الصهيونيّة تتنصّل من اليهوديّة: زيلينكسي الذي تتفاخر إسرائيل بيهوديته كزعيمٍ عالميٍّ مُحبطٌ من امتناعها “مساعدة بلاده التي تتعرّض لشبه محرقةٍ”!.. سفير أوكرانيا يكشِف إخفاق الاستخبارات الإسرائيليّة: “روسيا ستحتّلكم خلال أسبوعيْن”

الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس:

يقول المثل العاميّ العربيّ: “الصراخ على قدّ الوجع”، وربّما هذا المثل يعكِس خيبة أمل أوكرانيا، التي يرأسها اليهوديّ-الصهيونيّ، فولوديمير زيلينسكي، من إسرائيل، التي تجاهلت الدعوات المتتالية من حُكّاك كييف بتقديم المساعدة لإنقاذها من الـ”غزو” الروسيّا. زيلينسكي نفسه، كان قد ناشد كيان الاحتلال في العشرين من شهر آذار (مارس)، خلال خطابٍ ألقاه في الكنيست الإسرائيليّ، ناشد الدولة العبريّة أنْ تتخذ خيارها وتدعم أوكرانيا في مواجهة روسيا.

وتابع زيلينسكي، الذي لطالما شدّدّ على انتمائه إلى الديانة اليهوديّة، كما ذكر موقع (تايمز أوف أزرائيل)، تابع قائلاً: “لقد اتخذت أوكرانيا خيارها قبل 80 عاما بإنقاذ اليهود”، مشبّهًا في عدة نقاط أتى على ذكرها، الغزو الروسي لبلاده بالمحرقة النازية”، على حدّ وصفه.

وأضاف زيلينسكي، وفق الموقع الإسرائيليّ، الذي يحاول حشد دعم اليهود وإسرائيل لبلاده: “حان الوقت الآن لتتخذ إسرائيل خيارها”، معتبرًا أنّ “اللامبالاة تقتل”.

واليوم بعد مرور حوالي ثلاثة أشهر على خطاب زيلينسكي (التاريخيّ) في البرلمان الصهيونيّ، يتبيّن أنّ الكيان، لم يفِ بالوعود التي أطلقها لمُساعدة أوكرانيا، لأنّ مصالحه الإستراتيجيّة لا تتساوق مع هذا الموقف، علمًا أنّ تل أبيب تخشى غضب (الدُبّ الروسي)، وتعلم جيّدًا أنّ الحساب بينها وبين الرئيس الروسيّ، فلاديمير بوتن بات طويلاً، وأنّه اقترب موعد جباية ثمن انحياز إسرائيل، أيضًا ظاهريًا، لأوكرانيا. بكلماتٍ أخرى، الحركة الصهيونيّة وصنيعتها إسرائيل، تفضِّلان عمليًا الانتماء للحركة الصهيونيّة، على الانتماء الدينيّ، وزيلينسكي هو “كبش الفداء” لهذه السياسية.

علاوة على ما ذكِر أعلاه، يجِب الالتفات جيّدًا إلى ما قاله سفير أوكرانيا في الكيان يافهان كرينتشوك صباح اليوم الثلاثاء في المؤتمر الصحافيّ الذي عقده بتل أبيب، أمس الثلاثاء، وأطلق خلاله نداء الاستغاثة، مُعربًا عن خيبة أمله من سلوك إسرائيل لجهة الدعم العسكريّ لبلاده “التي تقاتل لدفع الغزو الروسي عن أراضيها” وفق تعبيره.

والأهّم ممّا قاله بالمؤتمر الصحافيّ أمام جميع وسائل الإعلام، وحظي بتغطيةٍ أقّل من عاديّةٍ في الإعلام العبريّ، أهّم من أقواله بالمؤتمر كان ما صرّح  به خلال حديث على هامش المؤتمر السفير كرينتشوك لموقع صحيفة “إسرائيل هيوم” العبري:”نحن محبطون من تجنّد حكومة إسرائيل لمساعدة أوكرانيا. ما نحن بحاجة إليه هو منظومة ضد الصواريخ للدفاع عن مواطنينا، وليس من أجل مهاجمة روسيا. يدور الحديث عن دفاع عن النفس أساسي، والإسرائيليون يجب أنْ يعرفوا ما هو الشعور عندما تتعرّض مدنكم وأحياؤكم للقصف. لقد حرصنا دائمًا على إدانة الإرهاب ضد إسرائيل”، على حد قوله.

وتابع السفير الأوكرانيّ حديثه للموقع العبريّ قائلاً: “إسرائيل تتفاخر دائمًا بأنّ واحدًا منهم يهودي أصبح أحد الزعماء المعروفين في العالم، الرئيس زيلنسكي، لكن يمكنني القول إنّه في الأوساط الخاصة هو محبط من إسرائيل لأن توقعاته كانت أكبر بكثير”، على حدّ تعبيره.

كرينتشوك كشف خلال حديثه مع موقع الصحيفة العبريّة، كشف النقاب عن أنّ تقدير الاستخبارات الإسرائيلية الذي أُرسل إليه مع اندلاع الحرب كان أنّ كييف وحكومة أوكرانيا ستسقطان بعد أقل من أسبوع على القتال، وأضاف السفير: “لذلك في الأسبوع الأول تقريبًا من القتال لم نسمع شيئًا من الإسرائيليين. صمت تام. بعد أسبوعين فقط بدأت تصل تصريحات داعمة لأوكرانيا. منذ ذلك الحين جرت عدة خطوات مساعدة، أنا ممتن لها، لكن أوكرانيا بحاجة إلى اقتصاد لأننا نكافح من أجل حياتنا”، على حد قوله.

 وكشف السفير عن تقديرات الاستخبارات الإسرائيليّة بأنّ الحرب ستستمِّر فقط أسبوعيْن، يُضاف لسلسلة الإخفاقات الأمنيّة الإسرائيليّة التي تتزايد في الآونة الأخيرة، وأكبر مثالٍ على ذلك، هو فشلها في استشراف العمليات الفلسطينيّة التي وقعت خلال الأشهر الماضية داخل الخّط الأخضر.

 يُشار إلى أنّ زيلينسكي كان قد زار الكيان رسميًا، وخلال تواجده في القدس المُحتلّة قام بأداء الصلاة اليهوديّة فيما يزعم اليهود أنّه “حائط المبكى” المتاخِم للمسجد الأقصى المُبارك، ودعم حرب إسرائيل على قطاع عزة في عام 2021، في الوقت الذي يناشد فيه دول العالم بالتدخل لوقف الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية.

 وكتب الرئيس الأوكرانيّ فولوديمير زيلينسكي، في 12 أيّار (مايو) من العام الماضي 2021، تدوينة عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعيّ توتير، أعلن فيها تعاطفه مع الاحتلال الإسرائيليّ، مؤكّدًا أنّ هناك العديد من الضحايا جراء الصواريخ التي تطلق عليهم، وجاءت التدوينة خلال العدوان الإسرائيليّ الهمجيّ والبربريّ ضدّ قطاع غزّة، وهو العدوان الذي أطلق عليه الكيان اسم (حارس الأسوار)، الذي خلّف مئات الشهداء الفلسطينيين والجرحى، والدمار الرهيب في قطاع غزّة.

 وقال عبر حسابه: “سماء إسرائيل مليئة بالصواريخ. بعض المدن مشتعلة هناك ضحايا. جرح كثير. العديد من المآسي البشرية. من المستحيل أنْ ننظر إلى كل هذا بدون حزن وأسى. من الضروري وقف التصعيد فورًا حفاظاً على حياة الناس”.

 وفي عام 2021 كتب له أحد المتابعين تعليقًا اعتبره البعض نبوءةً تحققت في الوقت الحالي، حين قاله له “حين تُواجِه أوكرانيا نفس المصير مع روسيا حينها ستفهم المعني الحقيقي 

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: