مشاهد متناقضة في القدس، حيث اجتمع يهود متدينون عند حائط المبكى للصلاة ضد الحكومة الجديدة؛ ونتنياهو يشكر أنصاره ويحثهم على الاحتجاج
تجمع الالاف مساء الأحد في تل أبيب للاحتفال بإقصاء رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو بعدما امضى 12 عاما متواصلة في السلطة. وتجمع الحشد في ساحة رابين وسط تل أبيب للاحتفال بالحكومة الجديدة التي نالت ثقة البرلمان بعدما أيدها 60 نائبا وعارضها 59.
وشوهدت مشاعر متناقضة في القدس في مظاهرة صغيرة مؤيدة لنتنياهو خارج مقر إقامته الرسمي وفي صلاة شارك بها المئات من اليهود الأرثوذكس والحريديم عند حائط المبكى، حيث ساد جو من الحداد العام.
في تل أبيب، احتشد الآلاف في ميدان رابين، حيث تم اغلاق النافورة الشهيرة، التي غالبا ما تكون مشهدا صاخبا في أوقات الاحتفالات الوطنية، بسبب أعمال البناء لخط مترو الأنفاق بالقرب من المكان، لكن المحتفلين أحضروا معهم مدفع رغوة وقصاصات ملونة بدلا من ذلك.
وتوجه آخرون إلى النافورة القريبة في ميدان ديزنغوف للاحتفال.الإسرائيليون يحتفلون بالحكومة الجديدة في ميدان رابين في
وقاد رجل من على منصة في ميدان رابين، حيث طالب المتظاهرون المناهضون لنتنياهو لأكثر من عام رئيس الوزراء بالاستقالة من منصبه، المتظاهرين الذين هتفوا “نتنياهو، ارحل”
المشاركون رقصوا وتعانقوا وهتفوا هتافات فرح، وأحضر الكثيرون منهم أطفالهم معهم.
في تل أبيب الليبرالية، يُعتبر طي صفحة عهد نتنياهو الذي دام 12 عاما لحظة “تاريخية”، كما قالت حين نيفو، إحدى المشاركات في الاحتفالات.
وقالت نيفو البالغة من العمر 49 عاما، التي جاءت إلى ميدان رابين مع أطفالها الصغار رغم الساعة المتأخرة “أنا مصدومة قليلا لأننا انتظرنا مدة طويلة لهذه اللحظة (…) من المفترض أن يناموا الآن، لكنني أعتقد أنها لحظة مهمة حقا”.الإسرائيليون يحتفلون بالحكومة الجديدة في ميدان رابين في
وأضافت، بينما سُمعت نغمات النسخة العبرية لأغنية جون لينون “Imagine” في الخلفية: “لا أعرف ما إذا كانت هذه الحكومة ستصمد، لكنها بمثابة تغيير، ونحن بحاجة إلى التغيير”.
وأضيء مبنى بلدية تل أبيب المجاور بألوان العلم الإسرائيلي.
ومن بين المشاركين كان روبي صوفر (48 عاما) مع عائلته. وارتدى أفراد العائلة الأربعة قمصان سوداء كُتب عليها بأحرف بيضاء كلمة “ارحل”، وهو تعبير للحركة الاحتجاجية المناهضة لنتنياهو لأكثر من عام.
وقال صوفر: “نحن لا نحب بيبي على الإطلاق”، مضيفا أنهم كانوا يحضرون الاحتجاجات في نهاية كل أسبوع لمدة 10 أشهر.الإسرائيليون يحتفلون بالحكومة الجديدة في ميدان رابين في
في مدينة القدس كانت هناك مشاهد متناقضة.
من أمام مقر الإقامة الرسمي لرئيس الوزراء، حيث قضى نتنياهو ما يُفترض أن تكون آخر ليلة له بعد 12 عاما من الإقامة في المبنى، لوح العشرات من مؤيدي نتنياهو بالأعلام وغنوا “نحبك”.
آخرون رددوا هتافات “يا للعار، حكومة حماس وعباس”، في إشارة إلى زعيم حزب “القائمة العربية الموحدة”، منصور عباس، الذي انضم إلى كتلة التغيير للإطاحة بنتنياهو.
وخرج نتنياهو ليشكر المتظاهرين قائلا إنهم “أثروا به”، ثم دعاهم إلى الانضمام إلى احتجاج ضد الحكومة الجديدة من المقرر تنظيمه الثلاثاء في تل أبيب.
في غضون ذلك، نشرت القناة 20، وهي محطة تلفزيونية يمينية لطالما دعمت نتنياهو، تحية له تتكون من مقطع فيديو لأهم لحظاته، مع أغنية “شكرا على كل ما صنعته” في الخلفية، وهي أغنية شكر لله باللغة العبرية.
وفي وقت سابق، تجمع مئات اليهود من التيارين القومي المتدين والحريدي عند حائط المبكى في القدس لنفخ الأبواق والصلاة ضد الحكومة القادمة.
وترأس الطقوس الحاخام شموئيل الياهو، الحاخام الأكبر لمدينة صفد في شمال البلاد.المئات من اليهود الحريديم يشاركون في صلاة مشتركة عند حائط المبكى في البلدة القديمة بالقدس ضد حكومة التغيير الجديدة التي تؤدي اليمين الدستورية في الكنيست، 13 يونيو، 2021. (Noam Revkin Fenton / FLASH90)
وهاجمت الأحزاب الحريدية، التي أصبحت خارج السلطة الآن، الحكومة الجديدة ورئيس الوزراء نفتالي بينيت ووصفتها بأنها “شريرة”، وادعت أن سياسات حكومته الجديدة ستعرض الدولة اليهودية للخطر.
ورفض بينيت، وهو أول رئيس وزراء إسرائيلي أرثوذكسي، الهجوم ووصفه بأنه محرج ومعتوه، وأنه “هيجان هستيري”، وتعهد بالحفاظ على الحياة الدينية في البلاد.