القاهرة – “رأي اليوم”- محمود القيعي:
في الوقت الذي ساد الصمت في مصر سواء على المستوى الرسمي والإعلامي – حتى كتابة هذه السطور- عبر سياسيون وأكاديميون عن غضبهم من حالة اللامبالاة التي أعقبت كشف إسرائيل عن وجود مقبرة لجنود مصريين قرب القدس.
د.علياء المهدي العميد الأسبق لكلية الاقتصاد والعلوم السياسية عبرت عن حزنها العميق وغضبها الشديد من اكتشاف مقبرة قتل جماعي لـ 100من الجنود والضباط المصرييين بواسطة الإسرائيليين أثناء حرب 1967 بدون الإعلان عن هذا الإجرام إلى أن كشفه أحد الصحفيين الإسرائيليين.
وأضافت أنه مطلوب علي الأقل تصريح رسمي بالاعتراض والاستهجان والمطالبة بتسليم الرفات،لافتة إلى أنها من الجيل الذي ولد في الخمسينيات، الجيل الذي لديه عداء تاريخي و طبيعي و مفهوم لإسرائيل.
وقالت إنه في كل يوم يتأكد لنا إجرامهم.
وتابعت د.علياء: “لا أي معاهدة سلام ولا أي اتفاقات ستغير تفكيرنا عنهم….لأن اللي في القلب ح يفضل في القلب”.
وقالت إنها لا تفهم موقفنا السياسي المتحفظ و المبتعد عن تركيا و إيران ،مشيرة إلى أنهما لم يضرا مصر مثل إسرائيل طوال تاريخنا خلال المائة سنة السابقة،و مع ذلك علاقتنا بإسرائيل أقوى منهما كثيرا.
واردفت: لماذا؟
وقالت إن فكرة ان دول الخليج او إسرائيل قلقة من ايران لا تخصنا و لا تهمنا كشعب مصري ابدا.
ودعت إلى حل مشاكلهم بعيدا عن مصر.
وتابعت: “ثانيا إسرائيل ليس لديها سبب أنها تخاف لانها عندها سلاح نووي… ولكن بتستهبل…. ثالثا.. دول الخليج عندهم سفارات مع ايران و تركيا و مش فاهمة مشكلتهم”.
وخلصت إلى أن مصر يجب أن تبتعد عن كل هذا “القرف”، وعليها أيضا المطالبة برفات جنودنا البواسل ليدفنوا في وطنهم، مؤكدة أن الجرائم لا تزول بمرور الوقت، وإسرائيل حتى اليوم تلاحق النازيين.
ليست الوحيدة
من جهته قال الكاتب الصحفي أسامة الألفي إن المجزرة التي راح ضحيتها ما لا يقل عن 20 جنديا مصريا في حرب عام 1967م أُحرقوا أحياءً ودفنهم الجيش الإسرائيلي في مقبرة جماعية بدون علامات قرب القدس، وكشفها الصحفي الإسرائيلي يوسي ميلمان ليست الوحيدة في السجل الإجرامي لقوات الاحتلال، مشيرا إلى أن هناك مجزرة أخرى لأسرى مصريين في حرب 1967م وقعت في “الشيخ زويد” بسيناء وتم دفن أسرى مصريين وهم أحياء ودفن فوقهم طيارون إسرائيليون ماتوا حين أسقطت طائرتهم،ووضع فوقهم نصب ديان التذكاري المسمّى صخرة ديان وهي صخرة أخذت من جبل سيدنا موسى بسيناء.
وأضاف الألفي أنه يطالب منذ سنوات طويلة بإزالة صخرة العار من أرضنا لندفن شهداءنا ونكرمهم التكريم اللائق بهم دون استجابة.