مؤرخ عسكري إسرائيلي: العبرة الأهم من الحرب الدائرة بأوكرانيا تتركز بضرورة معرفة جيش الاحتلال نفسه جيدا قبل أن يعرف خصمه وهناك ضرورة لإيقاظ القيادة العسكرية من “غيبوبة الموتى”
رأى المؤرخ العسكريّ الإسرائيليّ، يوسي بلوم هاليفي، في مقالٍ نشره بصحيفة (معاريف) العبريّة، رأى أنّ العبرة الإسرائيليّة الأهّم من مجريات الحرب الدائرة في أوكرانيا تتركّز في ضرورة أنْ يعرف الجيش الإسرائيليّ نفسه جيدًا، قبل أنْ يعرف خصمه، لأنّ القاعدة العسكرية تقول إنّه إذا كنت لا تعرف نفسك، فسوف تتدهور، وتخسر كل المعركة، لذلك فشل الجيش الروسي في معرفة الخصم والذات على حد سواء، على حدّ زعمه.
وتابع المؤرِّخ قائلاً إنّ “إسرائيل تصرفت باعتبارها جزءًا من العالم الغربيّ، وتأثرت بفوائد العالم أحادي القطب، وحين توصلت عام 1993 إلى اتفاقيات أوسلو عبر حلٍّ إقليميٍّ، وصلت إلى قناعة مفادها أنّ ذلك سيؤدي لإنهاء الصراع الإسرائيليّ الفلسطينيّ، وبالتالي لإيجاد شرق أوسط جديد، ثم جاءت حرب الخليج الثانية، وبعد ذلك انهيار العراق وسوريّة كقوة عسكرية برية تهدد حدودها، ما خلق داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية شعورًا خاطئًا ومضللاً بأنّه في عصر الصواريخ لم تعد الأراضي ذات أهمية عسكرية، بل يمكن الاعتماد على الضمانات الدولية”، كما قال.
ومن الجدير بالذكر أنّ الإسرائيليين يرصدون استخلاصًا من هذه القناعة كيف أنّ جيشهم بدأ في تقليص قوته البرية، في عملية أكملها رئيسا الأركان السابق غادي إيزنكوت والحالي أفيف كوخافي، ووصل الأمر ذروته في عام 2020 مع حلّ الفرقة المدرعة 22، إضافة إلى عشرة مقار وألوية عسكرية أخرى، ما بات يتطلب، وفق الرؤية الإسرائيليّة، ضرورة أنْ يقوم أحد ما في الجيش الإسرائيلي لإيقاظ القيادة العسكرية ممّا يسمونها “غيبوبة الموتى”.
في الوقت ذاته، فإنّ ما تشهده حرب أوكرانيا من عمليات قتالية متعددة الجبهات، يؤكّد الخبراء في تل أبيب، تزيد من النظرة الاستفهامية للمؤسسة الدفاعية والجيش الإسرائيليّ، على اعتبار أنّ ما تواجهه الفرق المدرعة في الجيشين الروسي والأوكراني قد ينقلان ذات السيناريو إلى الفرق المدرعة ذاتها في الجيش الإسرائيلي حين يخوض مواجهة عسكرية في أيّ جبهة كانت، وربما عدة جبهات في آن واحد، كما يتوقّع العديد من الخبراء والمحللين في كيان الاحتلال.
يُشار في هذا السياق إلى أنّه بحسب المحافل العسكرية الإسرائيلية فإنّ التقييم الذي يجريه الجيش للحرب الأوكرانية، ساعة بساعة، يصل إلى حدود التزود بمزيد من الطائرات المقاتلة، وكثافة في التحصينات والتخزين العسكري للذخائر، كما أكّد الإعلام العبريّ منذ اندلاع الحرب الروسيّة الأوكرانيّة.
فضلاً عمّا ذُكِر، يُشدِّد الخبراء على أنّ الجيش الإسرائيليّ يحتاج للمزيد من تجهيز وإعداد قواته الاحتياطية البرية، بدلاً من عدم تدربها منذ سنوات عديدة، لافتين في ذات الوقت إلى أنّه حتى أن أسلحتها لا تكفي لحماية المستوطنات الحدودية الشمالية، في حين يتبنّى الجيش الإسرائيلي مفهوم إخلاء المستوطنات كجزءٍ من مفهومه الأمني الفاشل، بسبب هروبه منها، وفق الخبراء في تل أبيب.