اسرائيل تتآكل من داخلها وعمرها الافتراضى قارب على الانتهاء

مجدى حسين

اسرائيل بلد أو مجتمع أو دولة سمها ماشئت فهى كيان غير طبيعى مهما استدعى اليهود لها من أواصر الدين والتاريخ لتصبح طبيعية . اسرائيل فكرة وليست وطنا أو بلدا كأوطان وبلاد خلق الله . مصر على النقيض تماما هى مصر مهما حدث لها حتى وإن احتلت من الأجانب لفترات طويلة تظل وطنا اسمه مصر له خصائص محددة وله حدود واضحة وشعب بشخصية محددة . ونفس الشىء مع الفارق فلايوجد وطن فى العالم محدد المكان والحدود كمصر التى حددتها الصحراء والبحار وشقها نهر النيل ليصنع فيها الحياة . نفس الشىء مع هذا الفارق ، فهناك روسيا ، الصين فرنسا انجلترا ، هذه بلاد ليس لها عمر افتراضى ، بلاد وجدت منذ الأزل وستظل إلى الأزل . الوطن حقيقة راسخة تاريخية جغرافية بخصائص محددة وحدود معروفة وشعب ذو خصائص معينة . وبهذا المعنى فإن اسرائيل ليست وطنا محددا معروفا وإنما فكرة .. فكرة صهيونية لحل مشكلة شتات واضطهاد اليهود فى العالم الغربى . وإذا تعثرت الفكرة فى الفهم والتنظير أو إذا أخفقت فى الممارسة فإنها تكون مرشحة للانتهاء وظهور فكرة جديدة ، كعودة اليهود إلى بلدانهم الأصلية يعيشون فيها كما كانوا وقد يبقى منهم من يقبل أن يعيش فى كنف دولة عربية اسلامية كما كانوا من قبل أيضا . والطريف أن هذه الخصية الفريدة تجمع بين اسرائيل وأمريكا. فأمريكا أيضا فكرة وليست وطنا . قبل أكثر قليلا من 200 عام لم يكن هناك وطن اسمه أمريكا . بل لم نعرف حتى الآن هل كان هناك اسم يضم مجتمع أمريكا الشمالية ؟ فقد كان هناك 400 قبيلة تتعايش وتتنقل فى هذا المحيط الكبير ولم تكن هناك دولة مركزية . حتى اسمها فهو مستعار من خارجها إن اسم ” أمريكا ” جاء نسبة لقرصان ايطالى اسمه أميرجو هو الذى حط بسفينته على سواحل ما يعرف الآن بالولايات المتحدة الامريكية أما كريستوفر كولمبوس الذى سبقه فقد كان حط الرحال فى أمريكا الوسطى وهى أقرب لأمريكا اللاتينية . المهاجرون البريطانيون البيوريتان البروتستانت هم الذين قادوا هجرة أوروبا لهذه القارة وأسسوا 13 ولاية فى شرق الولايات المتحدة سرعان ماتمددت حتى الساحل الغربى وأبادت فى طريقها 112 مليون من السكان الأصليين الذين سموهم الهنود الحمر . كما تمددت هذه الدولة الجديدة على حساب المكسيك جنوبا ، حتى أخذت الولايات المتحدة شكلها الراهن 50 ولاية بالحديد والنار والقتل والابادة .. بنهر متدفق لاينقطع من الدماء. لذلك هناك دراسات أمريكية عديدة وأساسية حول ما يسمى فكرة أمريكا ، فأمريكا فكرة وليست وطنا ( برجاء العودة لدراسات منير العكش لمن يريد الاستزادة فى هذا الموضوع ) . لذلك أمريكا معرضة يوما ما للزوال بمعنى أن تقسم عرقيا وقوميا إلى أكثر من بلد وإن كنت لا أتوقع ذلك قريبا رغم أن البوادر لذلك أصبحت على مرأى العين . فأصحاب المشروع من الأصل الاوروبى تمددوا فى قارة بأكملها ، وكندا ليست بعيدة عن هذا المشروع وإن كانت أقل فى الغلواء . وبالتالى فنحن نضع كندا فى اطار نفس المشروع والعلاقات بين البلدين وثيقة للغاية . اقتصاديا وعسكريا وثقافيا . تمدد المشروع على محيط قارة أعطى له عمقا استراتيجيا وامكانات مادية متنوعة ومتعاظمة ، وهيأ لبناء سلطة مركزية عاتية وقوية قادرة على حماية المشروع لفترة طويلة نسبيا . ولطالما قلت عن الولايات المتحدة إنها شركة مساهمة متحدة من مختلف الأعراق والألوان والأصول والأديان ولكن بقيادة الانجلوسكسون البروتستانت البيض وأخيرا أصبح الكاثوليك الاوروبيون مزاحمين أساسيين فى السلطة العليا بعد أن كانوا محرومين من حقوق المواطنة .فى بداية تأسيس الولايات المتحدة لم يكن بإمكان الكاثوليكى أن يكون موظفا حتى فى الحكم المحلى ! أما الآن فان الرئيس بايدن والسيدة نانسى بيلوسى رئيسة مجلس النواب من الكاثوليك . وتركيبة الادراة الحالية تعكس هذا التحول نحو مشاركة الأطياف الأخرى بصورة أكبر فى السلطة العليا ، ولكن يظل المكون البروتستانتى الانجلوسكسونى الابيض هو الغالب حتى الآن مع تزايد ملحوظ للمكون اليهودى. ولذلك تحدثت الأدبيات الامريكية عن الحلم الامريكى لا الوطن الامريكى . فالوطن يصنع فى التاريخ ولاتصنع الأوطان بقرار أو بالسلطة المركزية الغاشمة .  موضوعنا الآن فكرة اسرائيل لافكرة أمريكا ولذلك سنركز اليوم على اسرائيل . فحتى تيودور هيرتزل مؤسس الفكرة الصهيونية سعى حتى اللحظة الأخيرة من حياته لإقامة دولة لليهود فى أى مكان فى العالم . وبعد أن فشل فى إقناع السلطان العثمانى بالسماح بعملية استيطان يهودى فى فلسطين ويعد أن رفض اللورد كرومر حاكم مصر البريطانى إعطاء سيناء له كأرض لبناء دولة يهودية مع توصيل جزء من مياه النيل إليها ! ( جذور فكرة سد النهضة ) . فقد ضن الانجليز على اليهود بقطعة من مصر التى كانت كلها من أملاكهم المفترضة للأبد. بعد ذلك فكر هرتزل جديا فى إقامة دولة اليهود فى الأرجنتين . ثم انتقل تفكيره إلى أوغندا بل حصل على موافقة رسمية من بريطانيا مستعمرة أوغندا على ذلك عام 1903 وطبعا هذه الفكرة قوبلت بالرفض من أعضاء المؤتمر الصهيونى فى ذات العام . ومات هرتزل فى العام التالى مباشرة 1904 فلم يتابع محاولات إقناع اليهودبهذه الفكرة . وكان الرأى العام الصهيونى محقا ففلسطين هى المكان الوحيد الذى يمكن أن يكون جاذبا لليهود بحكم الدين والتاريخ ونصوص التوراة . ولم يكن هيرتزل متدينا البتة وكان يتعامل مع القضية اليهودية كمسألة قومية لشعب من الشعوب . وكان يستخدم تعبير ” نحن نريد أرضا خاصة بنا ” وكان هذا رأى سلفه الصهيونى بينسكر الذى كان صريحا فى رفض الذهاب الى فلسطين وقال : ( لاينبغى لنا تجديد الارتباط بالمكان حيث كانت حياتنا السياسية صعبة وممزقة . ولاينبغى أن تكون الأرض المقدسة هدفا لمساعينا وإنما ينبغى أن تكون أرضا خاصة بنا ). حتى لم يكن استخدام اللغة العبرية مطروحا وكان هيرتزل يقترح أن تكون الألمانية التى يعرفها هى لغة الدولة المنشودة .

وبصرف النظر عن مناقشة مشروعية الفكرة وهى مرفوضة من قبلنا بكل المقاييس التاريخية والدينية والحضارية ، نحن نناقش أساسا وأولا أن دولة اسرائيل فكرة وليست حقيقة راسخة على أرض الواقع .وهى بهذا المعنى معرضة للفناء بعد فترة ما لأن وجودها معاكس للطبيعة ، حتى مؤسسى الدولة الاسرائيلية أنفسهم فهم أكثر الناس حديثا عن مخاطر زوال الدولة ، وهذا موضوع قديم حتى قبل استفحال أزمة الكيان الاسرائيلى حاليا . فمنذ البداية قال بن جوريون أحد أهم مؤسسى اسرائيل : ( اننى لا أدرى اذا كان ابنى عاموس سيحضر الذكرى الخمسين لتأسيس اسرائيل )! ومنذ قرابة عشرين عاما نشرت ترجمة كاملة لكتاب بورج رئيس الكنيست يتوقع فيه زوال اسرائيل قريبا .

 إفرهام بورج رئيس الكنيست الإسرائيلى الأسبق والرئيس الأسبق للوكالة اليهودية كانت له نبوءته التحذيرية الشهيرة قبل نهاية عام 2003 التى كتبها تحت عنوان«موت الصهيونية ونهاية إسرائيل» على ضوء قرار مجلس الأمن الأخير بإدانة الاستيطان وعدم الاعتراف به.وحيث قال :.


هذا الوضع لا يمكن أن يستمر فلابد أن يأتى اليوم الذى لا يكون فيه هذا الواقع مقبولا وممكنا.

إن وقت الأوهام قد ولى ولم يعد بالإمكان الاستمرار فى تأجيل القرارات الحتمية. إن الاحتفاظ بالأراضى كلها وبأغلبية يهودية فى دولة يهودية وحيدة على كامل تلك الأراضى شيء مستحيل إنسانيا وأخلاقيا.

هل تريدون كامل الأراضي.. حسنا عليكم فى هذه الحالة التخلى عن الديمقراطية واستبدالها بنظام عنصرى بعد أن نحول المدن إلى سجون وننشيء جيتو فى كل مدينة فلسطينيةعلى غرار ما تعرض له اليهود فى ألمانيا وسيبريا أما الخيار الثانى فهو طرد الفلسطينيين جميعا من هذه الأرض أو القضاء عليهم بشكل راديكالى فلا يوجد حل وسط..

البديل الوحيد فى رأيى هو تفكيك جميع المستوطنات ورسم حدود معترف بها بين البيت القومى الإسرائيلى والبيت القومى الفلسطينى على ألا ينطبق قرار العودة اليهودى سوى داخل أراضى الوطن القومى اليهودى وقانون العودة الفلسطينى داخل أراضى الوطن القومى الفلسطيني.

لقد بات من الأرجح أن جيلنا سيكون الجيل الصهيونى الأخير وبعده لن تبقى هنا سوى دولة يهودية كريهة بلا ملامح.. فمن منا يريد أن يكون مواطنا لدولة كهذه).

أزمة اسرائيل أزمة مجتمعية بنيوية شاملة لكن لنبدأ بالجانب السياسى فهو دائما العمود الفقرى للمجتمع والكاشف لنقاط قوته وضعفه. بدأ تكوين اسرائيل بشكل طبيعى ومنطقى من ناحية التكوين الحزبى ، الحزب الرئيسى الذى قاد معارك الاستيلاء على فلسطين ( الهاجاناه ) والذى أصبح يسمى حزب العمل وما حوله من تحالفات وهو حزب صهيونى علمانى يحاول أن يمثل صيغة الاعتدال فى المجتمع الاسرائيلى ويميل الى نوع من التطبيقات الاستراكية فى اطار تجربة الكيوبتزات والتركيز على القطاع العام فى المجال الاقتصادى والاهتمام بقضايا التأمينات الاجتماعية والصحية وحزب الاقلية هو حزب حيروت وماحوله من تحالفات عرفت باسم الليكود فيما بعد وكان بقيادة مناحيم بيجن والحزب الاول بقيادة بن جوريون . وظلت اسرائيل مستقرة يحكمها حزب العمل على مدار 29 عاما من وجود اسرائيل وكان هذا منطقيا فهو الحزب الذى قاد عملية بناء اسرائيل بالقتال ثم بالبناء قبل وبعد 1948 . ثم جاءت هزيمة 1973 وانكسار اسرائيل جيشا وحكومة فى معركة العبور رغم كل مافعلته فيما بعد  لتخفيف آثار الزلزال كان لابد من سقوط حزب العمل وهذا ما حدث فى انتخابات 1977 حيث فاز حزب الليكود وهو لايزال يحكم حتى الآن عدا سنوات  عاد فيها حزب العمل إلى السلطة..

كان العمل هو الحزب الحاكم في إسرائيل بين الأعوام  1992 و1996 وبين عامى 1999 و2001 ثم حكم مع الليكود فى حكومة ائتلافية بين عامى 1984 و. و 1990

 وهكذا ظل الخط البيانى الصاعد لصالح الليكود حتى ان نتنياهو حكم 12 عاما أخيرا . كان الخط البيانى معقولا إلى حد كبير فحزبان رئيسيان بتحالفاتهما يتبادلان الحكم . ولكن مع الأيام ظل حزب العمل يتراجع ويتفتت ويتجه المجتمع يمينا لصالح الليكود وتحالفاته التى أصبحت تشمل أحزابا دينية ، كان من الطبيعى أن ينتعش اليمين أمام هذا الانهيار الكبير للنظام الرسمى العربى . فهذا التراجع زاد من أطماع اسرائيل ووضع أسسا منطقية للخط التوسعى . ولكن كان يبدو واضحا أن الخط اليمينى التوسعى يحمل معه مشكلاته ، فالمقاومة الفلسطينية تشتد ومعها المقاومة اللبنانية ولم يعد المجتمع الاسرائيلى آمنا . وفى ظل الحيرة بين خط حزب العمل الذى يتحدث عن التصالح وعن تقسيم الضفة الغربية مع الفلسطينيين وبين خط الليكود الذى يريد فلسطين كاملة بدون أى مواربة أو التفاف أو حتى الحديث عن دويلة فلسطينية منزوعة السلاح ، فى ظل هذه الحيرة وعدم وجود برنامج ناجع ومقنع لأغلبية الرأى العام بدأت عملية التشظى فى المجتمع السياسى . فى بورصة الانتخابات كان الحديث سابقا عن حزبين : العمل والليكود . فى عام 1992 حصل العمل على 44 مقعدا انخفضت إلى 34 مقعدا فى انتخابات 1996 انخفضت إلى 26 مقعدا فى انتخابات 1999. ونفس العدوى أصابت الليكود ففى هذه الفترة نفسها انخفضت مقاعده من 42 إلى 26 ثم إلى 19 مقعدا . وهكذا أصبح الكنيست خليطا من الأحزاب الصغيرة الطائفية . وبدأت تظهر أحزاب وتختفى أحزاب كما يظهر الفطر ويختفى . فى خريطة أحزاب 1996 ستجد معظم الأحزاب لم تعد موجودة الآن .>(اسرائيل واحدة -شاس – ميرتس -المركز – اسرائيل بعلياه -المفدال – التوراة اليهودية الموحدة – شينوى – اسرائيل بيتنا – حزب شعب واحد ( حزب العمال ) – حداش – حزب الوحدة الوطنية – حزب الطريق الثالث – حزب العمل – الليكود ) فى قائمة أحزاب 2021 ستجد 18 حزبا معظمها أسماء جديدة ولاتجد سوى 5 أحزاب كانت موجودة فى أواخر التسعينيات . وهى : ( الليكود والعمل وميرتس وشاس واسرائيل بيتنا). عملية التشظى وصلت إلى مستوى عال للغاية حتى أن هذه الحكومة الجديدة احتاجت ل8 أحزاب لتحصل على 60 مقعدا بالكنيست بل احتاجت لأصوات عربية ، وهى أحزاب غير متجانسة وتختلف فى كل شىء ولم يجمعها سوى العداء لنتنياهو وبالتالى فهى على كف عفريت ، يكفى أن ينسحب شخص واحد من الستين لتسقط الحكومة . وما حدث فى اسرائيل على مدار سنتين لم يحدث بهذه  الصورة فى أى تجربة ديموقراطية غربية . 4 انتخابات بدون الوصول إلى أى أغلبية مستقرة ولاتزال الانتخابات الخامسة فى الطريق لأهون الأسباب . ورغم الشظايا  نجد أنها تتجمع فى انقسام ثنائى يحول دون أى حزب مستقر . وكل مرة يذهب الناخب الاسرائيلى كأنه شخص أبله وهوليس كذلك ليختار نفس الخيارات وتبقى النتيجة هى التعادل الدائم . ما هى الأزمة السياسية المستحكمة ؟ بأبسط التعريفات فإن الأزمة السياسية هى انعدام فرصة الوصول إلى حل سليم للمعضلة التى تواجهها ، بحيث تصبح الخيارات كلها أسوأ من بعضها ولايبقى أمامك سوى التخبط كما يتخبط طائر فى غرفة مغلقة بدون نوافد أو فأر فى المصيدة ! ولابد لأى مجتمع فى الدنيا أن يتفق على توجه رئيسى ترتضيه الأغلبية وهنا نحن نتحدث عن قضية وجودية لاسرائيل وليس موقف معين فى السياسة الخارجية أو الداخلية . الخياران الوحيدان  لايستطيعون  الموافقة علي واحد منهما بأغلبية ساحقة هما : الخيار اليمينى الذى يعنى تطهير فلسطين من الفلسطينيين وأن تعلن فورا دولة اسرائيل من النهر إلى البحر. وهذا أمر غير ممكن واقعيا محليا واقليميا ودوليا . الخيار التصالحى وهو الموافقة على تنازل تاريخى فى الضفة وإعطاء الفلسطينيين مساحة معقولة من الأرض لإقامة دولة منزوعة السلاح ، وهذا لاتوافق عليه أغلبية كبيرة ، كما أن من يوافق عليه يضع شروطا يرفضها العرب والفلسطينيون . المواطن الاسرائيلى يشعر أنه يدفع ثمن هذه الأزمة فى أمنه وأمانه وهذا أهم ما يشغل اليهودى . ولكنه عاجز عن التحمس لأحد الخيارين . ولايوجد أى شخصية أو جماعة أو حزب داخل الكنيست أو خارجه لديها أى حل تاريخى يريح الاسرائيليين . ولذلك فليس لدى اسرائيل سوى أن تواصل آلة الحكم العاجزة هذه آدائها المعوج الذى يعتمد على الكذب والخداع مع أمل مستمر فى انقاذ أمريكى لكل هذا المأزق وأمريكا ليس لديها حلول لمأزقها التاريخى هى  كدولة عظمى . وكل هذه الظروف شروط مواتية لتوجيه ضربات لاسرائيل من الخارج . فالثمرة قد استوت للسقوط . ويمكن اكتشاف ذلك من حالة الذعر التى يتحدث بها العسكريون الاسرائيليون عن مخاطر حزب الله . ولكن ماذا إذا عن مخاطر ايران؟ . وماذا حدث لهم من غزة المحاصرة ؟

 انهيار اسرائيل من الداخل  لن يحدث فى نهاية المطاف بدون ضربة عسكرية قاصمة من الخارج بعد استنزاف المقاومة الفلسطينية لأعصاب الكيان من الداخل ..  كذلك لايمكن تلخيص أزمة اسرائيل الداخلية التى تهدد بالانهيار فى أزمة الحكم والأحزاب السياسية رغم أنها أساسية وكاشفة كما قلنا فنحن نعلم أن الجيش الاسرائيلى مؤسساته الأمنية هو الذى يحكم فى نهاية المطاف وليس الأحزاب. لابد من الغوص فى داخل المجتمع الاسرائيلى لادراك عمق أزمته . وهو المجتمع الوحيد فى العالم الذى يناقش طول الوقت أزمة وجوده ومخاطر سقوطه النهائى ولكن الاستراتيجيين العرب لايقرأون الصحف ولا الكتب الاسرائيلية . وسنحاول القيام بذلك فى المرة القادمة إن شاء الله .

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: