الاعلام الأمريكى أخفى إصابة 250 ألف جندى أمريكى وبريطانى فى العراق .. ثم اضطر للاعلان والتشويش على سبب هذه الاصابات ولايوجد أى تفسير رسمى حتى الآن – بقلم مجدى حسين

هذه هى الصورة الوحيدة على جوجل لظاهرة أمراض حرب الخليج !! وهذا من ضمن حرية الاعلام

تحدثنا عن كذب الاعلام الأمريكى 1 بذكر نصف الحقيقة . 2 بالإخفاء الكلى للحقائق . يبقى 3 الحديث عن الكذب عن طريق التشويش.

تحدث وقائع تأخذ أبعادا كبيرة وتصبح واسعة الانتشار ولا يمكن إخفاؤها أو تجاهلها أو تكذيبها فيكون التعامل معها بإحداث أكبر قدر من التشويش مع تفعيل قانون الإغراق بكثرة نشر التفاصيل المربكة والمتضاربة ، بحيث لايفهم الناس أى شىء ، حتى تمر الزوبعة مع الاعتماد على ظاهرة النسيان وإنشغال الناس بوقائع جديدة .

الأمثلة كثيرة نذكر منها .. فى حرب الخليج الثانية عام 1992 وهى ما تسمى أيضا حرب تحرير الكويت التى تحولت إلى حرب تدمير العراق بحشد مليون جندى من مختلف أنحاء العالم منهم نصف مليون جندى أمريكى . وقد اعتمدت الحرب على قصف جوى وحشى استمر أكثر من شهر على كافة أنحاء العراق بدون أى حرب برية . وتحت وطأة الدمار الشامل انسحب الجيش العراقى من الكويت وانكسر العراق ، خاصة مع تخلى معظم الدول العربية عنه . وكانت مفخرة الحرب بالنسبة لأمريكا أن أمريكا انتصرت بدون خسائر بشرية تقريبا ،مجرد عشرات قليلة سقطوا جراء قصف قاعدة أمريكية فى السعودية بصاروخ عراقى . وإن كان كولين باول اعترف بعد ذلك بسقوط 500 قتيل أمريكى واعتبر ذلك عددا ضئيلا للغاية . وأعلن جورج بوش الأب ان عقدة فيتنام قد دفنت فى العراق . ولكنه كان حلما لم يتحقق ، فقد تحول العراق إلى لعنة طاردت ولا تزال تطارد أمريكا . وقد بدأت هذه اللعنة بما سمى أمراض الخليج . فعندما عاد الجنود الأمريكيون إلى بلادهم بدأت تظهر عليهم أعراض مرضية غريبة ومتنوعة ، وتم التكتم عليها ، ولكنها تزايدت ووصلت إلى آلاف الحالات فلم يعد من الممكن إخفاء الموضوع ، بل وصلت بعض التقديرات إلى 250 ألف إصابة أى قرابة نصف القوات الأمريكية التى ذهبت للسعودية ودخلت الكويت . وكان ظهور الانترنت من أسباب كشف هذه الحقائق . وكنا فى جريدة الشعب نتابع الاعلام الأمريكى والغربى بدقة قدر الطاقة ، كما كانت سى إن إن قد بدأت بثها فى منطقتنا وبشرتنا بأن الحقائق كلها ستكون معروفة وعلى الهواء مباشرة . ولكن لم يظهر أى شىء عن هذه الأمراض فى الاعلام الأمريكى فى أول الأمر ، حتى جاءنا صديق مصرى من رواد العمل فى الانترنت وأعطانا تقريرا مذهلا عن أمراض حرب الخليج وأن الاصابات حسب التقديرات المتفاوتة نتيجة التكتم تتراوح بين 20 ألف و250 ألف !! ويشمل ذلك الجنود البريطانيين أيضا .ونشرنا التقرير بالنص على نصف صفحة بجريدة الشعب ، وأصاب الناس الذهول ، ليس لحجم وخطورة الموضوع فحسب ولكن للتعجب من إمكانية إخفاء كل هذه الحقيقة الكبرى . كيف يمكن إخفاء وجود فيل فى غرفة صغيرة ؟!

وبرهنت الأيام على صدق التقرير ، حتى لقد وصل الأمر إلى فتح جلسات استماع فى الكونجرس . ولقد شاهدت على قناة سى سبان أثناء إحدى زياراتى للولايات المتحدة مشاهد مروعة . رأيت بعض الجنود المصابين وهم يتحدثون إلى لجنة فى الكونجرس ، أحدهم فكه معوج ، والآخر لديه شلل رعاش وغير ذلك من البشاعات . وكان من عجائب ما سمى أمراض حرب الخليج أنها ليست ذات أعراض موحدة ، بل تأخذ أشكالا شديدة التنوع بدءا من الاكتئاب وكل أنواع الأمراض النفسية إلى مختلف أشكال الأوجاع الجسدية !

وبغض النظر عن التفاصيل فقد كانت صورة مجسدة رهيبة للعدالة الالهية ، لمحة من لمحات يوم القيامة . بالمناسبة فإن أول زائر للعراق بعد حرب 1992 التى شهدت قصفا جويا لم يتوقف خلال 45 يوما ، أول زائر لبغداد بعد الحرب كان مندوبا من الأمم المتحدة فلما وجد العراق وبغداد بالذات مدمرة عن بكرة أبيها قال تصريحا غريبا : إننى أشهد اليوم يوم القيامة . ثم بعد أسابيع كان مشهد الجنود الأمريكيين المصابين أيضا من مشاهد يوم القيامة من زاوية عذاب المذنبين المجرمين ، ولكن من يتعظ ؟! كان انتقاما إلهيا لأبناء الشعب العراقى الأبرياء الذين قتلوا بعشرات ومئات الآلاف بقوة تدمير توازى العشرات من قنبلتى هيروشيما ونجازاكى النوويتين الأمريكيتين فى اليابان من حيث القوة التدميرية بدون إشعاع نووى . ولكن الاشعاع النووى جاء بصورة مختلفة من خلال القذائف المحشوة باليورانيوم المنضب, انتصر الله عز وجل لهؤلاء الأبرياء عندما تخلى عنهم حكام العرب ووقفوا يصفقون لآلة الحرب الأمريكية بل وشاركوا معهم فى الحرب فى الصفوف الخلفية مع عدد آخر من الدول الاسلامية .

ولكن بعد كل هذا الانكشاف للحقيقة لم يبق سوى التشويش عليها لأنها أصبحت تقضى على بهجة الانتصار فى العراق والتى قالوا أنها تمت بلا خسائر بشرية أو مادية تذكر ، وستقضى على صورة أمريكا الجبارة التى تصنع ما تريد ولا يقف فى طريقها أحد .

وبين تحقيقات الكونجرس والتسريبات إلى الصحافة والاعلام أخذت الجهات المسئولة تمرر العديد من الوقائع المتضاربة أو التساولات المتعاكسة حول سبب ما سمى أمراض الخليج . وتراوحت التفسيرات المسربة بين التالى :

1 ان النظام العراقى قد يكون قد استخدم أسلحة كيماوية هى لديه بالفعل وأن هذا هو سبب هذه الاصابات . ووصلت الروايات إلى حد أن أمريكا اشترطت على العراق عدم الإفصاح عن ذلك مقابل وقف إطلاق النار ، حتى لاتضيع بهجة النصر ويظهر أن العراق لم يكن بكل هذا الضعف والهوان الذى بدا عليه . وأشك فى هذه الرواية بعد مرور كل هذه السنين وسقوط نظام صدام حسين فقد كان بإمكان أى مسئول عراقى سابق أن يكشف عن هذه الحقيقة .

2 أن السبب قد يكون هو استخدام الجيش لذخيرة ملوثة باليورانيوم المنضب أو المستنفد وهو يورانيوم قذر من مخلفات المفاعلات النووية . وقد تحدثت تقارير أمريكية عن أن كثيرا من الذخيرة بالجيش الأمريكى فى هذه الحرب بدءا من رصاصة البندقية حتى قذيفة المدفعية والطيران مجهزة ياليورانيوم المنضب لأن هذا يزيد من قوتها التدميرية . وبالتالى فإن إشعاعات اليورانيوم أصابت الجنود الأمريكيين أثناء تعمير واستخدام هذه الذخيرة بهذه الأمراض . وقد كانت هذه القذائف سببا فى انتشار السرطان فى العراق خاصة فى الجنوب وحتى الآن كما قال بعض الخبراء العراقيين.

3 التفسير الثالث الذى تردد ان جميع الجنود الأمريكيين فى هذه الحرب تم تلقيحهم بلقاحات مضادة لأى ضربات كيماوية أو بيولوجية قد يقوم بها الجيش العراقى . ولم تكن هذه التطعيمات سليمة وهى التى أدت إلى انتشار هذه الأمراض .

4 التفسير الرابع ان إحدى القذائف قد تكون ضربت مستودعا للأسلحة الكيماوية والبيولوجية بشكل عشوائى وغير مقصود أدت إلى هذا الوباء . ولكن الملاحظ أن الجنود العراقيين لم يتعرضوا لهذه الظاهرة وأن تعرضوا لإصابات كثيرة من إصابات الحروب التقليدية .

وهكذا تم تقليب هذه الاحتمالات وغيرها حتى أصاب الناس الملل ، ومر الزمن ولم يبق إلا النصر الأمريكى المبين فى العراق . وطبعا تم تقديم العلاج الممكن وقد كان أمرا صعبا والتعويضات المالية لكل المصابين مقابل الالتزام بالصمت والاكتفاء بكل ما قيل وتم إغلاق الملف .

ولم يصدر أى بيان شاف أو تفسير رسمى لهذه الكارثة رغم الاعتراف الرسمى بأن المصابين حوالى 90 ألف . وإذا صح أى احتمال من الاحتمالات السابقة فإن الأمر يتطلب تحقيقا وأن تطير رقابا قد تصل إلى رئيس الجمهورية كقائد أعلى للقوات المسلحة أو وزير الدفاع أو قائد القوات الأمريكية فى الخليج ، لذلك تمت الطرمخة حسب التعبير المصرى على كل هذا الموضوع الكبير .

وإذا أردت أن تتأكد من مسخرة الديموقراطية وحرية الاعلام فى أمريكا يمكنك مراجعة هذا الموضوع من مواد قليلة لا تزال موجودة على النت مثل هذا الموضوع الذى ينقل من خلال التصريحات الرسمية حول الموضوع

http://www.moqatel.com/openshare/Behoth/MSehia10/SihiyahMou/HrbKhaleej/sec04.doc_cvt.htm

يقول البعض من المصرين على التبعية لأمريكا والاعجاب بنموذجها : يكفى أن الكونجرس ناقش الموضوع ومحطة سى سبان قليلة المشاهدة بثته .. وكذلك بعض القنوات أعطت مساحة لذلك فى ذلك الوقت . حرية النشر ياسادة لابد أن تستهدف الوصول إلى الحقيقة ومعاقبة الجانى على جريمته . أما إلهاء الناس وتشويشهم بدون نتيجة وإغلاق الموضوع بدون أى محاسبة ووضعه فى غياهب النسيان ، إذا سميت هذا حرية أو ديموقراطية أو حرية اعلام فأنت تخدع نفسك . خاصة وأن الحياة السياسية الامريكية سلسلة متكررة من ذلك . بما فى ذلك أهم الأحداث مثل 11 سبتمبر وسنتحدث عنها بإذن الله .

الحلقة 18 من دراسة المشروع العربى الاسلامى – وهى دراسة مقارنة بين النموذجين الاسلامى والغربى

magdyhussein.id

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: