قصة قناة الجزيرة
قناة الجزيرة جزء لايتجزأ من الاعلام الصهيونى الأمريكى ولكنه قطاع مختص بالعالم العربى والناطقين بالضاد عموما من المسلمين لخدمة المصالح الأمريكية والاسرائيلية والغربية . ويؤسفنى أن بعض قادة الاتجاه الاسلامى فى مصر وغيرها وكأنهم يتسمون بالسذاجة السياسية وقلة الثقافة السياسية أو هم يفهمون ويتغابون ، ولكننى أوجه الحديث للشباب المسلم ولعموم جمهرة الأمة .
تصوير أن قطر أو أى دولة خليجية من الدول الست تملك زمام نفسها وأن لها إرادة مستقلة فى تحديد سياستها فى المنطقة لايحتمل إلا السذاجة السياسية أو الاستهبال ولا ثالث بينهما .
دعونا نركز على قطر التى يبلغ طولها 200 كيلومتر وعرضها 100 كيلو متر ، وهى محتلة بقوات أمريكية فى أكبر قاعدة لها : العديد . نحن لم نكن نعتقد أن مصر الكبيرة مستقلة طالما توجد فيها قاعدة بريطانية فى قناة السويس ، فلماذا نتصور أن إمارة قطر يمكن أن تكون غضنفر يتحدى أمريكا بينما القوات الأمريكية فى قلب الدوحة وهى على مرمى حجرمن قصر الأمير ولا تحتاج إلا لعربة جيب لاعتقاله أو الاطاحة به ، أو هى بالأحرى لا تحتاج أكثر من مكالمة هاتفية أو مقابلة مع السفير الأمريكى . قناة الجزيرة تبث من قطر وهى ملتزمة بتوجيهات الامارة . إذا ماهى حكاية قناة قطر ؟ سأروى القصة من البداية ..
كان الغرب ممثلا فى أجهزة مخابراته الأمريكية والبريطانية يسعى لتأسيس قناة فضائية ناطقة باللغة العربية للتأثير على الواقع السياسى العربى ، فتبدو كصوت عربى لا بريطانى أو غربى كحال البى بى سى أو صوت أمريكا التى أصبحت سوا أو الحرة أو سى إن إن . ولكن لتكن البداية باستخدام بى بى سى العربية المتلفزة كان الحوار فى هذا الصدد مع السعودية ولكن السياسة المقترحة للقناة كانت متحررة إلى درجة تفوق إمكانيات واستعدادات السعودية الشديدة التحفظ فى ذلك الوقت : أى التسعينيات من القرن العشرين . ووصلت الاستعدادات إلى طريق مسدود ، بعد أن بدأ العمل بالفعل حيث بدأ بث قناة بى بى سى العربية من السعودية عام 1994 بعد كثرة الرقابة والتدخلات السعودية ،
فانتقل المشروع الأمريكى البريطانى الصهيونى إلى قطر عام 1996 .وأصبح اسمه قناة الجزيرة وهذا سبب أن الأطقم الأولى للجزيرة كانت كلها من بى بى سى كجميل عازر مثلا
ماهى السياسة التى وضعت لقناة الجزيرة منذ اليوم الأول ؟
1 أن يكون سقف الحرية فى البث مفتوحا أى بلا سقف ، بلا أى قيود على المتحدثين وفى أى موضوع . وهذا ما كان يقوله وزير خارجية قطر حمد بن جاسم لمن يستدعيه من الاعلاميين العرب ، وكان هو المسئول عن القناة .
وهذا التوجه سيجعل الجزيرة قنبلة مدوية فى سماء الاستبداد العربى وسيجعل الجمهور يتهافت عليها وسيكون لها قبول ومصداقية كبرى وهذا ما حدث فى البداية فعلا .
2 أن تعمل على احتضان – وهذا مالم يقله حمد بن جاسم وزير الخارجية بلسانه ولكن بالفعل – أن تعمل على احتضان مختلف التيارات الاسلامية الشيعية والسنية ومختلف التيارات القومية المعارضة لأمريكا واسرائيل وللآنظمة العربية ، والهدف من الاحتضان هو الاستئناس وتعديل المواقف بصورة تدريجية .
3 لا يوجد خط أحمر فى مهاجمة أى نظام عربى ، علما بأن معظم النظم تابعة لأمريكا ولكن كان المقصود هو التأديب عند اللزوم وقرص الأذن عندما تريد أمريكا ذلك لضبط مواقف هذه الأنظمة حسب التون الأمريكى .
4 السماح بانتقاد ومهاجمة اسرائيل وأمريكا والغرب لتأكيد المصداقية ولكن بجرعات محسوبة .
5 فى إطار ما يسمى الرأى والرأى الآخر تفتح القناة مساحات متزايدة لمتحدثين اسرائيليين فى البرامج والنشرات وتعيين مراسل للجزيرة فى الكنيست الاسرائيلى وفى تل أبيب والقدس . وفتح المجال واسعا لعرض وجهة النظر الأمريكية الرسمية فى مختلف الأحداث وبشكل يومى والذى يأخذ كثيرا شكل الأنباء داخل نشرات الأخبار والبرامج السياسية .
وفى السنوات الأخيرة ظهر دور الجزيرة فى دعم داعش والنصرة تحت مسمى الثورة الاسلامية فى سوريا ولا تزال حتى الآن تنفخ فى قربة إدلب المقطوعة لاستنزاف سوريا والشعب السورى . وتبنت كل عملاء أمريكا السوريين فى فنادق الغرب كزعماء . وأخيرا وقفت ببسالة ولاتزال خلف أمريكا والناتو فى معركة أوكرانيا . وكان لها دور مخرب فى سوق تيار الاخوان المسلمين فى الطريق الأمريكى ، وإن كان هذا قرارا اخوانيا من الصميم سنشرحه فى مكان آخر .
يتبع
الحلقة 31 من دراسة المشروع العربى الاسلامى التى كتبت بشكل مقارن بين المشروعين الغربى والاستقلالى الاسلامى
magdyhussein,id