عمّ الإضراب الشامل المحافظات الفلسطينية، اليوم الثلاثاء، تنديداً باستشهاد الأسير خضر عدنان، بعد معركة إضراب عن الطعام، استمرت لمدة 86 يوما رفضا لاعتقاله.
وأعلنت القوى الوطنية والإسلامية، الإضراب بكافة مناحي الحياة، في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة، استنكارا لجريمة اغتيال الأسير خضر عدنان، محمّلة حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة.
وفي وقت سابق، صباح الثلاثاء، أعلن مكتب إعلام الأسرى (مستقل)، في بيان، “استشهاد الأسير المضرب عن الطعام خضر عدنان بعد 86 يوما من الإضراب عن الطعام رفضا لاعتقال التعسفي”.
وشرع خضر عدنان (44 عاما)، وهو من قيادات الجهاد الإسلامي من بلدة “عرابة” غرب جنين بالضفة، في إضراب مفتوح عن الطعام، منذ اعتقاله يوم 5 شباط/ فبراير الماضي، رفضا لاعتقاله وللتهم الموجهة له، وفق نادي الأسير الفلسطيني (مستقل مقره رام الله).
وخاض عدنان عدة إضرابات سابقة عن الطعام، وهي: في 2012 لمدة 66 يومًا، وفي 2015 لمدة 52 يوما، وفي 2018 لمدة 59 يوما، وفي 2021 لمدة 25 يوما.
وحسب “نادي الأسير”، فإن الشهيد خضر عدنان، هو أول أسير يستشهد خلال إضراب فردي، مؤكدا أن جميع من ارتقوا قبل ذلك كانوا خلال إضرابات جماعية.
وبارتقاء الأسير خضر عدنان، يرتفع عدد شهداء الحركة الأسيرة إلى 236 شهيدًا، منذ عام 1967، منهم 75 نتيجة لجريمة الإهمال الطبي المتعمد.
واعتقلت قوات الاحتلال خضر عدنان في الخامس من فبراير/شباط الماضي ويخوض منذ ذلك الحين إضرابًا عن الطعام احتجاجًا على اعتقاله للمرة الرابعة عشر في حياته.
ورفض عدنان خلال إضرابه عن الطعام إجراء فحوصات طبية له في إطار معركة التحدي للاحتلال الصهيوني.
وعدنان من سكان عرابة في جنين، وهو قيادي بارز في حركة الجهاد الإسلامي، وهذا الإضراب السادس الذي يخوضه في سجون الاحتلال أولها كان عام 2005.
واعتقل عدنان لدى قوات الاحتلال عدة مرات على فترات مختلفة، بتهمة الانتماء والعضوية في حركة الجهاد الإسلامي والنشاط فيها.
وكانت محكمة الاحتلال الصهيوني، رفضت الإفراج عن القيادي الأسير خضر عدنان، رغم تدهور حالته الصحية مع استمرار إضرابه عن الطعام لليوم الـ 85 تواليًا.
وقال نادي الأسير الفلسطينيّ، في بيانٍ له اليوم الأحد: “انتهت قبل قليل جلسة الأسير الشيخ خضر عدنان المضرب عن الطعام لليوم 85 دون صدور قرار حتى الآن على الاستئناف الذي قدمه محاميه على قرار المحكمة السابق والذي رفضت فيه الإفراج عنه بكفالة”.
وبين النادي أن الجلسة عقدت بحضور الأسير عدنان عبر الفيديو كونفرنس، وجرى تعيين جلسة جديدة له في العاشر من مايو /أيار المقبل.
وفي وقت سابق حذر نادي الأسير، من استشهاد الأسير خضر عدنان من بلدة عرابة جنوب جنين، في أي لحظة نتيجة التدهور المستمر في حالته الصحية.
وقال النادي في بيانٍ له، إنّ الأسير عدنان، وصل إلى مرحلة في غاية الخطورة، وهو معرض للاستشهاد في أي لحظة، خاصة أن سلطات الاحتلال، وحتى اليوم ترفض التعاطي مع مطلبه، مؤكدًا أنه يرفض أخذ المدعمات، أو أي نوع من العلاج، وكذلك إجراء الفحوص الطبيّة.
وباستشهاد الأسير خضر عدنان يرتفع عدد الأسرى الشهداء في سجون الاحتلال إلى 237 شهيدًا، وفق مكتب إعلام الأسرى.
إطلاق الصواريخ
وأعلنت قوات الاحتلال الصهيوني، سقوط ثلاثة صواريخ، صباح اليوم الثلاثاء، في كيبوتس كفار سعد المحاذي لشمال قطاع غزة.
وأفادت قناة ريشت كان العبرية، أن الصواريخ سقطت في مناطق مفتوحة، ولم تقع إصابات أو أضرار، وفق ادعائها، وأشارت إلى تفعيل صفارات الإنذار في الكيبوتس، في حين لم يتم اعتراض الصواريخ وفق سياسة الاعتراض المتبعة.
وفي تطور ذي صلة، أعلن جيش الاحتلال إلغاء مناوراته قرب غزة، بعد سقوط الصواريخ، وجاء إطلاق الصواريخ بعد أكثر من ساعتين على استشهاد القائد خضر عدنان القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، داخل سجون الاحتلال في اليوم الـ 87 لإضرابه.

حماس: الاحتلال سيدفع الثمن
وحمّلت حركة حماس، الاحتلال الصهيوني وحكومته الفاشية المسؤولية الكاملة عن اغتيال القائد الأسير خضر عدنان، مؤكدة أن هذا الاحتلال سيدفع الثمن عن هذه الكريمة.
وقالت حركة حماس في بيانٍ له، الثلاثاء: ننعى إلى شعبنا الفلسطيني ومقاومتنا الباسلة وأمتنا العربية والإسلامية وإخواننا في حركة الجهاد الإسلامي الشهيد الأسير الشيخ المجاهد خضر عدنان، ونحمل الاحتلال المجرم وحكومته الفاشية المتطرفة كامل المسؤولية عن جريمة اغتياله، ونؤكد أن هذه الجريمة تمت عن سبق إصرار وبدم بارد.
وشددت على أن حكومة الاحتلال المجرمة ستدفع الثمن عن جريمة اغتيال الشهيد المجاهد خضر عدنان برفضها الإفراج عنه، وإهماله طبيا، ولا بد من ملاحقتها على جرائمها.
وأشارت إلى أن هذه الجريمة تضاف لسجل جرائم الاحتلال وإرهابه بحق أسرانا الأبطال وبحق شعبنا، وأكدت أن شعبنا بكل قواه وفصائله سيُصَعِّد بكل الوسائل والأدوات كل أشكال المقاومة والتصدي لجرائم الاحتلال بحق الأسرى والمسرى.
وقالت: حتماً فإن الاحتلال، وحكومته الفاشية، سيدفع ثمن هذه الجريمة وكل جرائمه وإرهابه بحق شعبنا وأسرانا وأسيراتنا في سجون الاحتلال.
وشددت على أن هذه الجريمة لن تزيد أسرانا الأبطال وشعبنا إلا صموداً وإصراراً على كسر قيد السجان وتحرير أسرانا رغم أنف الاحتلال، مؤكدة أن قضية الأسرى الأبطال وتحريرهم ستبقى على رأس أولوياتنا الوطنية.
وختمت بقولها: حتماً سيزول هذا الاحتلال المجرم، الذي يتسبب بكل مآسي شعبنا وأسرانا، ويواصل عدوانه على القدس والأقصى ومقدساتنا الإسلامية والمسيحية.
الجهاد الإسلامي: الاحتلال سيدفع الثمن
كما نعت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، الشهيد الشيخ القائد خضر عدنان محملة الاحتلال “الإسرائيلي” المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة التي ارتكبها أمام العالم، مؤكدة أنها لن تمر دون رد.
وقالت الحركة في بيان لها: “في مسيرتنا الطويلة نحو القدس سنفقد الكثير من الرجال الشجعان والكثير من القادة والمقاتلين، والقائد المجاهد الشيخ خضر عدنان كان واحداً من الذين فتحوا طريقاً عريضا لكل الذين ينشدون الحرية في فلسطين والعالم”.
وأضافت “ارتقى الحر البطل خضر عدنان شهيداً في جريمة ارتكبها العدو أمام مرأى العالم الذي يوافق على الظلم والإرهاب ويحميه ويوفر له الغطاء”.
وأكدت أنها ماضية على ذات الطريق والنهج الذي مضى عليه القائد خضر عدنان وكل من سبقه من القادة والمجاهدين، وسيدرك العدو أن جرائمه لن تمر دون رد.
وقالت: بكل معاني الصمود والثبات، وأعلى درجات الثقة بالله سبحانه وتعالى وبمعيته ونصرته، تنعى حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين قائداً عظيماً ورجلاً شجاعاً ومجاهداً صلباً من أشرف الرجال وأعظمهم، القائد الشيخ خضر عدنان “أبو عبد الرحمن” الذي ارتقى شهيداً في جريمة يتحمل الاحتلال الصهيوني المسؤولية الكاملة والمباشرة عنها.
وشددت على أن الاحتلال الصهيوني الذي اعتقل القائد خضر عدنان وتنكر لمعاناته، ومارس بحقه أبشع الجرائم مستخدماً أدواته القذرة من محاكم زائفة وأجهزة أمن إرهابية ونيابة عسكرية مجرمة، سيدفع ثمن هذه الجريمة.
وقالت: ارتقى الحر البطل خضر عدنان شهيداً في جريمة ارتكبها العدو أمام مرأى العالم الذي يوافق على الظلم والإرهاب ويحميه ويوفر له الغطاء، وشددت على أن شهادة الشيخ القائد خضر عدنان ستكون مدرسة لأجيال من الرجال الشجعان، ونحن لن نغادر طريق الجهاد والمقاومة طالما بقيت فلسطين تحت الاحتلال.