ترانسفير أمْ دولةً واحدةً يحكمها الفلسطينيون؟ الديمغرافية كتهديدٍ وجوديٍّ: الأكثرية بفلسطين التاريخيّة عربيّةً واليهود أقل من النصف.. جنرال: “العرب احتّلوا الجليل وخطرهم أفظع من حزب الله”.. ماذا سيحدث إذا احتلّ حزب الله مستوطنةً؟ (فيديوهات)

الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس:

قبل عدّة سنواتٍ أطلق رئيس الوزراء الإسرائيليّ السابِق، بنيامين نتنياهو، إحدى أخطر مقولاته العنصريّة، التي لا تبتعِد كثيرًا عن الفاشيّة، الرجل الذي لا يُخفي مواقفه المُعادية للعرب أكّد في تصريحٍ علنيٍّ أنّ (عرب إسرائيل)، أيْ فلسطينيي الداخل، الذين وصل عددهم في هذه الفترة إلى أكثر من 2 مليون شخصٍ، هم قنبلة ديمغرافية موقوتة، ويتعيّن على صُنّاع القرار معالجتها قبل فوات الأوان، على حدّ تعبيره.

وما أشبه اليوم بالبارحة: البروفيسور العنصريّ الإسرائيليّ، أرنون سوفير يُواصِل حملته المُستعّرة والمسعورة لتنبيه صُنّاع القرار في تل أبيب من الخطر الديمغرافيّ، أيْ تحوّل اليهود لأقليّةٍ في فلسطين التاريخيّة، مُعتبرًا كغيره من النخب الإسرائيليّة أنّ تحوّل العرب في (أرض إسرائيل)، أيْ فلسطين التاريخيّة، لأكثريةٍ يُشكّل تهديدًا إستراتيجيًا على الدولة العبريّة، ويؤكِّد في الوقت عينه أنّه أخطر بكثير من التهديد النوويّ الإيرانيّ، على حدّ قوله.

يُشار في هذا السياق إلى أنّ التقدير السنويّ الإسرائيليّ الذي يصدر كلّ عامٍ من قبل مركز أبحاث الأمن القوميّ في تل أبيب، يُشدِّد على أنّ الخطر الأوّل، أيْ الإيرانيّ، عُلاوةً على كونه خطرًا إستراتيجيًا، فإنّه يُعتبر خطرًا وجوديًا على إسرائيل، فيما يحتّل حزب الله المرتبة الثانية بعد إيران، تليهما في المحّل الثالث المُقاومة الفلسطينيّة، على جميع تنظيماتها الوطنيّة والإسلاميّة.

وعاد البروفيسور سوفير مرّةً أخرى إلى التحذير، عبر إذاعة جيش الاحتلال (غالي تساهال) من أنّ “الشعب اليهوديّ يشكل أقل من 47 بالمائة من جميع سكان غرب نهر الأردن، مدعيًا أنّ معظم السكان الإسرائيليين لا يدركون الخطر الديمقراطيّ الذي تنزلق إليه الدولة العبريّة عندما ستُصبِح أقليةً حاكمة في المنطقة، على حدّ تعبيره.

ووفقًا لسوفر، فإنّ هناك 7.45 مليون يهودي وغير يهودي، إلى جانب 7.53 مليون مواطن عربي وفلسطيني يعيشون في ما أسماه أرض إسرائيل، أيْ إسرائيل، بالإضافة إلى الضفة الغربية وقطاع غزة، بحسب المعجم الصهيونيّ.

وزعم أنّه عندما يؤخذ عدد المقيمين غير الإسرائيليين في الاعتبار، يظهر أن نسبة اليهود تتراوح بين 46-47 بالمائة من إجمالي سكان المنطقة.

 ووفقا لمكتب الإحصاء المركزي الإسرائيليّ الرسميّ، فإنّه في نهاية العام 2021، كان هناك 9.449 مليون شخص يعيشون في إسرائيل (بما في ذلك الإسرائيليون في مستوطنات الضفة الغربية). ومن بينهم 6.982 مليون (74%) من اليهود، 1.99 مليون (21%) من العرب، و472 ألف (5%) من غير اليهود أو العرب.

على صلةٍ بما سلف، يُقدِّر مكتب الإحصاء الفلسطينيّ أنّ عدد السكان الفلسطينيين في الضفة الغربية يزيد قليلاً عن 3 ملايين نسمة، ويبلغ عدد سكان قطاع غزة ما يزيد قليلاً عن مليوني نسمة.

وأوضح سوفر لإذاعة الجيش أنّه على الرغم من أنّ معدل المواليد كان أعلى بين السكان اليهود في السنوات الأخيرة، فقد كان معدل الوفيات أعلى أيضًا، الأمر الذي يعني أنّ عدد السكان العرب، الذين متوسط أجيالهم أصغر بكثير من السكان اليهود، ينمو بشكلٍ أسرعٍ، على حدّ تعبيره.

وأشار سوفر أيضًا إلى أنّ إسرائيل هي الدولة الأكثر ازدحامًا في العالم الغربي، مستشهدًا بتوقع المكتب المركزي للإحصاء بأنّه بحلول عام 2065 سيكون إجمالي عدد السكان 35 مليونًا، مُختتمًا بالتساؤل: “أين سنجلس؟ أين سنقف؟”.

في السياق عينه، قال الإعلاميّ الإسرائيليّ المُخضرم، رينو تسرور، الذي يعمل أيضًا في إذاعة جيش الاحتلال، قال إنّ ساعة الحسم الديمغرافيّة قد دقّت، وأنّ الاختبار بات قريبًا جدًا، لأنّ الإحصائيات والمُعطيات الرسميّة في إسرائيل لا تترك مجالاً للشكّ: “على أرضِنا يسكُن 7.5 مليون فلسطينيّ، مُقابِل 7 وـ400 ألف يهوديّ، أيْ أنّ الأكثريّة فلسطينيّة، المعنى والمغزى يتواجدان في مركز الغرفة: أوْ دولتيْن لشعبيْن، أوْ دولةً واحدةً مع أكثريةٍ فلسطينيّةٍ، أوْ مُواصلة الوضع القائم، أنتم، سُكّان إسرائيل عليكم أنْ تختاروا بين البدائل الثلاثة”، على حدّ تعبيره.

إلى ذلك، حذّر نائب قائد المنطقة الشمالية السابق في جيش الاحتلال، الجنرال إيال بن رؤوفين، من أنّ الجليل قد تحوّل إلى ما يُشبه السلطة الذاتيّة للعرب، إذْ أنّ نسبة العرب في المنطقة وصلت إلى 84 بالمائة، فيما وصلت نسبة اليهود إلى 14 بالمائة فقط.

وتابع الجنرال بن رؤوفين، كما أفادت صحيفة (ماكور ريشون) نقلاً عن تصريحاته، تابع أنّ الأكثريّة العربيّة في الجليل خطيرة جدًا وعلى إسرائيل أنْ تعالجها قبل فوات الأوان، موضحًا أنّ العرب يسعون في الجليل لإقامة حكمٍ ذاتيٍّ مُستقلٍ، ومع تطور الشعور القوميّ والوطنيّ لديهم، سيُطالبون بإقامة دولةٍ خاصّةٍ بهم في منطقة الجليل، على حدّ قوله.

وكانت مراكز أبحاث إسرائيليّة قد حذّرت في السابق من سيناريو انضمام العرب في الجليل للحرب لجانب حزب الله، في حال اندلاع مواجهةٍ بين الطرفيْن وقيام الحزب باحتلال مستوطنةٍ في الجليل أوْ أكثر، الأمر الذي سيُشجّع العرب في المنطقة على “دحر” إسرائيل، وفق الأبحاث.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: