأمريكية، “نقطة خلاف بالنسبة لنا هي الأقصى. الملك عبد الله يستخدم ذلك لتخويفنا والحفاظ على دوره في الشرق الأوسط”.

كما قال مسؤول أمريكي سابق لم يذكر اسمه إن عوض الله أخبره أن “محمد بن سلمان مستاء لأنه لا يستطيع الحصول على صفقة لأنه لا يمكنه التعامل مع ردود فعل الفلسطينيين إذا تمسك الملك بموقفه بشأن القدس”.على اليسار: رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في تل أبيب، 8 مارس، 2021. (Miriam Alster / Pool via AP)؛ على اليمين: ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يحضر قمة افتراضية لمجموعة العشرين عُقدت عبر مؤتمرات الفيديو، في الرياض، المملكة العربية السعودية، 22 نوفمبر، 2020. (Bandar Aljaloud/Saudi Royal Palace via AP)

كما اقتبس إغناتيوس من تقرير لتحقيق أردني حول المؤامرة المزعومة.

وذكر التقرير الأردني أن “عوض الله كان يعمل على الترويج لـ’صفقة القرن’ وإضعاف موقف الأردن وموقف الملك من فلسطين والوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس”.

كما أفاد المقال ان التقرير ذاته يزعم أن بن زيد، المسؤول الأردني الكبير الآخر المتورط في المخطط إلى جانب عوض الله، التقى في عام 2019 مع مسؤولين اثنين من سفارة أجنبية في عمان “للاستفسار عن موقف بلادهما من دعم الأمير حمزة كبديل للملك”. وقال إغناتيوس إن مسؤولا غربيا لم يذكر اسمه قدم له التقرير يعتقد أن السفارة كانت على الأرجح البعثة الأمريكية في العاصمة الأردنية.

بالإضافة إلى ذلك، قال التقرير في واشنطن بوست إن جهازي المخابرات الإسرائيلية الموساد وجهاز الأمن العام (الشاباك) أرسلا رسائل خاصة إلى عبد الله عندما تم الكشف عن المؤامرة المزعومة في وقت سابق من هذا العام، نفيا فيها أي دور إسرائيلي. وقال إغناتيوس نقلا عن مسؤول استخباراتي أمريكي سابق اطلع على الرسائل، إن النقطة الأساسية كانت “هذا ليس نحن. إنه قادم من أمامنا”، وهو ما قال إنه قد يشير إلى نتنياهو.

كما أشار أغناتيوس إلى رحلة سرية قام بها وزير الدفاع بيني غانتس إلى عمان في وقت سابق من هذا العام للقاء عبد الله وتصريحاته لمؤيديه أن “نتنياهو شخصية غير مرغوب فيها” في الأردن. وأكد الكاتب أن التصريحات تؤكد مخاوف المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين من احتمال عدم الاستقرار في الأردن.

جاء الكشف عن المؤامرة المزعومة بعد شهر من الخلاف الدبلوماسي بين إسرائيل والأردن الذي سلط الضوء على الإحباط الأردني من نتنياهو والتوترات بين البلدين الجارين التي شهدت تصاعدا لسنوات.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: