عبر التاريخ كان المسجد الأقصى ولم يكن الهيكل المزعوم 6 _ قصة بناء الهيكل فى التوراة المزيفة لايصدقها عقل

سنتحدث تاليا عن مسألة الحق التاريخى فى القدس والمسجد الأقصى وكل فلسطين وبأى معيار يكون ذلك . الأمر المؤكد فى مسيرتنا حتى الآن ان هناك تنازعا فى التسمية على نفس المكان ونفس المعبد . هم يطلقون اسم الهيكل والمسلمون يطلقون اسم المسجد الأقصى وهذا ما ورد فى القرآن أو اسم بيت المقدس ، بل إن بيت المقدس اسم مشترك بيننا وبينهم كما ذكرنا فيسمون الهيكل بيت همقداش وترجمتها بيت المقدس .وعند المسلمين فإن بيت المقدس تشمل المسجد والمدينة معا . كما يشير المفسرون والمؤرخون المسلمون بذلك. [تفسير الطبري، 17/ 373، تفسير الثعلبي: 6/ 70، تفسير البيضاوي: 3/ 248، تفسير ابن عطية: 3/ 439، الدر المنثور: 5/ 174].

و كان المؤرخ العربي وهب بن منبه (655 – 738م) يذكر بيت المقدس باسم مسجد عند حديثه عنه، وهو ما يذكره الطبري في تفسيره حيث يقول في سياق هذا الموضوع “فقال داود: هذا مكان ينبغي أن يبنى فيه مسجداً، فأراد داود أن يأخذ في بنائه، فأوحى الله إليه أن هذا بيت مقدس” [تفسير الطبري، 1/ 485].

وحسب التوراة كما ذكرنا لا يستخدم مصطلح الهيكل ولكن بيت الرب

حسب التوراه كان الملك التوراتي دافيد (داود) مَن سيبني بيت همقداش (بيت المقدس) لكن الرب منح هذا الشرف لابنه شلومو (سليمان) [سفر الملوك الأول 5:5].

ويستخدم ابن كثير تعبير المسجد الأقصى عن بناء معبد بنى اسرائيل

 يقول في “البداية والنهاية”: “وعند أهل الكتاب أن يعقوب عليه السلام هو الذي أسس المسجد الأقصى وهو مسجد إيليا بيت المقدس شرّفه الله” [البداية والنهاية: 1/187] ثم يقول في موضع آخر: “ومضمون ما ذكروه أن سليمان عليه السلام غاب عن سريره أربعين يوماً… ولما عاد أمر ببناء بيت المقدس، فبناه بناءً محكماً” [البداية والنهاية: 2/ 341] ولابن كثير باب كامل بعنوان “ذكر خراب بيت المقدس” في الكتاب المذكور.

ورغم خلافى مع بحث السيد محمد وهبة إلا أنه باحث جاد ويقول إن اليهود كانوا يسجدون فى المعبد قبل خرابه ولكنهم لا يسجدون اليوم إلا فى عيد رأس السنة العبرية وعيد الغفران – كيبور !

محمد وهبة – هل المسجد الأقصى هو نفسه الهيكل اليهودى ؟

موقع رصيف22

من أهم الدراسات التى كتبت فى هذا المجال دراسة د . مهندس يحيى الوزيرى – مرجع سابق وهو يبرهن فيها من موقع تخصصه كمهندس معمارى عددا من الحقائق الأساسية والحاسمة :

1 ان قبلة المسجد الأقصى تتجه لمكة قبل فتح المسلمين للقدس بمئات السنين

2 التشابه والتطابق الهندسى بين المسجد الأقصى والكعبة فالاثنان بنيا على أساس الأضلاع غير المتساوية أو شكل المستطيل المختلف الأضلاع وهو مايسمى فى عالم المعمار النسبة الذهبية التى تتخذها أجمل المبانى . والدراسة توضح ذلك بشكل علمى بالتفصيل وبالأرقام والقياسات . وفى هذه الدراسة وغيرها كثير توضيح أن ماورد فى التوراة المكتوبة بأيديهم ويقولون إنها من عند الله – فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم ممايكسبون – البقرة 79 ان قصة بناء المعبد أو بيت يهوه أشبه بقصص الأطفال الفاسدة غير المنطقية والتى لا تدخل العقل من حيث كم المواد التى استخدمت فى البناء وكم الذهب وكم العاملين فيه رغم صغر حجم المعبد كما ورد فى نفس القصة .

ويقول د . حسن ظاظا نقلا عن التوراة المكتوبة بأيديهم ان بنى اسرائيل لم يكونوا يفقهوا شيئا فى البناء والمعمار فاعتمدوا فى بناء البيت على المتخصصين والعمال من صور وصيدا وغيرهما من بلاد غير اليهود. وأن داود جهز 100 ألف وزنة من الذهب ومليون وزنة من الفضة . ونحاس وحديد وأخشاب مما لا حدود له. الوزنة تصل فى بعض التقديرات إلى 50 كيلو جرام . وقد قام ابنه سليمان بعملية البناء من بعده فاستخدم من الأجانب 150 ألف عامل وكأنه سيبنى الأهرام بينما كان المعبد حسب نفس الرواية المزعومة بناء صغير طوله 32مترا وعرضه 11 مترا وارتفاعه 167 مترا. وكان بالاضافة لل 150 ألف عامل يوجد قرابة 4 آلاف ملاحظ وأسطى علما بأن كل هذه الأرقام السابقة تختلف من سفر ألى سفر آخر..

القدس مدينة الله أم مدينة داود ؟ د. حسن ظاظا = دار القلم دمشق – الدار الشامية بيروت الطبعة الأولى – 1998

فى القرآن الكريم نجد أن الله سبحانه وتعالى علم داود صناعة الأسلحة – وعلمناه صنعة لبوس – الأنبياء – 80

وألنا له الحديد – سبأ 10

ولكن فى هذه التوراة المزعومة فإن الله لا يستطيع أن يعلم داود وسليمان صناعة البناء والمعمار فيضطرون للجوء إلى شعوب يعدونها من الكفار لتبنى لهم ما يسمونه الآن الهيكل وقدس الأقداس أو بيت الاله يهوه ذات نفسه !

إن قصة بناء بيت الرب التى يسمونها الآن الهيكل هى فى حد ذاتها تحمل دليل كذبها والموضوع مليىء بالتفاصيل التى يمكن الرجوع إليها فى مظانها ولكننا نكتفى بهذا القدر فيما يتعلق بقصة بناء ما يسمى الهيكل رغم ان القصة نفسها لاتستخدم تعبير الهيكل ! لأن هذه الأسفار المكتوبة منذ زمن لا تضع فى اعتبارها الخطة الحديثة التى يروجها اليهود عن ضرورة إعادة بناء الهيكل وضرورة إقامة دولة لليهود فى فلسطين ، فقد قامت عقيدتهم على أن ذلك سيحدث عندما يأتى المسيح الحقيقى فى فلسطين ويتولى هو الأمر ، لأنهم لا يؤمنون بالمسيح الذى أتى بالفعل وحفظه الله وكرمه بل ينعوته بأبذأ الصفات والألفاظ.

يتبع

magdyahmedhussein@mail.com

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: