القواعد الامريكية في سورية تحت النار.. استهداف قاعدة العمر مجددا.. والقوات الامريكية تستقدم تعزيزات لحماية وجودها.. وقوات حلف المقاومة تعيد انتشارها شرقا
من خلال التحركات الميدانية من الواضح ان القوات الامريكية في سورية بدأت الاستعداد لمرحلة قادمة صعبة، بعد ان تم التأكد بأن الهجمات على القواعد التي تتمركز بها شمال شرق وشرق سورية ليست احداث عابرة، انما بداية مسار سوف يستمر وقد يتصاعد ويأخذ اشكالا مختلفة . بدأ بقصف الصواريخ عن بعد، وارسال الطائرات المسيرة المفخخة، وقد لا يستمر هذا الشكل من الاستهداف، والأرجح انه سوف يتطور بعد ان تكتمل البنية العسكرية واللوجستية وهياكل واليات العمل. لتتحول الى اشكال أخرى من الاستهداف ربما تأخذ شكل زرع العبوات، ونصب الكمائن، والوصل الى جغرافيا قوافل الامداد والطرق وغيرها من أساليب المقاومة وحرب العصابات التي تتقنها قوى وفصائل تحالف المقاومة وخبرتها بشكل عملي في العراق، وجنوب لبنان، ضد القوات الامريكية وقوات الاحتلال الإسرائيلي، وحققت نتائج كبيرة.
وقد جاءت الهجمات امس على القاعدة الامريكية في حقل العمر في ريف دير الزور لتضفي على المشهد المزيد من الوضوح، ولتأكد ان الهجمات هي مسار وقرار وليست ردات فعل موسمية. وتصاعدت السنة الهب من القاعدة ما يعني ان الصواريخ اصابت اهدفها داخل القاعدة، دون ان يتم الإعلان عن خسائر بشرية جراء الهجوم. لكن مصادر متقاطعة قالت ان سيارات اسعاف هرعت الى داخل القاعدة وتحديدا الى المنطقة السكنية الملحقة بها، والتي يتخذها الجنود الأمريكيين مقرا لاقامتهم.
وتصاعدت وتيرة الهجمات على القواعد الامريكية المنتشرة شرق سورية وشرق الفرات منذ بداية شهر اب أغسطس الماضي، وتعرضت قاعدة التنف على الحدود السورية العراقية لهجمات بثلاث طائرات مسيرة، كما تعرضت القاعدة الامريكية في حقل العمر لهجمات مماثلة الأسبوع الماضي، وفي الخامس والعشرين من اب الماضي تعرضت القاعدة الامريكية في حقل ” كونيكو” لهجمات بالصواريخ، ما دفع القوات الامريكية لشن غارات عنيفة على مواقع ومخازن سلاح تابعة لقوات حلف المقاومة بأمر مباشر من الرئيس الأمريكي جو بايدن.
وعلى الاغلب ادركت الولايات المتحدة حقيقة المشهد المقبل، وبدأت تحركاتها استعدادا لمرحلة المواجهة المقبلة . وقد وصلت تعزيزات عسكرية أمريكية إلى بلدة اليعربية التابعة لمحافظة الحسكة شمال شرقي سوريا. وقالت تقارير إعلامية نقلا عن مصادر محلية ان قوافل الامداد الأمريكي دخلت من معبر التنف قادمة من الأراضي العراقية. وقد احتوت القوافل ذخائر واليات، وكتل اسمنتية، معدات لحماية الافراد ودخلت القاعدة الامريكية في منطقة الشدادي في ريف الحسكة شمال شرق سورية. بالمقابل اعادت القوات التابعة لمحور المقاومة في سورية انتشارها في المنطقة الشرقية، وبدلت مواقعها، تحسبا لرد القوات الامريكية الانتقامي.
وتتشارك القواعد الامريكية مع تل ابيب المعلومات الاستخبارية عن الداخل السوري، ما يعطي لإسرائيل المزيد من الفرص في ضرب اهداف داخل سورية، ولذلك بات الضغط لاخراج القوات الامريكية من سورية هدفا واضحا. وحسب المصادر فان العد التنازلي لخروج القوات الامريكية من سورية طوعا او كرها قد بدأ.