فى عام 1984 اقترب موعد انتخابات مجلس الشعب وكان الحديث متواترا عن احتمال تحالف الاخوان المسلمين مع حزب الوفد فى هذه الانتخابات التى كانت محصورة فى القوائم الحزبية ولم يكن للاخوان حزب سياسى معترف به .
كان حزب العمل يتحرك ببطء ليتحول إلى حزب اسلامى ومن المهم أن نعرض فى هذه الدراسة لتجربة حزب العمل كتجربة اسلامية مختلفة عن الاخوان المسلمين وغيرها من التنظيمات الاسلامية، رغم أن الحركة الاسلامية فى مصر جمعاء لا تعترف به كحزب اسلامى وهذا من ضمن أخطاء هذه الحركات وإتخاذها الطابع الكهنوتى فهى التى تحدد من يكون اسلاميا ومن لايكون. وهم يرون أن هذا الحزب مجرد حزب سياسى تقليدى وقد يذكره البعض بالخير كحزب مكافح ولم يقصر فى الدفاع عن الحركة الاسلامية عندما تتعرض لأى تضييق أو انتهاك لحقوق الانسان. أو يذكره البعض كحزب قومى كما قال بمنتهى الجرأة فى الاعلام د. البلتاجى : نحن منفتحين ونضم فى تحالفنا حزبا قوميا هو حزب العمل ، يقصد التحالف المشئوم الذى تم بيننا فى انتخابات 2011 – 2012 لمجلس الشعب. أما تيار العنف المتشدد كداعش وأخواتها فهو يطلق علينا إذا أحسن الظن بنا سياسيين وطنيين، والوطنية عندهم نوع من الذم والقدح! ولا أقول ذلك على أساس أننى اشعر بمرارة أو خيبة أمل من هذا التعالى، فنحن كنا نعمل لوجه الله، ولاننتظر جزاءا أو شكورا من أى أحد حتى وإن كان تقديرا أدبيا، ولكننى أسرد هذه الوقائع لأوضح كيف يفكر هؤلاء وكيف يجرمون السياسة والوطنية أو يضعون ما يعتبرونه حزبا قوميا أو وطنيا فى مستوى أدنى منهم، وأن طريقة التفكير هذه لا تساعد أبدا على فهم الاسلام كما أنزل من عند الله سبحانه وتعالى فى القرآن الكريم وفى السنة النبوية المؤكدة كما سأوضح بالتفصيل طوال هذا النقاش الطويل المفتوح ، ولا أحتاج أن أؤكد دوما أنها وجهة نظر واجتهاد . والحكم لجمهور الناس فى نهاية المطاف .
نعود إلى تجربة حزب العمل. فى عام 1984 كان هناك شىء يدبر لحزب العمل الاشتراكى من خارجه وفى الخفاء بين شخصين اثنين لا ثالث لهما إلا الله سبحانه وتعالى المطلع على كل شىء. كانا شخصين يدبران لعمل الخير وليس للإضرار بحزب العمل ويستهدفان وجه الله والوطن من خلال إصلاح حزب العمل وإعادته إلى سيرته الأولى حزب اسلامى وفق توجهات وقناعات محددة. كان بينهما حوار طويل وعسير لم ينقطع منذ 1968 أى منذ قرابة 16 عاما. وما يهمنا هذه المرحلة الأخيرة بين 1980 و1984 . كان حوار بين أستاذ وتلميذه بين الأستاذ عادل حسين وبينى. ورغم أن عادل حسين كان قد قرر منذ خرج من السجن عام 1964 إعتزال العمل السياسى، وكان معتقلا على ذمة القضايا الشيوعية، والتفرغ للعمل الصحفى والفكرى ثم التفرغ التام للفكر بعد أن منع من الكتابة فى أخبار اليوم فى عهد الرئيس السادات. مر الأستاذ عادل حسين بالتحول الفكرى عبر مسار الهندسة العكسية الذى أشرت إليه من قبل. فمنذ خرج من السجن كان يتحول بصورة متسارعة من المواقع الماركسية إلى المواقع الوطنية والقومية العربية ثم إلى الاسلام بصورة حاسمة ولكن بإجتهاد خاص، وقد كان أمينا ومخلصا ومدققا حتى أن هذا التحول أخذ منه قرابة عشر سنوات. وعرض فكر عادل حسين بصورة مكثفة ومختصرة ضرورى لفهم تجربة حزب العمل، فقد أصبح فكره هو تقريبا فكر حزب العمل فى مرحلته الاسلامية. ولكن من الصعب الحديث عن فكر عادل حسين وحده لأنه كان منفتحا على كوكبة من العلماء والمفكرين الأحياء والراحلين. وكان هو بالأساس تلميذا لوالدى أحمد حسين زعيم حركة مصر الفتاة والذى مد المكتبة الاسلامية بدراسات وكتب بالغة الأهمية كانت إضافة حقيقية فى عالم الفكر الاسلامى حتى ان الأزهر اعترف به ككاتب اسلامى ونشر له مباشرة فى مجلته ومن خلال المجلس الأعلى للشئون الاسلامية التابع لوزارة الأوقاف كتبا عديدة على رأسها تفسير القرآن الكريم والسيرة النبوية والعديد من الكتب الأخرى. وعلى خلاف الشائع فلأحمد حسين كتب ودراسات اسلامية عديدة فى مرحلته الأولى وهو زعيم لحركة مصر الفتاة فى موضوعات شتى: الاسلام محرر المرأة – الحرب على ضوء القرآن والسنة – العلم والمال فى الاسلام – مناسك الحج – فى الايمان والاسلام الذى ترجم للغة الانجليزية – وفى مرحلة لاحقة قدم دراسات مهمة عديدة حول الطاقة الانسانية والأمة الانسانية. وكان عادل حسين مستوعبا ومتبنيا لهذا التراث العريض .
كان اجتهاد عادل حسين فى مجال تجديد توجهات الحركة الاسلامية بادئا بحزب العمل كتالى:
بعد الثوابت العقدية التى لايختلف حولها وهى عريضة فإنه كان يركز على
1- الاستقلال والتنمية المستقلة باعتبار هذه هى القضية الأولى لمصر والأمة العربية. وقد أوضح ذلك فى كتابه العمدة: الاقتصاد المصرى من الاستقلال للتبعية 1975 – 1979
2- التأكيد على نظام سياسى قائم على التعددية الحزبية وكل ضمانات التعبير الحر وحرية العقيدة .
3- العدالة الاجتماعية
4- الحفاظ على الدور القيادى للقطاع العام فى التنمية ودور الدولة فى الاقتصاد
5- موقف مناهض للحلف الصهيونى الأمريكى باعتباره الخطر الرئيسى على الأمة .
6- تحرير فلسطين
7- إقامة علاقات قوية مع البلاد العربية وصولا للوحدة العربية
8- الايمان بالوحدة الاسلامية الأوسع وإن تكن تتسم بطابع لامركزى
9- إقامة علاقة تعاون وصداقة مع الاتحاد السوفيتى والمعسكر الاشتراكى ومختلف دول عالم الجنوب.
10- الايمان بالمرجعية الاسلامية فى إطار إجتهاد عصرى جديد .
لم يكن عادل حسين قرر العودة للعمل السياسى وكانت خطته أن يعتمد على جهودى الخاصة للقيام بعملية تطوير الحزب فى اتجاه اسلامى .
وكنت قد أبلغته خلال حواراتنا أننى انفصلت فكريا عن الحركة الشيوعية وإننى أفكر فى تأسيس تنظيم وطنى اسلامى غير رسمى لأن تأسيس الأحزاب الجديدة كان مستحيلا فى أواخر عهد السادات فقد كان قد أغلق حزب الوفد وجمد حزب التجمع وأوقف صحيفته الأهالى ثم اتجه لمحاربة حزب العمل حتى قرارات سبتمبر 1981 والتى أدت إلى إغلاق صحيفة الشعب وحتى إغتيال السادات فى 6 أكتوبر ولم تعد الصحف الحزبية للصدور إلا فى مايو 1982 بعد إتمام الانسحاب الاسرائيلى من سيناء فى عهد الرئيس مبارك .
رأى عادل حسين إن اللجوء للعمل السرى غير مطلوب وغير صحيح ولابد من العمل فى العلن وفى إطار المشروعية القانونية فنحن أصحاب فكر ورسالة وبرنامج، وليس أمامنا إلا العمل بين الجماهير وليس لدينا ما نخفيه. وإذا كان ذلك كذلك فليس أمامنا سوى الاختيار بين حزبين هما الأقرب لنا: حزب التجمع وحزب العمل. كان عادل حسين يتحدث بصفة الجمع رغم أنه كان يتحدث عنى أنا وحدى بينما سيكون هو معى كمرشد فكرى وموجه وخبير. وقد كان ذلك عبئا كبيرا على شخص مثلى خاصة وأننى لازلت وحيدا فمعظم أصدقائى فى عالم اليسار لم يوافقوا بالطبع على هذا الانقلاب ب 180 درجة من الماركسية للاسلام مرة واحدة وقد تحولت فى مدة تقل عن عامين . ولكن كان معى قلة قليلة خرجت من الاطار الماركسى إلى الإطار الوطنى العام دون أن تصل إلى درجة تبنى الاسلام كدين وكمرجعية سياسية. ومع ذلك لم أرفض أبدا أفكار عادل حسين الطموحة وواصلت الحوار معه والتفكير .
وكانت لعادل حسين تجربته مع حزب التجمع التقدمى الوحدوى اليسارى، وقال لى: لقد كانت الصيغة النظرية لحزب التجمع رائعة، وكان البلد فى أمس الاحتياج لها، بإنشاء تنظيم يضم التيارات الأساسية للأمة: اليسار الشيوعى – القومى العربى – الناصرى – التيار الدينى المستنير، ولكن الصيغة قامت ليس على أساس جبهوى بين هذه التيارات بحيث يحتفظ كل طرف باستقلاله الفكرى والتنظيمى، ولكن على طريقة الخلاط الذى يخلط كل هذه التيارات مع بعضها للخروج بصيغة وطنية واحدة متآلفة وبحيث تخرج سبيكة واحدة تضم عناصر القوة والصحة والصواب فى كل هذه التيارات. ولكن هذه الصيغة سرعان ما فشلت لأن الحزب الشيوعى المصرى السرى سيطر على العمود الفقرى للحزب ثم سيطر على الحزب كله، وهمش كل التيارات الأخرى بما فى ذلك اليساريين من خارجه. وبالتالى أصبح هذا الائتلاف شكليا ولم يرتق حتى إلى مستوى الجبهة بين أطراف متعددة. وبالتالى أصبحنا إزاء حزب علنى كغطاء للحزب الشيوعى السرى. وبالتالى لا أرجح إحتمال أن تعمل أنت من خلال حزب التجمع .
قلت له: إن حزب العمل تجربة بالغة السوء لأسباب مختلفة بطبيعة الحال رغم أننا متفقان على أن ابراهيم شكرى رئيس الحزب رجل محترم ونعرفه جيدا ومتدينا ووطنيا وقد كان الرجل الثانى فى حركة مصر الفتاة إلا أن الحزب يعانى من تشوهات بنيوية. فقد أسسه ابراهيم شكرى من أعضاء مصر الفتاة القدامى وهؤلاء اعتزلوا السياسة منذ ثلاثين عاما وبالتالى عادوا تنقصهم اللياقة السياسية والسياسة تقوم على الممارسة. وقد احتفظ ابراهيم شكرى بلياقته لأنه لم يعتزل السياسة وخاض معارك انتخابية فى مجلس الأمة والاتحاد الاشتراكى ومجلس الشعب وتولى منصبى وزير الزراعة و محافظ الوادى الجديد. و كل أبناء مصر الفتاة مخلصون ولكن المشكلة أن الحزب استكمل صفوفه من سواقط الحزب الوطنى، فكل من لم يجد لنفسه مكانا داخل الحزب الوطنى جاء وانضم لحزب العمل وهؤلاء يشكلون أكثر من نصف قيادات الحزب وكوادره . وهؤلاء لا أفكار واضحة لهم ولا عقيدة ولا ايديولوجية ولايحلمون إلا بمقعد فى مجلس الشعب أو الحصول على مركز قيادى فى الحزب يؤهله للحصول على مكاسب من الحكم المحلى أو الوزارات وقلت له: إننى لا أستطيع أن أجد نفسى فى هذا الحزب، إلا كمجرد صحفى بجريدة الشعب أستطيع أن أكتب فيها ما أعتقد فى الشئون العربية
كان الأمر محيرا فعلا، قال عادل حسين رغم أننى أرى أن حزب العمل هو الاختيار الأسلم لأن جذوره اسلامية. فمصر الفتاة كان حزبا وطنيا اسلاميا وثقافته وفكره نابعة من الاسلام. لماذا لا نقوم بمحاولة اختبار أخيرة لحزب التجمع وأحواله؟ لماذا لا تذهب لمقابلة خالد محيى الدين رئيس الحزب وتجس نبضه وتتلمس آخر أخبار الحزب وإمكانية العمل من خلاله، فأنا منقطع منذ فترة عن متابعة أخباره. ووافقت وذهبت لمقابلة خالد محيى الدين فى موعد الندوة الأسبوعية للحزب يوم الأربعاء .
ذهبت مبكرا قبل موعد الندوة حتى يتسنى لى الحديث معه وقد استقبلنى استقبالا جيدا ودافئا فهو يعرف والدى جيدا، ولكننى لم أتمكن من الحديث معه قبل الندوة نظرا لدخول أعضاء الحزب إلى مكتبه للسلام عليه وتحيته خاصة وهو عائد لتوه من موسكو حيث حضر مؤتمر الحزب الشيوعى السوفيتى، وأخذوا يسألونه عن صحة ليونيد بريجينيف زعيم الحزب الشيوعى السوفيتى ورئيس الدولة الذى تولى الحكم عام 1964 وبلغ من العمر 76 عاما. وكانت الأخبار والتقارير الصحفية تتوالى عن تدهور صحته، وكان يتعثر وهو يسير وسقط مرة على السلالم أمام الكاميرات. طمأن الأستاذ خالد محيى الدين الأعضاء على صحته وقال لهم أطمئنوا كل هذه شائعات لقد وجدت صحته جيدة واشترك فى أعمال المؤتمر بصورة طبيعية تماما . ثم جاء موعد الندوة فرأيت أن أتحدث معه بعد الندوة أو فى موعد آخر. وحضرت الندوة حيث تكرر نفس الحديث حيث تحدث طويلا لطمأنة الحضور على صحة بريجنيف، ولا أذكر أنه قدم تحليلا مفيدا لما جرى فى مؤتمر الحزب أو مقرراته. شعرت أننى فى إجتماع للحزب الشيوعى المصرى والمرتبط عضويا بالاتحاد السوفيتى، ورأيت بوضوح عدم جدوى الحديث مع خالد محيى الدين فيما أتيت له فالصورة التى كانت عند عادل حسين صحيحة تماما، فالحزب لم يعد إئتلافيا ولا حتى جبهويا إنه الحزب الشيوعى المصرى الموالى للاتحاد السوفيتى وانصرفت بعد الندوة ولم ألتق بخالد محيى بعد ذلك أبدا .
عندما ألتقيت بعادل حسين بعد ذلك ونقلت له الصورة لم يعد هناك مجال للحديث عن حزب التجمع وعدنا للتركيز على حزب العمل، ونحن الاثنان بطبيعة نشأتنا من أبناء مدرسة مصر الفتاة وأحمد حسين. وكانت خطة عادل حسين التى اقترح على تنفيذها هى التركيز على الشباب والشباب وحده ببناء جناح شبابى يحمل الرؤية الاسلامية القديمة لمصرة الفتاة ، ويمكن الرجوع لدراستى – فقه التغيير السياسى فى الاسلام – المركز العربى للدراسات – الطبعة الخامسة – 2011 .
كان مجرد تسمية الحزب بمصرالفتاة كافيا عند الاسلاميين لاستبعاد الحزب من الحركة الاسلامية سواء فى الدراسات المتعلقة بتاريخ الحركة الاسلامية أو فى المارسة الواقعية الراهنة لما يسمى الاسلام السياسى . وهذا فى حدذاته أحد إنعكاسات ضيق الأفق ، الذى لازم ما يسمى الصحوة الاسلامية فإذا لم تضع الاسلام فى العنوان فلست إسلاميا ، حتى المحلات والمطاعم والشركات أصبحت بأسماء إسلامية صريحة كالبقالة الاسلامية أو التوحيد . ولكن الأهم من ذلك التقليل من شأن الوطنية وبالتالى من شعار مصر وهو أمر تراوح بين الكراهية والتحريم ، فكيف يكون حزب اسمه مصر .. وفتاة وهو أمر يشير إلى المرأة وهم كانوا فى البداية يرفضون مشاركة المرأة فى العمل السياسى ولا يزال بعضهم حتى الآن . وكان أحمد حسين قد اختار هذا الاسم تيمنا بقول مصطفى كامل ” وأريد أن أوقظ فى مصر الهرمة مصر الفتاة ” أى إحياء شباب مصر وفتوتها . والمصرية أو الوطنية من الفطرة خاصة فى زمن الاحتلال الأجنبى . الوطنية تعنى تحرير مصر من التسلط الأجنبى وبالتالى فإن الوطنية جزء لا يتجزأ من الاسلام لأن مصر جزء لايتجزأ من دار الاسلام . وشعبها جزء لا يتجزأ من الأمة الاسلامية .
البرنامج الأساسى لحركة مصرالفتاة رفع شعار الايمان كشعار أساسى للحزب بوضع لفظ الجلالة وهذا ما أثار حفيظة مصطفى النحاس زعيم حزب الوفد وقال لأحمد حسين إن وضع لفظ الجلالة على برنامج سياسى شعوذة .ودعا حزب مصر الفتاة إلى التمسك بفضائل الدين والأخلاق كالصدق والشرف والواجب والتقليل من اللهو والمزاح وضرورة إلتزام الفنون بقيم البعث والإحياء لا أن تكون وسيلة للهو والفجور وطالب بتعزيز الأسرة . لاتتكلم إلا بالعربية ولاترد على من لايخاطبك بها ولاتدخل محلا لايكتب اسمه بالعربية . لاتشتر إلا من من مصرى ولا تلبس إلا ما صنع فى مصر ولا تأكل إلا طعاما مصريا فإن لم تجد فعربيا . قاطع الخمور ودور اللهو الحرام والسينمات الأجنبية . تطهر فصل لربك . وكان إلتزام العضو بالصلاة شرطا وأن يذهب إلى المسجد كل يوم جمعة ، وأن يذهب المسيحى إلى الكنيسة يوم الأحد. والعجيب ان حركة مصر الفتاة كانت أول من أحيا سنة صلاة العيد فى الخلاء . وأكثر من حارب الخمور ودور الدعارة التى كانت مرخصة قانونا فى الثلاثينيات من القرن العشرين ، وإن تورطوا فى استخدام العنف فى تحطيم الحانات ولكن توقفوا سريعا عن ذلك . كما كانت الحركة تدعو لإقرار التجنيد الإجبارى فى الجيش . وهكذا فقد كانت الدينية والجهادية متأصلة فى برنامج وحركة الحزب كذلك الدمج بين القضية الوطنية والدين .
ونعود للحوار مع عادل حسين .. تم الاتفاق أن أتولى تأسيس جناح شبابى فى الحزب ، وبدأت بعقد ندوات خاصة للشباب من أبناء الحزب ومن خارج الحزب ممن نتوسم فيهم الخير لكن كان لابد من إيجاد إطار تنظيمى ، بتطوير أمانة الشباب ، وتحويلها إلى اتحاد شباب العمل ، وتخصيص صفحة فى جريدة الحزب لشباب العمل . وأثناء هذا العمل الذى بدأ يشتد بإشراف عادل حسين من بعيد بتوجيهات عامة دون الدخول فى التفاصيل ، اعترضت طريقنا الانتخابات العامة لمجلس الشعب حيث لايمكن تجاهل الاهتمام بها . و هذا ينقلنا إلى تطور جديد .
الفصل الرابع من كتاب تجربتى مع الحركة الوطنية والاسلامية 1981 – 1988