القدس بين روايتين – د. غازى حسين

قامت اسرائيل بالاكاذيب والمجازر الجماعية والحروب العدوانية ونشر القتل والخراب وتدمير أكثر من 700قرية والاغتيالات والنكبة والهولوكوست والاعتداءات المستمرة على فلسطين وسورية ولبنان ومصر والاردن  وبعض العواصم العربيةوالاستمرارفي الاستيطان والترحيل منذ75عاماً مما جعل من المستحيل القبول والاعتراف بها والتعايش معها.

ويدور الصراع على أشده حول عروبة القدس المدينة العربية المحتلة التي أسسها العرب قبل ظهور اليهودية والمسيحية والاسلام بين روايتين: الأولى: رواية فلسطينية تعتبر القدس مدينة عربية إسلامية محتلة أسسها العرب قبل ظهور اليهودية  وحررها رجال الصحابة من الغزاة الرومان. وهي مدينة الإسراء والمعراج وأولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين وعاصمة فلسطين الابدية انطلاقاً من الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني في القانون الدولي والعهود والمواثيق والقرارات الدولية.

وهي جزء لا يتجزأ من الأراضي التي احتلها العدو الصهيوني في حربي عام 1948 وعام 1967 العدوانيتين..

والروايةالصهيونية حول القدس استعمارية صهيونية عنصرية يهودية أمريكيةإرهابية عملت على ترسيخ الخرافات والأكاذيب والأطماع التي رسّخها كتبة التوراة والتلمود ودهاقنة الاستعمارالاستيطاني والمؤسسون الصهاينة و(المسيحية الصهيونية) واسرائيل والادارات الامريكية بإلحروب والمجازر والاستيطان والتهويد. ووافقت عليهابعض الممالك والامارات التي أقامتها بريطانيا وتحميها الإمبريالية الأمريكية وترضى عنها الصهيونية العالمية..

استخدمت إسرائيل والعصابات اليهودية الإرهابية المسلحة القوة العسكرية واحتلت الشطر الغربي من المدينة العربية في 15 أيار عام 1948. ونقلت إسرائيل في كانون الأول عام 1949م عاصمتها من مستعمرة (تل أبيب)الى القدس؛ واحتلت الشطر الشرقي من المدينة العربية، والتي كانت جزءاً لا يتجزأ من المملكة الأردنية والعاصمة الثانية لها في حرب حزيران العدوانية عام .1967.

وضمته في الشهر نفسه 26 و27 حزيران إلى بلدية القدس المحتلة. وقررت الكنيست في عام 1980م ضمها وبأنها عاصمة إسرائيل الموحدة والأبدية ونقل العدو حتى وزارة الداخلية إلى القدس الشرقية، كمقدمة لجعلها عاصمة للعالم وتوسيعها حتى أريحاتحقيقاً لخرافة معركة «هيرمجدون» وظهور المسيح، وإقامة مملكة داوود وحكم العالم ألف سنة من القدس وعلى رأسها ملك من نسل داوود.       .

وانطلاقاً من هذه الاكذوبة والخرافة اليهودية الاستعمارية يعتبر نتنياهو الحليف الجديد للخليج والسودان إن القدس المدينة العربية الإسلامية التي أسسها العرب وعاصمة فلسطين الابدية أراض محررة وليست محتلة بدعم من إدارة ترمب وحتى إدارة الصهيوني بايدن خلافاً لمبادئ القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة التي تعتبرها أراض محتلة يجب الانسحاب منها وإزالة جميع التغييرات الإدارية والديمغرافية والجغرافية التي قامت بها إسرائيل (الدولة المحتلة).

ويعتبر نتنياهو والحكومات الإسرائيلية تبريراً لأيديولوجيتهم ومخططاتهم في الاستعمار الاستيطاني والعنصرية والفاشية والارهاب أن الاستيطان والاستمرار والتوسع في القدس شأن إسرائيلي كالتوسع في تل أبيب ولا علاقة للفلسطينيين والمجتمع الدولي به.وأيدها بذلك  ترمب وأتباعه في السعودية والامارات والسودان..

يدور الصراع بين الروايتين: الرواية القانونية والشرعية والتي تدعمها الشرائع السماوية والقوانين الوضعية والقرارات الدوليةوالتي تعتمد على الحق التاريخي للعرب من مسيحيين ومسلمين كافة والرواية الإسرائيلية التي تدعمها اليهودية العالمية والدول الاستعمارية والمسيحية الصهيونية وتحالفها مع اليمين السياسي الأمريكي وأتباعه من المطبعين الذي ظهر بجلاء في عهود الرئيس رونالد ريغان، والرئيس بوش الابن، وادارة ترامب اليهودية وأتباعهم من بعض الأمراء والملوك في الخليج.

وانطلاقاً من الوضع الخطير جداً الذي تعيشه المدينة العربية حالياً وتآمرالنظام العربي الرسمي والذي بدأ بتوقيع اتفاقات الإذعان في كمب ديفيد وأوسلو ووادي عربة والمفاوضات المدمرة التي أجرتها قيادة منظمة التحرير الفلسطينيةوقرار ترامب باعتباارها كلها عاصمة لدولة الاحتلال والتطبيع والابراهيمية

يمضي نتنياهو في تبرير الاستعمار الاستيطاني اليهودي والتوسع الإسرائيلي في ظل التطبيع الخليجي بتهويدالبلدة القديمة والاقصى المبارك والأغوار والبحر الميت ومشروع القدس الكبرى حتى أريحا.

أن الشعب الإسرائيلي شعب غريب عن فلسطين دخيل عليها عدواني واستعماري و وإرهابي، بل إنه الشعب الوحيد في العالم الذي يؤمن حتى اليوم باستخدام القوة والحروب والإبادة الجماعية وسرقة الاراضي والاملاك والثروات الفلسطينية لنهويد القدس وفلسطين والجولان وتولي قيادة الشرق الاوسط العربي والاسلامي. ويتنكر لمبادئ القانون الدولي والقرارات الدولية وحقوق الشعب الفلسطيني في وطنه فلسطين. وهو الذي أنجح الاستعمار الاستيطاني ودمر القرى والمدن الفلسطينية وإغتصب أراضيها وممتلكاتها وأقام على أنقاضها المستعمرات اليهودية، وعليه أن يحزم حقائبه ويعود الى اوروبا لكي يسود الحق والعدالة والسلام والاستقرار والازدهار في بلدان الشرق الأوسط كافة. ويعود اللاجئون الفلسطينيون الى ديارهم وإستعادة أرضهم وممتلكاتهم تطبيقلً للقانون الدولي وأسوة بالتعامل الدولي حيث إستعاد اليهود أملاك اجدادهم في ألمانيا واوروبا وحتى في مص والمغرب حتى اليوم.     

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: