مصر ممنوعة من الصواريخ والأقمار الصناعية . حكاية القمر الاوكرانى والروسى .مهزلة زويل والباز . وقتل أمريكا لعشرات من علماء مصر العسكريين فى طائرة البطوطى وغيرها

  • الصورة لأحمد زويل – حلقة جديدة من كتاب التبعية لأمريكا مرض العصر

سنؤجل الحديث عن الانكسار الذي حصل عام 2000 في العلاقات المصرية الأمريكية، حتى لا نقطع الحديث عن مسألة الالتزام بعقيدة عدم تحدى أمريكا . انكسار عام 2000 كان انكسارا داخل الانكسار فمصر منكسرة منذ التقى السدات بكيسنجر عام 1974 وأفصح له كالعاشق الولهان بأنه يريد الارتماء فى أحضان أمريكا بعد طول تمنع وسنعود لتلك النقطة لأنها مسألة تفصيلية، .
كنا نتحدث عن السياسة الأمريكية بمنع مصر من امتلاك التكنولوجيا عمومًا، لأن العلم والتكنولوجيا
.

(بمعنى تطبيقات العلم) هو أداة ومظهر بل وعمود القوة عمومًا والقوة العسكرية خصوصًا، وقلنا إن تكنولوجيا الذرة هي من أهم الأمور الممنوعة لأنها تصب مباشرة في إمكانية التسليح النووي، بينما المطلوب أن تكون لإسرائيل النووية اليد العليا في المنطقة، وأشرنا إلى الحساسية الأمريكية من امتلاك مصر لتكنولوجيا الصواريخ استيرادًا وتصنيعًا حتى وإن كانت بدائية ومتخلفة (سكاد) لأنها تضعنا على أول الطريق، والواقع أن من أهم انجازات الموساد (المخابرات الإسرائيلية) مع مصر هو إحباط مشروع الصواريخ في عهد عبد الناصر تحت إشراف مجموعة من العلماء الألمان بعمليات التهديد والاغتيال التي تعرضوا لها، ولكن هذا لا يعفي نظام عبد الناصر وما بعده من عدم الإصرار على المواصلة بعد هروب العلماء الألمان.
والآن فإن إسرائيل تمتلك صواريخ أرو التي تصل إلى المغرب، وتطلق الأقمار الصناعية، أي بصواريخ بالستية بعيدة المدى بينما يستكثرون علينا صاروخ سكاد المتوسط (الكحيان)!! و أشرنا إلى إحباط أمريكا لمشروع صاروخي مع الأرجنتين. المهم أن حكامنا يستنيمون ويستسلمون أمام الضغوط  الأمريكية ، ويقول المصريون في ظل التجهيل الإعلامي الذي يركز على “تزغيط البط والردح وقلة الحياء” – يقولون واحنا مالنا ومال الصواريخ، احنا في ايه ولا ايه، احنا مش لاقيين الفول والطعمية- وهكذا نجح إعلام كامب ديفيد في تركيع المصريين وإخضاعهم لنفسية الهزيمة.
كما ذكرت فإن التكنولوجيا لا تفرق بين المدني والعسكري، ونحن نحتاج لتكنولوجيا الصواريخ لأغراض مدنية، لإطلاق الأقمار الصناعية لأغراض تنموية، لأن دول الغرب لا تعطينا كل الصور التي نريدها والتي تكشف وجود المعادن والمياه تحت الأرض مثلا، وإطلاق الصواريخ يخضع لقرارات سيادية وتصنيع الأقمار الصناعية أيضًا يخضع لاعتبارات سياسية ولذلك لابد أن نكتسب هذه الخبرة بصورة وطنية، كما أن الدفاع عن الوطن لم يعد عورة نخشى الحديث عنها، فلماذا تمتلك إسرائيل الصواريخ ولا نمتلكها نحن؟ حتى الصواريخ المتوسطة تحتاج لتطوير من أجل مزيد من الدقة، ومقاومة التشويش والصواريخ المضادة، وزيادة وزن العبوة التفجيرية.
وقد كتبت في هذه الموضوعات في التسعينيات وطالبت بإحياء البرنامج الفضائي وتشكيل وكالة فضاء مصرية، وقد أرسل لي رئيس هيئة الاستشعار عن بعد بتحية خاصة – عبر د.محمد حلمي مراد رحمة الله عليه-  على أحد هذه المقالات.
وكما جرى الحديث عن الخبرة النووية فإن أمريكا وأوروبا التابعة لها في الأمور الاستراتيجية ملتزمون جميعًا بحجب المعرفة والتكنولوجيا النووية عننا، حتى في مجال الكوبالت لأنه مشع!! ونفس الشيء ينسحب على الأقمار الصناعية والصواريخ الحاملة لها لتضعها على مدار حول الأرض، وبالمناسبة فإن العلماء الألمان كانوا يقومون بالعمل في مشروع الصواريخ المصري بشكل شخصي ولم يكونوا مكلفين من الحكومة الألمانية، وبسبب هذه المقاطعة ولأن هناك بقايا من البقايا من مفاهيم الأمن الوطني تم إنتاج قمر صناعي أوكراني- مصري، لأن أوكرانيا كانت موالية لروسيا وشاركت مصر في التصنيع وفي مراقبة ومتابعة القمر بعد إطلاقه، وقد كان عمره الافتراضي قصيرًا وانتهى بالفعل، وكنت في ذلك الوقت سجينا في سجن المرج (2009- 2010) وبعد تهديد بالإضراب عن الطعام أصبحت أطلع على الصحف، وكان لدي وقت لمتابعة كل ما ينشر عن هذا القمر المصري- الأوكراني الذي ضاع في الفضاء وجاري البحث عنه، في حين أن عمره الافتراضي انتهى وبالتالي لا مجال للحديث عن ضياعه والسخرية منه وممن صنعه مصريين أو أوكرانيين (طبعا مساهمة أوكرانيا هي الأساس) فالمعروف أن القمر الصناعي بعد انتهاء عمره الافتراضي يظل يدور بصورة عشوائية حول الأرض حتى يحترق عندما يسقط ويحتك بالمجال الجوي للأرض، كان المقصود من السخرية وعمل عناوين صارخة (قمر صناعي تاه يا ولاد الحلال) أن يتم إغلاق هذه الصفحة وتسريح الكوادر التي تعلمت هذه الخبرة، وسافرت للخارج من أجل ذلك وعادت. بينما كانت الخطة الموضوعة أن يتم تصنيع قمر جديد بمكون مصري 80 أو 100%!! وكما يقول المتخصصون في هذا المجال إن الموضوع غير مكلف ويحتاج عشرات من الملايين من الدولارات.
قبل ذلك في الثمانينات حدث موقف طريف للغاية، إذ قام قمر صناعي أمريكي بإرسال صور المنشآت العسكرية في مصر وسوريا إلى اسرائيل فالتقطتها محطة استقبال مصرية بطريق الخطأ، ولكن المهانة التي تعودها حكام مصر مع أمريكا جعلتهم يصمتون ويواصلون العمل مع الصديق الاستراتيجي الأمريكي.. فهي إذن حكاية أرزقية.. وبيع للوطن.. لمجرد البقاء في الحكم.. تحت شعار (احنا منقدرش على أمريكا).
وهناك كتلة متزايدة من البلدان أصبحت تستخدم الفضاء لأغراض سلمية وعسكرية (لا فرق كما قلنا)، إسرائيل- الصين- الهند- جنوب أفريقيا- كندا- فرنسا- إيطاليا- كازاخستان- أوكرانيا وعدد من الدول الأوروبية، بل أصبحت كل دول العالم تستفيد من الأقمار الصناعية كمستهلكين كما يحدث في مجال الاتصالات والبث الفضائي، وبينما نحن نتلكأ أطلقت إسرائيل حتى الآن 11 قمرًا صناعيًّا؛ وكان الأول عام 1961 قبل إطلاق 10 أقمار من طراز أفق وكان الأخير في مارس 2014 وسلسلة أقمار أفق تركز على التجسس العسكري. والتجسس العسكري لا يمكن شراء صوره من السوق!! وقد امتلكت الصين مؤخرًا تكنولوجيا الصواريخ المضادة للأقمار الصناعية، أي صواريخ تدمر وتسقط الأقمار الصناعية المعادية.
إيجيبت سات – 2
عاهدت الله على الصدق.. وأن أقول الحق لا أخاف في الله لومة لائم.. ومن ضمن قول الحق أن أتحدث بصدق عن الخصم إن قام بشيء صحيح، كما حدث في قصة القنبلة النووية رغم أننا لم نكن متأكدين من حقيقتها ولا نزال، ولكن هذه المرة يبدو أن الأمر حقيقي فمصر تمتلك الآن قمرًا صناعيًّا بصورة كاملة اسمه “ايجيبت سات 2”
كنا قد وصلنا إلى القمر الأوكراني، وعندما خرجت من السجن التقيت بالمسؤول الأول عن المشروع (بهي الدين عرجون) وهو الذي روى لي قصة تسريح الطاقم الذي أخذ خبرة مهمة في تصنيع ثم إدارة القمر الأوكراني – المصري. وهو الذي أكد لي إمكانية التصنيع المصري بالكامل لقمر جديد. وعندما جاء مرسي للحكم، كنا في حالة إحباط من الإخوان المسلمين، فهم لا يسمعون لنا، وأخذوا مننا موقفًا تاريخيًّا في سوئه في انتخابات مجلس الشعب، ففي حين حاربتنا أجهزة الأمن في شرعية حزب العمل، فلم يكن بإمكاننا النزول في قائمة حزبية مستقلة، وفوجئنا أن الإخوان يتعاملون معنا معاملة بالغة السوء حتى أنهم رفضوا وضع واحد فقط من حزب العمل على رأس قائمة، وأن تكون هذه مشاركتنا الوحيدة. في المقابل وضعوا 6 من “الكرامة” في مقدمة القوائم ودخلوا المجلس وغيرهم من الذين ينهشون في لحمهم الآن. ومع ذلك تعاملنا مع مرسي بشكل موضوعي، ولكن كل ما كنا نرسل به إليه لم يأخذ به أو لم يصله ويبدو أنه لم يكن ينفذ أو يهتم إلا بما يأتي من قنوات الإخوان، ولا بأس إن كان ما يأتي له منهم يسير بشكل عام في الاتجاه الصحيح، ولكن ظهر أن ذلك لم يحدث!. وقد شرحت فكرة القمر الصناعي المصري لأحد المقربين لمرسي، ووعدني أن يتحدث معه، وطلب مني بالتوازي أن أكتب الاقتراح (صفوت حجازي)، وطلبت من بهي الدين عرجون أن يكتب فكرة التصنيع المصري للقمر الصناعي في ورقة مختصرة، ولكن في الأثناء فقدت الاتصال بصفوت حجازي، وهو لم يهتم بالاتصال بي، وكنت قد اقترحت عليه أشياء أخرى، وكنت أرى الوضع خطيرًا ومترديا وكان ذلك قبل سقوط مرسي بـ 6 شهور أو أكثر قليلاً. وكانت هناك مؤشرات عديدة على انسداد أذن الإخوان ومرسي لأي ناصح أمين، وانشغلوا بألعاب السياسة الضيقة وليس هذا موضوعنا الآن، وشعرت بأن مرسي لن يستجيب لشيء لأنني كنت أرى وأسمع كل يوم عن مصريين علماء ومتخصصين في أمور عديدة يحاولون مقابلة مرسي أو تنفيذ أفكارهم التي نجحت في بلدان أخرى بلا مجيب. فلم أواصل مطالبة عرجون بالورقة. بعد ذلك سافر مرسي إلى الهند وقالوا إنه تعاقد على قمر صناعي هندي، وقلت في نفسي: لا بأس نحن نريد التقدم من أي جهة ومن أي قناة وبأي أسلوب، ولكن علمت بعد ذلك أن هذا قمر صناعي صغير وتعليمي من النوع الذي تطلقه الجامعات للتعليم، وهو بالفعل كان بالاتفاق مع جامعة هندية. وهنا شعرت بالتهريج وتضييع وقت الأمة. وكنت قبل – حديثي مع حجازي- أكتب وجعلت بهي الين عرجون يكتب في صحيفة “الشعب” عن مشروع القمر الصناعي. طبعًا في ظل نظام مبارك الفاسد لم نكن نتوقع أن يقرأ أحد جريدة الشعب ويأخذ بجدية بما جاء فيها، وإن كانت الخارجية والمخابرات العامة وغيرهما من الأجهزة تقرأ جريدة الشعب بدقة فور صدورها في عهد مبارك. وكنت أتصور أن نظام الإخوان سيستفيد من الجريدة الإسلامية الأساسية ويأخذ منها أي اقتراحات، وفي إحدى اللقاءات المزدحمة التي لا تفيد كثيرا مع الرئيس مرسي، وأثناء صلاة العصر، قال لي ياسر على المتحدث باسم الرئاسة: جريدة الشعب ومقالاتك رائعة ونقرأها، قلت له: مش باين. وأخذت منه كارت به الإيميل وقلت له سأرسل لك مقالاتي والأشياء التي أراها مهمة وتتضمن اقتراحات عملية، وبالفعل كنت أرسل له هذه المواد قبل نشرها، فلم أجد أي صدى. ونسيت موضوع القمر الصناعي وأشياء أخرى كثيرة، لأن الحياة السياسية تلخصت في الصراع على وجود الإخوان في الحكم.
إطلاق قمر مصري
في 16 ابريل 2014 تم إطلاق قمر صناعي مصري جديد كان يتم تصنيعه سرًا في موسكو منذ عام 2007 . وهذا الاتجاه سرًا إلى روسيا (بعد أوكرانيا) يؤكد ما ذكرته أن الغرب بقيادة أمريكا يضع فيتو على مصر وغيرها من الدول العربية والإسلامية في مجال تكنولوجيا الفضاء، عدا إيران التي تحدت هذا القرار، كما تحدت في المجال النووي، وأطلقت عدة أقمار صناعية. وقد شارك الجانب المصري بنسبة 50% في كل مراحل القمر بداية من التصنيع والأمان والإطلاق والتشغيل والتشفير والتحكم، ومن المفترض أن تكون إدارته 100% مصرية. وتم إرسال مجموعة من الشباب لتدريبهم في روسيا على كل هذه المجالات، ولا أدري ما علاقة هذه المجموعة بمجموعة القمر الأوكراني المصري الأول والمفترض أن القمر يستخدم الآن في أمور تتعلق بالتنمية: تخطيط المدن- الكشف عن المعادن- خرائط الزراعة والري.
(الشعب: تأكدت هذه المعلومات في حديث د. حسن الشافعي مستشار وكالة الفضاء الروسية في الشرق الأوسط الذي نشر في الأخبار 15 يناير 2015، لذلك نعيد نشره بنصه في مكان آخر، حتى لا نقطع سياق الدراسة، بل الحديث وثيقة تؤكد صحة ما جاء في الدراسة).
نرجو أن تكون هذه المعلومات صحيحة، والخاصة بقدرة مصر الكاملة على إدارة عمل القمر الصناعي لأن المهم في هذه الحالة توطين التكنولوجيا وامتلاكها، لا استهلاك منتوجاتها، وإلا فإن كل أمير خليجي يشتري ترددًا على أي قمر صناعي لعمل قناة فضائية!! وهذه الممارسة لا علاقة لها بالتقدم. أوهو تقدم في الاستهلاك!!
وفيما يتعلق بالأمن القومي وتحقيق الاستقلال الحقيقي عن أمريكا والاستعداد لقيادة المنطقة، فإن الأمر كما ذكرت يحتاج لحزمة شاملة من السياسات تتخذ في وقت واحد (كما حدث في النموذج الإيراني مثلا) فلن يحدث تقدم إذا حصلت على القمر في 7 سنوات ثم على شيء آخر بعد 10 سنوات.. إلخ كل هذه الأدوات لا قيمة كبيرة لها إذا لم تعمل في إطار منظومة متكاملة متناسقة، والذي يوحد بين كل ذلك هي الإرادة الوطنية الفولاذية (الإيمانية إن شئت في بلد مسلم) وهي غير موجودة حتى الآن، وإن صحت هذه المعلومة يكون هذا هو الشيء الوحيد الذي خرجنا به من عهد مبارك الذي لم يترك لنا إلا الزبالة، وحتى هذا الأمر لا يبدو أن له فضلا فيه، ولابد من تحية الأجهزة السيادية التي قامت بهذا العمل. (الأمر يتعلق بإدارة القمر الصناعي دون القدرة الصاروخية على إطلاقه ولا يزال علينا أن نصمم قمرًا صناعيًّا مصريًّا في المرة القادمة).
بين زويل .. والباز.. يا قلبي لا تحزن!!
المعرفة التكنولوجية يمكن اكتسابها عن طريقين: (1) أن يقوم طرف خارجي له مصلحة معك بتقديم هذه المعرفة لك. (2) أن تنبش أنت في الصخر بأظافرك وحدك حتى تصل إليها من خلال العلم، فالعلم موجود في الكراس (الكتاب والآن في الانترنت!!)، وغالبا ما يحدث الجمع بين الاسلوبين ولكن المهم أن تجمع بينهما الارادة الصلبة والعزيمة التي لا تلين والاصرار بدوافع وطنية أو دينية أو الاثنين معًا، فلن تعدم من يقدم لك المعرفة في العالم الواسع ولكن لابد أن تسعى إليه وتصر وتقدم له المقابل الذي لا يؤثر على استقلالك بل يكون على أساس المصلحة المشتركة: فلا شك أن إيران أخذت بعض المعلومات والخبرات النووية من كوريا الشمالية وباكستان بل قامت روسيا ببناء مفاعل بوشهر النووي الإيراني، ولكن لم يمنع هذا إيران أن تكون لها تجربتها الخاصة في أجهزة الطرد المركزي. وكذلك الصين مُنعت عنها التكنولوجيا النووية من الاتحاد السوفييتي فقدمت نموذجًا على النبش بالأظافر في الحجر والحصول على المعرفة العلمية من بطون الكتب وبعض المبعوثين للدراسات في الغرب، وتوصلت للأسرار النووية. ويمثل النموذج الليبي مسألة غياب الإرادة فقد اشترى القذافي كل شيء للمشروع النووي، ولكنه سلمه بأكمله للأمريكان لأن قواه خارت عندما رأى إسقاط صدام حسين واحتلال العراق، وعندما أبلغه الأمريكان أنهم كشفوا بالدليل المادي وجود هذا المشروع. إذن من الممكن أن تكون معك قنبلة نووية وقمر صناعي وتكون هزيلاً خائر القوى. لابد من استقلال الارادة أولا، أجهزتنا الاستخبارية لديها فكرة خاطئة ، وهو تصور أن الاستقلال يمكن أن يكتسب خطوة خطوة وعلى مدى عشرات وربما مئات السنين !! هناك أمور لا تحدث إلا طفرة، واستقلال الإرادة لا تنفع معه أنصاف الحلول. وفارق جوهري بين أن تكون حر الإرادة وتضطر للمساومة أحيانًا، وبين أن تكون مسلوب الإرادة وتريد أن تكون حرًا بالتدريج فهذا غير ممكن. لابد من كسر الذراع التي تخنق رقبتك مرة واحدة حتى لا تختنق. واستقلال الإرادة لا يؤجل لأنه قرين الإيمان بالله (بالنسبة لنا كمسلمين موحدين بالله وإلا فإن الشيوعيين أيضا يرون أن الاستقلال رهين صحة العقيدة الماركسية والوطنية كما فعلت فيتنام ودفعت ثمن استقلالها وحريتها). بالنسبة لنا الإيمان لا يؤجل ولا يمكن تنصيصه (نسبة إلى النص) أو تبعيضه (نسبة إلى البعض) فإما تؤمن بالله أو تكفر به، إذا آمنت بالله فعليك أن تكون مستعدًا لدفع الثمن فورًا، كما فعل سحرة فرعون بلا تردد ولا فلسفة ولا فزلكة، و كما فعل المؤمنون أمام الأخدود، وكما جاهر المؤمنون (بعد 3 سنوات من السرية) بالإيمان في بطن مكة، ما أهمية الايمان إذا كتمته في قلبك؟!
.رجل يكتم إيمانه في بلاط فرعون، هذا استثناء يؤكد القاعدة بدليل أنه هو الآخر جاهر بإيمانه وانضم إلى السحرة الذين آمنوا وحاول أن يدافع عنهم حتى لا يعدموا.
مواجهة الطاغوت الأمريكي تبدأ بوقف المعونة. أن تتلقى المعونة من أمريكا هو خروج صريح عن الإسلام وقد كان إثمًا كبيرًا من حكم الإخوان أن قبلوا به، ولكننا لن نقبله من أحد قبل وبعد حكم الإخوان، فالحكم الشرعي واحد. وهو يساوي قبول رسول الله (صلى الله عليه وسلم)- (حاشا لله)- أن يتلقى معونة من الإمبراطورية الرومانية، والعكس هو الذي حدث أن حارب رسول الله الرومان 3 مرات رغم اختلال موازين القوة المادية. باختصار إذا كان القمر إيجيبت، بالمواصفات التي سمعنا بها أي أنه قمر متطور وتحت السيطرة المصرية الكاملة فمرحبا به، ولكن طريق الاستقلال لن يكون هكذا كل 7 سنوات نقوم بخطوة.
لابد من وقف التهريج في مجال البحث العلمي.. نحن منذ سنوات طويلة نعيش في مستنقع من الترهات الإعلامية باسم البحث العلمي.. منذ أكثر من 10 سنوات ونحن نتحدث عن زويل وفاروق الباز ونحولهما إلى أيقونة، وإلى ظاهرة إعلامية. وتحول البحث العلمي إلى شو إعلامي ورغي لا ينتهي واستعراض بعض المعلومات في التليفزيون. ما الذي قدمه زويل لمصر مقابل كل هذا الضجيج الإعلامي، وصناعة وتلميع نجم أجوف. أمريكا لمعته ليمارس علينا كل هذا التهريج، وليوقف أي نمو حقيقي وجاد للبحث العلمي. إن أي إنجاز لزويل هو نتاج المنظومة العلمية الأمريكية، ولا يعني أنه عبقري زمانه، وإن كان عبقري زمانه فما الذي أخذناه منه. الشيء المؤكد أنه استخدم رصيده العلمي لتحسين القبة الحديدية الإسرائيلية. وأخذ جائزة على ذلك أثناء زيارته لإسرائيل. أما في مصر فقد استولى على مباني جامعة النيل ودخل في مشاجرات عقارية لا تليق بعالم كبير، المهم أن يظهر في برنامج العاشرة مساء وتتحدث معه منى الشاذلي بمنتهى التأثر وتكاد تبكي في حضرة العالم الكبير. زويل هو المستشار العلمي للرئيس الأمريكي، وبالتالي لا يصلح أن يكون مستشارًا علميًّا لمصر. وبحكم السياسة الأمريكية- وهو مواطن أمريكي- لا يستطيع أن ينقل لنا علمًا حقيقيًّا أو تكنولوجية حقيقية، كما ذكرنا المقصود هو صناعة (غاغة) وأنا مضطر لاستخدام الألفاظ العامية المناسبة لواقع الحال لأن اللغة العربية أعيتني مع أمثال هؤلاء، صناعة (غاغة) توحي بالبحث العلمي بدلا من ممارسة البحث العلمي بحق وحقيقة. وما ينطبق على زويل ينطبق على فاروق الباز (مع أنني لا أعلم له أي علاقة مع إسرائيل) ولكنه يمارس نفس الضجيج، ويظهر في البرامج التليفزيونية وخلاص!! أما مشروعه الذي لا زال يروج  له (خط التعمير) الذي رفضه كل المتخصصين فهو لا مغزى له إلا إبعاد النظر عن تعمير سيناء، وكما أخذنا يوسف والي إلى أبعد نقطة عن إسرائيل في توشكى فهو نفسه (الباز) يقوم بنفس المهمة رغم أنه وصف الصحراء الغربية في إحدى المرات بأنها شبيهة بالمريخ. ومناقشة هذا المشروع خارج الدراسة. ولكنني أتحدث عن ظاهرة (زويل- الباز) باعتبارها ظاهرة مريبة وسخيفة لأبعادنا عن تحويل البحث العلمي إلى عمل مؤسسي جاد يجمع بين التخصصية والتكامل. وفي بلادنا يمكن اختصار الوضع بأنه (لا يوجد بحث علمي). وكما ذكرت لا يوجد فاصل بين المدني والعسكري في التكنولوجيا بل رأينا الأستاذ زويل يدعم المؤسسة العسكرية الإسرائيلية بأفكاره، ولا نريد منه شيئًا ولكن كنت أشير إلى أننا في مرحلة الصفر دائمًا، وأن أي باحث جاد يقدم بحثا ولا يجد اهتمامًا يتوقف عن البحث أو يسافر للخارج، ولعدم الوعي بقضية الاستقلال فقد حدث أن مبارك والمجلس العسكري ومرسي لم يهتموا جميعًا بالبحث العلمي، مع الفارق أن مبارك استمر 30 سنة ولكن العينة بينة، عقلية الرئيس تتضح خلال سنة. فحتى هؤلاء الذين حكموا لفترة قصيرة حوالي سنة أو سنة ونصف وجدوا وقتًا ليجلسوا مع كل الفئات إلا فئة العلماء والباحثين، وحاولوا أن ينظموا كل المجالات إلا البحث العلمي، وهذا ينطبق على رؤساء الحكومات (شرف- الجنزوري- الببلاوي- محلب- قنديل).
اختراعان مصريان:
اختراعات المصريين في الخارج لا يمكن حصرها حتى في المجال النووي والاستراتيجي والعسكري ولكنني سأضرب مثلين خطيرين: (1) اختراع يسمح بإعادة قذف المقذوف نفسه إلى الجهة التي أطلقته وإلى نفس نقطة انطلاقه، وهو اختراع قريب مما هو حادث بالفعل؛ حيث أصبحت الجيوش المتقدمة قادرة على كشف مكان انطلاق القذيفة أو الصاروخ ولكن الأمر يحتاج إلى بضع دقائق للرد، والاختراع يقلل المسافة الزمنية. (2) اختراع يجعل الطيار يصدر الأمر بإطلاق الصاروخ أو القذيفة بمجرد خاطرة الذهن عبر الخوذة التي يرتديها في رأسه، وأنا أعلم بهذا منذ عدة سنوات، ولكن يبدو أنه سيدخل حيز التنفيذ العملي حتى في بعض الأمور المدنية فيما يتعلق بتشغيل الأجهزة الكهربائية وغيرها، وهذا اختراع خطير في مجال الطيران لأن الثانية تحسم الاشتباك الجوي بين طائرتين.
المهم أن صاحبي الاختراع مصريان في أمريكا، أحدهما قتل لأنه أصر على العودة إلى مصر والثاني ممنوع من مغادرة أمريكا، فهو محدد الإقامة واسمه في كل المطارات ومنافذ الخروج وتحت المراقبة الدائمة. وإذا خرج من أمريكا سيقتل وهو يعلم ذلك. إذن هذه هي قدرة أبناء مصر، وهذه أيضا وحشية الأمريكان في صراعهم الضاري ضد الروس والصين، وهذا ما يكشف أحد أسباب التقدم العلمي والتكنولوجي الأمريكي، وهو مصادرة العلماء من جميع أنحاء العالم وتوظيفهم لخدمة المصالح الأمريكيةوبالقوة الجبرية، وهنا لا بد من التذكرة بطائرة البطوطي التي أسقتطها أمريكا كما ذكرنا فقد كان بها عشرات من الخبراء المصريين في أمور عسكرية فقد كانوا علماء .

حاشية : علمت بعد سنوات أن مشروع القمر الروسى فشل ولا أستطيع التعليق فليس لدى أى معلومات كافية ولكن هذا لايقلل من شرف المحاولة ولكن هذه يؤكد ما قلته فلابد للنهضة العلمية أن تكون متكاملة وشاملة فى نفس الوقت .

اترك رد

اكتشاف المزيد من مجدى أحمد حسين

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading