الغاء اتفاق الاذعان في اوسلو مهمة وطنية وقومية ودينية وقانونية

د.غازي حسين

قامت اقلية يهودية خزرية غير متدينة غريبةعن فلسطين دخيلة عليها جاءت من وراء البحار بمساعدة بريطانيا والمانيا النازية وامريكا وأتباعها العرب باقامة اكبر غيتو يهودي عنصري بقوة السلاح والحروب العدوانية والمجازر الجماعية وإغتصاب فلسطين وترحيل الفلسطينيين وبارتكاب التكبة واكبر عملية ترحيل وإبادة جماعية وتطهير عرقي حدثت بعد الحرب العالمية الثانية تنفيذا لمخططات الترحيل التي وضعها المؤتمر الصهيوني الثاني والعشرون في زوريخ والوكالة اليهودية والحكومة الاسرائيلية ، واستغلت الحركة الصهيونية معزوفتي الهولوكوست واللاسامية لتأسيس “اسرائيل” حتى ان احد الحاخامات قال بأن “تأسيس اسرائيل هو رد لله (يهوه) على الهولوكوست ” .

جاء اتفاق الاذعان في اوسلو الذي وقعه رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ياسر عرفات في 9/9/1993 من وراء ظهر الشعب الفلسطيني والمؤسسات الفلسطينية ووقعه محمود عباس في البيت الابيض بواشنطون في 13/9/1993 ليشكل منعطفا استراتيجيا خطيرا في تاريخ قضية فلسطين والصراع العربي الصهيوني لتصفية القضية وإنجاح المشروع الصهيوني وإقامة اسرائيل العظمى الاقتصادية من خلال التطبيع الاماراتي والسعودي والبحريني ومشروع الشرق الاوسط الجديد  .

ورد في اتفاق الاذعان في اوسلو”ان منظمة التحرير تعترف بحق دولة “إسرائيل” في العيش في سلام وامن ،وتوافق على القرارين 242و338 وتلتزم بمسيرة السلام وتتخلى عن الإرهاب ، وتعتبرمواد الميثاق التي تتعارض مع التعهدات الواردة في الرسالة عديمة الأثر وغير سارية المفعول ” .

وبالتالي استجاب  عرفات وعباس لأهم المزاعم والأكاذيب والأطماع الصهيونية على حساب الحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني في وطنه فلسطين والامة العربية والاسلامية وخلافاً للقانون العام والانساني والقرارات والدولية.

رد الجنرال رابين سفاح مجزرة جامع دهمش في اللد على رسالة عرفات برسالة تتكون من جملة واحدة فقط لكي يضمن العدو الاسرائيلي تحقيق ما جاء في اتفاق الاذعان في اوسلو وهي :-

“ردا على رسالتكم المؤرخة في تاريخ 9ايلول 1993 اود ان اعلن لكم انه على ضوء تعهدات منظمة التحرير الفلسطينية الواردة في هذه الرسالة فقد قررت الحكومة الاسرائيلية الاعتراف بمنظمة التحرير بصفتها الممثل للشعب الفلسطيني وبدء مفاوضات معها في اطار مسيرة السلام في الشرق الاوسط “.

كان الهدف الاسرائيلي من توقيع محمود عباس اتفاق الاذعان في واشنطون ضمان التزام الولايات المتحدة باجبار الجانب الفلسطيني على تحقيق كل ما ورد في اتفاق الإذعان ودون التزام “اسرائيل” بأي شئ كما حدث بالفعل .

وهذا ما حصل حيث حقق الطرف الفلسطيني جميع ما ورد في اتفاق الاذعان يتعلق باسرائيل بينما لم تحقق “اسرائيل” شيئا لحل قضية فلسطين بل زادت من تصعيد الاستيطان وبناء المستعمرات اليهودية وإستمرار الاحتلال والعنصرية وابادة الشعب الفلسطيني وتدمير منجزاته وتهويد وطنه ومقدساته ونهب اراضية ومياهه وثرواته .

دفعت  تنازلات عرفات بالمفكر الفلسطيني ادوارد سعيد الى القول :” انه لم يسبق لاي حركة تحرر وطني في التاريخ ان باعت نفسها لاعدائها كما فعلت منظمة التحرير الفلسطينية ” .

لم يعترف اتفاق الاذعان بالحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني ، ولم تتعهد دولة الاحتلال بالانسحاب من الاراضي المحتلة سوى الاعتراف بمنظمة التحرير للتفاوض معها وتحقيق الشروط الواردة في الاتفاق وحل مشكلة “اسرائيل” وليس التوصل الى حل عادل لقضية فلسطين التي تعتبر اعدل قضية في تاريخ البشرية .

حدد اتفاق الاذعان سقفا زمنيا مدته خمس سنوات تنتهي عام 1999 باقامة الدولة الفلسطينية كمصلحة اسرائيلية وبدون انسحاب قوات الاحتلال واستعادة الارض والحقوق المغتصبة ، اثبت حصاد اتفاق الاذعان المروالمرير ان الاتفاق فشل في تطبيق قرارات الامم المتحدة او تحقيق اية حقوق وطنية او انسانية وانما زاد من غطرسة قادة “اسرائيل” بتصعيد الاستيطان والتهويد وممارسة الابادة والتدمير والاغتيالات والعنصرية والتمييز العنصري لسحق الشعب الفلسطيني واذابته وكسر ارادة قيادته وارادات بعض الرؤساء والملوك والامراء ممن أسمتهم رايس بالمعتدلين العرب وفرض التطبيع والاستسلام العربي بتوقيع الاملرات والنحرينمعاهدات إستسلام بالموافقة علىإستراتيجية نتنياهو السلام مقابل السلام والاعتراف العربي بإغتصاب اسرائيل لفلسطين.

ويتابع الكيان الصهيوني عصيانه وتمرده على القرارات والمرجعيات والمواثيق والقرارات الدولية ومبادئ القانون الدولي العام والانساني.

اخذ الكيان الصهيوني من ياسر عرفات كل ما اراده من التزامات من منظمة التحرير واعترف بإسرائيل في 78% من مساحة فلسطين ، وجعل ال22%المتبقية اراض متنازع عليها من وراء ظهر الوفد الفلسطيني المفاوض في واشنطون في دهاليز اوسلو المظلمة والظالمة، وسيطرت”اسرائيل”  على أكثر من 58% من اراضي الضفة الغربية  بعد توقيع اتفاق أوسلو.

حصلت “اسرائيل” في اتفاق الاذعان على كل ما اردته وهو اعتراف منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني بها وبما اغتصبته من فلسطين العربية ، ونعتها المقاومة بالارهاب والغاء الميثاق ، بينما لم تعترف “اسرائيل” بشئ ، ولم توجد عملية تفاوض حقيقية وذلك لكسب المزيد من الوقت وخلق وقائع استيطانية على ارض الواقع وتهويد الاقصى والبحر الميت والاغواروكل فلسطين.أراد الكيان الصهيوني ان تعترف القيادة الفلسطينية الفاقدة للشرعية الدستورية والنضالية والمغتصبة لمنظمة التحرير به وباغتصابه لفلسطين وبأنها ارض التوراة واراض محررة وليست محتلة ، وهذا ما استجاب اليه وحققه محمود عباس وسلام فياض واجهزتهما الامنية.

اورد زكي شالوم في صحيفة الايام الفلسطينية الصادرة في 13/7/2000 النتائج التي افرزها اتفاق اوسلو على الشكل التالي :-

  1. حرر الاتفاق “اسرائيل” من مسؤوليتها تجاه الضفة والقطاع بموجب القانون الدولي .
  2. بلور الاتفاق الاجماع الاسرائيلي على التسويه .
  3. عمق الخلافات داخل البلدان العربية وفي اوساط الحركة الوطنية الفلسطينية ووسع من حرية مناورة “اسرائيل” .
  4. رسخ صيغة المفاوضات الثنائية بالرعاية الاميركية .

لقد عمل الكيان الصهيوني على تهويد الاراضي التي اغتصبها عام 1948 ، ويكرر حاليا منذ احتلال عام 1967 نفس العملية لاقامة “اسرائيل العظمى” الاقتصادية من خلال مشروع الشرق الاوسط الجديد .

عجز الكيان الصهيوني عن القضاء على الانتفاضة الاولى  إنتفاضة الحجارةفجاء اتفاق الاذعان في اوسلو وانقذ قيادة عرفات من الانهيار ، وانهى عرفات بدوره الانتفاضة الاولى واعترف بالرواية الصهيونية وتخلى عن المقاومة ونعتها بالارهاب وعن حق عودة اللاجئين الى ديارهم .

وصف سفاح قانا شمعون بيريز اتفاق الاذعان في اوسلو بانه ثاني اكبرانتصار في تاريخ الحركة الصهيونية ، واعترف في مقابلة اجرتها معه جريدة دافار ونشرت ترجمتها جريدة الدستور الاردنية بانه هو الذي وضع اتفاق اوسلو واعطاه للطاغية المخلوع حسني مبارك والذي قام بتسويقه لعرفات على انه اقتراح مصري ، ولا يستطيع الحصول على اكثر من ذلك ويجب الموافقة عليه . وهذا ما حصل بالفعل لذلك تعتبر «إسرائيل» أن الطاغية المخلوع مبارك كنز استراتيجي لها.

إعترف بيرس بأن عرفات قدم اليّ اقتراحي على انه اقتراح فلسطيني بفضل الدور الذي لعبه مبارك وعمرو موسى فوافقت على ما وضعته . وقضى عرفات بتوقيعه للاتفاق على الانتفاضة الاولى .

قامت السلطة الفلسطينية التي انبثقت عن اتفاق الإذعان بإدارة المناطق الفلسطينية المحتلة بصلاحيات المجالس البلدية وتوطيد التعاون الامني مع أجهزة الاحتلال للقضاء على الانتفاضة الثانية والمقاومة وإضعاف الحركة الوطنية ، وصهينة بعض القيادات والكوادر وحماية امن العدو الصهيوني وامن المستعمرين في القدس وبقية الضفة الغربية . ولم تعمل السلطة على دحر الاحتلال وحماية المواطن الفلسطيني في منزله ، وتعزيز العمل الوطني واعادة بناء وتطوير وتفعيل منظمة التحرير على اسس وطنية وديمقراطية والعودة الى الميثاق الوطني وخيار المقاومة .

وارتمت السلطة الفلسطينية سلطة اوسلو في عهد محمود عباس وسلام فياض والمفاوض المتصهين احمد قريع ومسيلمة الكذاب صائب عريقات ، في احضان امريكا ، ولعبت اموال الدول المانحة في زيادة تبعية رئيس السلطة المنتهية ولايته الى الادارة الاميركية لانهاء الصراع وحل مشكلة “اسرائيل” وازماتها وليس حل قضية فلسطين ، وانما تصفيتها عن طريق امريكا العدو الاساسي للشعب الفلسطيني وللعروبة والاسلام وبتسويق ممن اسمتهم كونداليسا رايس بالمعتدلين العرب من امثال الطاغية حسني مبارك وأمراء السعودية والامارات وخائن البحرين.

وتحولت سلطة اوسلو من اداة انتقالية لانهاء الاحتلال و الاستعمار الاستيطاني والعنصري الى وكيل لدولة الاحتلال لتحقيق رؤية الدولتين التي اخذها بوش من مشروع شارون للتسوية ووضعها في حارطة الطريق وذلك لتصفية قضية فلسطين والتطبيع والاعتراف بقيادة اسرائيل للوطن العربي .

فشل مجلس الامن وامريكا والاتحاد الاوروبي والرباعية الدولية ومحور المعتدلين العرب في الزام حكومة نتنياهو بوقف سرطان الاستعمار الاستيطاني الخبيث وفي القضاء على جدار الفصل العنصري ووقف الابادة والعقوبات الجماعية والحصار الجائر على قطاع غزة .

وظهر بجلاء انه لا يمكن التعايش مع كيان الاستعمار الاستيطاني واكبر غيتو يهودي إستعماري وعنصري في قلب المنطقة العربية والاسلامية ، وان ما اخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة ، وان خيار المقاومة هو الرد الشرعي والقانوني والانساني والعلمي لاجتثاث الغدة السرطانية الخبيثة من قلب الامة العربية والاسلامية والغاء اتفاقات الاذعان في اوسلووكمب ديفيد ووادي عربة  وزوال الكيان الصهيوني ككيان استعمار استيطاني غريب عن المنطقة دخيل عليها وعدو لشعوبها كما زالت النازية من المانيا والعنصرية من روديسيا والبرتغال والاستعمار الاستبطاني من الجزائر والابارتايد من جنوب افريقيا والنصر دائماً وأبداًللشعوب المناضلة والحية.

اترك رد

اكتشاف المزيد من مجدى أحمد حسين

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading