دخل اليهود الحرم القدسي أكثر من 50 ألف مرة في العام الأخير، وهو رقم قياسي وضعف عدد الزيارات مقارنة بالعام السابق، بحسب مجموعة ناشطين.
نشرت مجموعة نشطاء جبل الهيكل “بيادينو”، التي ترصد عدد زيارات اليهود إلى الحرم القدسي، معطيات في الأيام الأخيرة قبيل عيد رأس السنة العبرية (روش هشاناه) الذي يصادف الأسبوع المقبل.
وفقا للمجموعة، حتى يوم الخميس، دخل اليهود الحرم 50 ألف مرة خلال العام الأخير (منذ 7 سبتمبر، 2021)، ولا يزال من المتوقع أن يقوم المزيد بزيارة الموقع قبل العام الجديد.
يبدو أن هذا هو أكبر عدد من الزيارات إلى الحرم القدسي من قبل اليهود منذ أن أصبح الموقع في أيدي إسرائيل في حرب “الأيام الستة” عام 1967، وبالتالي فإن هذا العدد هو الأكبر منذ تدمير الهيكل الثاني في 70 م.
يمثل الارتفاع السريع في عدد الزيارات إلى الحرم القدسي تحولا كبيرا وانتصارا مدويا لمجموعات مثل “بيادينو” التي لا تطالب بالسماح لليهود بدخول الموقع فحسب، وإنما بالسماح لهم بالصلاة هناك أيضا.
في الحرم القدسي، يُسمح لغير المسلمين بدخول الموقع في ساعات معينة، لكن يحظر عليهم رسميا الصلاة هناك (على الرغم من أنه يُسمح للصلاة بهدوء بشكل متزايد، وهو ما يثير استياء المسلمين).
هذا الارتفاع الهائل في عدد اليهود والتوسع البطيء للصلاة اليهودية في الموقع – التطورات التي قامت مجموعة صغيرة، لكنها مكرسة للهدف، من النشطاء اليهود بصقلها على مدار العقود الثلاثة الماضية أو نحو ذلك -دفع السلطات الإسلامية في الموقع إلى اتهام إسرائيل بأنها تقوم بتغيير الوضع الراهن في الحرم القدسي، إلى جانب احتجاجات عنيفة في بعض الأحيان، على الرغم من النفي الإسرائيلي الرسمي.
عدد الزيارات التي تزيد عن 50 ألف زيارة هو ضعف ما كانت عليه في العام السابق – 25,582 – وأكثر بكثير من الرقم القياسي السابق البالغ 29,420، والذي تم تحديده من 10 سبتمبر 2018 إلى 30 سبتمبر 2019.
يشير الرقم إلى عدد الزيارات إلى الحرم القدسي، وليس إلى عدد الزوار، لذلك ليس من الواضح ما إذا كانت هذه الإحصائية تمثل ارتفاعا كبيرا في عدد الحجاج أو ما إذا كان المصلين أنفسهم يقومون بالرحلة بشكل متكرر. قد تكون الإجابة مزيجا من الاثنين، حيث شهد العام الماضي عددا من الأيام التي سُجل فيها عدد أكبر بكثير من الزوار، مثل يوم ذكرى خراب الهيكل (التاسع من آب) في الشهر الماضي، وهو يوم حداد دخل فيه 2200 يهودي الحرم القدسي هذا العام في ذلك اليوم وحده، بحسب بيادينو.
يوم الأحد، حذرت الشرطة الإسرائيلية من اضطرابات محتملة قبل فترة الأعياد القريبة، التي ستبدأ مساء الأحد المقبل مع رأس السنة العبرية وتستمر حتى منتصف الشهر الماضي مع عيد “سيمحات توراة” في 17 أكتوبر.
استعداد لهذه الفترة المتوترة، نشرت الشرطة نحو 2000 شرطي في محيط المدينة وأصدرت أيضا أوامر إبعاد ضد عدد من المسلمين واليهود الذين ينظر إليهم على أنهم محرضون محتملون على العنف والاضطراب في القدس.
متحدثا للصحافيين الأحد، قال قائد شرطة لواء القدس دورون ترجمان إن الزيارات إلى الحرم القدسي ستستمر كالمعتاد خلال موسم الأعياد وأن الشرطة ستقوم بإبعاد كل شخص يقوم بانتهاك قواعد الموقع.
وقال ترجمان: “سيتم الحفاظ على الممارسات المنتظمة المعمول بها في [الحرم القدسي] لسنوات. لن تتغير مواعيد الزيارات”.
كما قالت الشرطة إنها تعمل أيضا مع دائرة الأوقاف الإسلامية – المجلس المسؤول عن إدارة الموقع والممول من الأردن – لمنع حدوث تصعيد في العنف.
تايمز أوف اسرائيل