معركة تحرير مصر والعرب والمسلمين.. بل وتحرير العالم من طغيان الصهيونية الأمريكية

– الصورة لحسين سالم رجل أعمال فساد مبارك وصديق اسرائيل مع مبارك-هذه الاوراق جزء من كتاب التبعية لأمريكا مرض العصر-

 وخلال أيام سيتم تنصيب الجواسيس الاسرائيليين : مبارك وحسين سالم ويوسف بطرس غالى رموزا للأمة . بل بدأت عملية تلميعهم من كل ماعلق بهم من اتهامات رغم استمرار حمل بعضهم لجوازات سفر اسرائيلية وأمريكية وبريطانية . وفريد الديب محام الجواسيس يظهر كل يوم فى الاعلام كمتحدث رسمى باسم مبارك مؤقتا حتى يظهر هو بنفسه . طبعا هو لن يعود للحكم ولكن تجرى عملية غسيل سمعة لنظام مبارك وكل شخوصه وحتى لايتحدث أحد عن أموال منهوبة أو دماء مسفوكة وتتواصل دائرة النهب والفساد ، بل تتواصل نفس السياسات الداخلية والخارجية ، . فالمسألة مجرد ركن مبارك وأسرته وعودتهم إلى شرم الشيخ معززين مكرمين ، وربما لايعود بعض الأشخاص الآخرين إلى صدر المشهد كفتحى سرور وزكريا عزمى وصفوت الشريف ، ولقد كبروا فى السن على أى حال ، وكان يتعين للنظام أن يجدد دماءه من داخله ، . ولكن سيحتفظ الجميع بكل أمواله وثرواته فى الداخل والخارج وستتم الاستعانة بهم كخبراء ومستشارين فى الفساد وتطريز القوانين وكل خبرات النهب والسلب ، بل سيستعان بهم فى التثقيف الجماهيرى من خلال الندوات والبرامج التلفزيونية ، فالنظم الفاسدة لاتأكل كبارها حتى يطمئن الجميع ويتوحد ضد الشعب ! وقد حدثت بالفعل استعانة ببعضهم فى ندوات أوبرامج تلفزيونية .

.

السبب الثانى لاستطالة المعركة

ولكن الأمر لايتوقف عند هذا بل إن السبب الثانى لايقل بل يزيد تأثيرا على إستطالة المعركة ، وإذا أدركنا ذلك سنتحلى بالمزيد من الصبر ونعرف حقا طريقنا وهدفنا الأصلى وخيارنا الذى لا محيد عنه مهما طال الزمن ، السبب الثانى أننا نقاتل طواغيت الأرض :الحلف الصهيونى الأمريكى .

لايصدق كثيرون عندما أقول لهم أننا نخوض معركة عالمية وأننا فى مصر أهم بقعة فى العالم بنص القرآن ونصوص الواقع التى تؤكد إعجاز القرآن وتصدقه وأنه من لدن عزيز حكيم ، وقد شرحت ذلك فى كتابات عديدة .

وأكرر باختصار لأهمية الموضوع وجوهريته : إن كل القوى العالمية عبر التاريخ أدركت أن السيطرة على مصر وما حولها ( الذى يسمى الآن الشرق الأوسط ) هو محور ومفتاح السيطرة على العالم ، فمن يسيطر على مصر يسيطر على الشرق الأوسط ، ومن يسيطر على الشرق الأوسط يسيطر على العالم. هذه رؤية حزب الاستقلال وقراءته للتاريخ وهى نفس رؤية قادة أمريكا الذين يتوارثون وثيقة بهذا المعنى منذ الرئيس ويدرو ويلسون أثناء الحرب العالمية الاولى وحتى الآن وهذا ما كتبته فى 7 نوفمبر عام 2012 والغريب أن عنوان المقال كان (صراع مفتعل حول الدستور.. وإبعاد البلاد عن التحديات الأساسية ) كتبت فى هذه النقطة :

ركزنا دائما فى حزب العمل على الدور التاريخى المحورى لمصر بحكم الموقع والموضع ، وقلنا إن من يسيطر على العالم لابد أن يسيطر على مصر ومحيطها الذى يسمى الآن الشرق الأوسط خاصة مصر وفلسطين والشام عموما ( الرؤية الاسلامية لحزب العمل ).وهذه عبرة التاريخ . ولكن الولايات المتحدة أدركتها فى عهد الرئيس ويلسون ( خلال الحرب العالمية الأولى ) فى نظرية الاستراتيجى الجغرافى أشعيا بومن الذى كان يرسم لويلسون خططه ، بل ظلت خطته الاستراتيجية قائمة حتى الآن ، وهى تقول بضرورة وراثة كل المستعمرات الأوروبية والسيطرة على العالم بأسره مع التأكيد على أن السيطرة على الشرق الأوسط ضرورة للسيطرة على العالم . وهذا يفسر الموقف الشرس الذى اتخذه أيزنهاور من العدوان الثلاثى على مصر. وبالفعل لايزال كتاب بومن : العالم الجديد ( 800 صفحة) انجيل البيت الأبيض حتى الآن. (أميركا والإبادات الجنسية – منير العكش )

وواضح من اسمه (أشعيا ) أنه يهودى ، وقد ولد فى كندا واستوطن فى الولايات المتحدة وكان من علماء الجغرافية السياسية وهى من العلوم التى لايهتم بها الاسلاميون مع الأسف . صحب الرئيس ولسن في مؤتمر فرساي عقب الحرب العالمية الأولى مستشارا في شئون تخطيط الحدود. أسندت إليه نفس المهمة في وزارة الخارجية في الحرب العالمية الثانية رئيس جامعة جونز هوبكينز (1935 – 1948).

نحن نحارب الحلف الصهيونى الأمريكى من أجل استقلالنا وحقنا فى تقرير المصير وتنظيم حياتنا كما نريد . وإذا كان لديك ذرة من كرامة وسمعت كيف تناقش أحوال مصر فى الكونجرس الأمريكى أو برلمان الاتحاد الاوروبى فلا بد أن تغلى الدماء فى عروقك . إنهم يتحدثون عن مصر كما نتحدث نحن فى برلماننا عن شئون كفر البطيخ أو أبوتشت .

إن مصر + الجناح الآسيوى للوطن العربى هوالشرق الأوسط المقصود حاليا .

4 أسباب لأهمية مصر ومحيطها :

وكان هذا المستطيل الذى يتوسط العالم له أهمية دائمة فى التاريخ لأنه هو المعبر الطبيعى بين الشرق والغرب حتى قبل حفر قناة السويس الحالية ، وكان من قبل هناك عدة قنوات حفرت فى عهود قديمة : سنوسرت الثالث فى العهد الفرعونى ، وكانت تربط بين البحرين المتوسط والأحمر عن طريق النيل ، وجدد حفرها عمرو بن العاص بعد الفتح الاسلامى ، وبين ذلك وبعد ذلك كانت البضائع تنقل من الاسكندرية على ظهر الدواب إلى بحر القلزم ( الأحمر ) عند السويس حتى عهد محمد على. وحتى فى عهد الطيران فإن أقصر الطرق بين الشرق والغرب تظل عبر هذا الشرق الأوسط. بينما مصر كانت هى المؤهلة لتكون الواسطة الرئيسية بين الشرق والغرب ، وبين الشمال والجنوب فى اتجاه افريقيا ، ولكن فى ظل خيبتنا أصبحت دبى هى نقطة الترانزيت الأكبر بين الشرق والغرب ، وهى فى المستطيل الذهبى المتوسط . ووفقا لإحصاء 2010 فان دبى التى تتمتع ببنية تحتية لوجستية متقدمة يصل اليها 170 خط شحن و86 شركة طيران هي على أتم الجاهزية لتكون من أكثر نقاط الترانزيت حيوية في العالم. وتقوم قطر بمنافسة دبى فى المجال الجوى ولكن المسافة بينهما لا تزال كبيرة . مطار دبي الدولي تفوق على مطار هيثرو، كأكثر مطارات العالم ازدحاماً. وهو يحتل حالياً ثاني أكبر المطارات من حيث أعداد المسافرين الدوليين بعد مطار هيثرو، وفقاً للإحصاءات السنوية. ودبى تدخل فى المستطيل المتوسط ولايمكن لأحد أن ينافسها إلا من داخله . ولا شك أن أمريكا والغرب وراء فكرة نموذج دبى ولذلك طالما قلت للرئيس مرسى إن أمريكا لن تسمح لك بإنجاز مشروع محور قناة السويس إذا كان مشروعا وطنيا مستقلا لأنه يقوى مصر أكثر مما ينبغى. ولكن ما يهمنا الآن الإشارة إلى استمرار أهمية هذا المستطيل فى عهد الطيران . بل حتى فى عهد الصواريخ ، كان لمصر دور فى ضرب العراق بالصواريخ من البحر الأحمر . فالصواريخ لها مديات مختلفة ، وتكتيكات الحروب لايمكن أن تعتمد على صواريخ كروز بعيدة المدى فحسب . كذلك ثبت أن استخدام الصواريخ النووية بعيدة المدى غير ممكن عمليا لإحتمالات التدمير المتبادل المؤكدة . وظل البحر المتوسط بالغ الأهمية فى الصراع العسكرى ، وعودة روسيا البحرية إليه تؤكد ذلك . ولأن إيران تفهم فى الاستراتيجية وليس مثل …. حكامنا فإنها تسعى لتعزيز وجودها البحرى بالتدريج فى البحرين الأحمر والمتوسط بل والمحيطين الهندى والاطلنطى .

الدولة العظمى التى تخرج من المستطيل الشرق أوسطى تكون على عرش العالم . هذه الحقيقة فهمها المصريون القدماء عندما كانوا سادة العالم ، فاهتموا دائما بتأمين وجود فلسطين والشام عموما فى إطار دولتهم حتى تركيا شمالا والعراق شرقا . وهذا مافهمه حكام الفرس : قمبيز الذى غزا مصر ، وحكام اليونان : الاسكندر الأكبر ، والبطالمة من بعده ، ثم الرومان وكيف كان محور صراعاتهم حول الاسكندرية . ثم الفتح العربى الاسلامى ، ثم الصليبيون ثم التتار ثم العثمانيون ثم الاستعمار الاوروبى الحديث ، ونرى كيف اهتم نابليون وهتلر بمصر ومحيطها الشرق أوسطى ، حتى الصراع السوفيتى الامريكى تمحور حول مصر . وعادة كان من يفوز بمصر والقدس يفوز بالمركز الأول فى العالم .

بالاضافة للموقع الاستراتيجى الجغرافى المتوسط فإن أهمية مصر ومحيطها ترجع ثانيا لوجود الرموز الدينية الأخطر لمعظم سكان العالم : القدس المتنازع عليها روحيا ، ثم مكة والمدينة .

ثالثا : اسرائيل وهى الوجه الآخر لفلسطين التى لاتضم القدس فحسب فهى حاضنة أحداث الانجيل والتوراة ، و اسرائيل هى الحليف العضوى والعقائدى للغرب والممثل له ولمصالحه فى المنطقة.

رابعا : ظهر البترول مؤخرا فى القرن الأخير فزاد أهمية المنطقة .

مصر هى عمود الخيمة فمن يستولى عليها يستولى على المستطيل الذهبى ( مصر + الوطن العربى الآسيوى ) . ويستولى على العالم أو يتحكم فيه على الأقل . وأمريكا ورثت النفوذ الاوربى فى هذا المستطيل ، وقد ضعفت أو ضرب نفوذها فى أمريكا اللاتينية وآسيا ، وأوروبا حليف وليست تابعا بسيطا . النفوذ الأمريكى لم يبق إلا فى الوطن العربى ثم فى إفريقيا فى إطار عملية الإحلال بديلا عن النفوذ الاوروبى . لذلك أمريكا تخوض معركتها الأخيرة بكل شراسة وعنف بصورة لاتعرف التهاون أوالتهادن أو الرحمة فى كل دول الثورات العربية وعلى رأسها مصر .

وبالتالى نحن كمصريين ليس لدينا كما كنا عبر التاريخ ، وعلى خلاف شعوب أخرى كثيرة ، وبسبب هذا القدر ، وقدرنا هو موقعنا أولا ، ليس أمامنا سوى خيارين حادين لاثالث بينهما : خيار الاستقلال والعزة وممارسة حقنا فى تقرير مصيرنا وتحديد أسلوب ونمط حياتنا ومعتقداتنا أو خيار العبودية للقوة العظمى . لايمكن الوصول إلى حل وسط بين الموقفين لأن القوة العظمى وهى الآن الحلف الصهيونى الأمريكى لاتكون إلا إذا كانت مصر تحت أقدامها ، .

نحن لا ندعو إلى معارك من أجل الفخر والتباهى والتحدى ، نحن لا نسعى للعدوان على أحد فكل هؤلاء البغاة جاءوا لنا من أقاصى الأرض لمحاصرتنا واحتلال فلسطين وحاولوا احتلال الصومال والعراق وأفغانستان وفشلوا ، وجاءوا بقواعدهم العسكرية وفرضوا هيمنتهم على مجتمعنا . ومن يريد أن يعيش ذليلا ابد الدهر فهذا خياره ، ولكن ليس خيار الأحرار ، وليس خيار المؤمنين الذين أمرهم الله ألا يعبدوا إلا إياه ، وهذا ما ندعو إليه ببساطة ونرى أن المصريين والمسلمين تمكنوا من فرض إرادتهم عبرالتاريخ على كل الغزاة وتحرروا ، وثقافة كامب ديفيد هى عدونا الأول لأنها قامت على غرس فكرة اليأس من مواجهة أمريكا واسرائيل ، حتى وإن قتلونا فى عقر دارنا بالسموم وبمن يحمل هويات مصرية مزيفة .

ولكن علينا أن ننشر هذا الوعى للشرائح الواقعة فريسة لإعلام الفتنة . ولايمكن تعبئة كل قوى الأمة بدون توضيح حقيقة الصراع : نحن نحارب طاغوت العصر: أمريكا والصهيونية ، وإن لم نفعل سقطنا فى أخطر فخ : الشرك بالله الذى أمرنا أن نكفر بالطاغوت . ( فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم ).

اترك رد

%d