دراسة كتبتها عام 2018 توقعت فيها زوال اسرائيل قريبا – مجدى حسين

اليهود تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى – القانون الثالث

لا نريد أن نطيل كثيرا لأن اليهود أعدادهم قليلة وأقل من 15 مليون على مستوى العالم ، ولكن ” بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ” كما ورد فى القرآن الكريم . ويمكن اكتشاف ذلك من خلال متابعة قراءة الصحف الاسرائيلية . ومع الأسف فقليل من النخبة حكاما ومحكومين يفعلون ذلك ولا حتى يقرأون تقارير تلخص الاعلام الاسرائيلى وما يجرى فى اسرائيل ، حتى مؤسسة الأهرام توقفت عن إصدار التقرير الشهرى عن الصحف الاسرائيلية ، ولم يكن يقرأه كثيرون . لم ألتق يوما – إلا نادرا – مثقفا مصريا حتى من العاملين فى السياسة يطلع عما يجرى فى اسرائيل إلا من خلال ما يسمعون فى نشرات الأخبار وهى قشور ومعلومات عابرة . حتى لقد روجت نكتة محدودة التداول تقول : لا يقرأ فى مصر الصحف الاسرائيلية إلا الدكتور عبد الوهاب المسيرى وشخصى الضعيف !

ولكن لا تزال بقايا زوايا فى قليل من الصحف والمجلات تهتم بالشئون الاسرائيلية ولايكاد يوجد كتاب واحد حقيقى باللغة العربية عن اسرائيل مطبوع فى مصر . ولكن وجدت أخيرا كتابا لعبدالحليم قنديل ، ولكنه كان مجموعة من المقالات .

العداوات شديدة وقاسية وتصل إلى استخدام قوارص الكلم والشتائم بين الاشكناز : اليهود الغربيون و السفارديم : اليهود الشرقيين ، وبين اليهود عموما والفلاشا : يهود أثيوبيا ، والعلاقات معهم شديدة العنصرية . والعنصرية واضحة مع الدروز من حملة جنسية اسرائيل ومن العاملين فى الجيش والحكومة وهؤلاء طبعا ليسوا يهودا ولكنهم يهود بالمعنى السياسى ، العنصرية ظاهرة أكثر مع العرب حتى وهم يحملون الجنسية الاسرائيلية وكذلك العنصرية ظاهرة مع الفلسطينيين المسيحيين . وقد صدر قانون الدولة اليهودية فى الكنيست أدى إلى تقنين عدم حصول الدروز والعرب عموما على المواطنة الكاملة . وهناك عداوة متأصلة بين العلمانيين والمتدينين ، والمعارك بينهما لاتنتهى فى الاعلام والشوارع والانتخابات ، حتى أن كل طرف يحاول أن ينكمش فى أحياء خاصة مستقلة عن الآخر . < هذه الدراسة كتبت منذ سنوات قبل أزمة العلمانيين والمتدينين الأخيرة وقبل طوفان الأقصى بطبيعة الحال >

وهناك صراعات بين الأجيال ، وهناك صراعات بين من ولد فى فلسطين ومن ولد خارجها . وهناك مواقف عنصرية ضد اليهود القادمين من روسيا وهناك شكوك عديدة حول أصلهم اليهودى وبعضهم متهم بالمسيحية ، بل حاول بعضهم بالفعل بناء كنائس !! وهناك صحف تصدر باللغة الروسية لأنهم لا يعرفون العبرية . وهناك الصراع التقليدى بين المدنيين والعسكريين ، فالعسكريون هم فعليا الذين يحكمون اسرائيل . وهناك الصراع بين تيار السلام وتيار المواجهة المستمرة مع العرب ، ولكن تيار السلام فى حالة إنكماش مستمر ومتزايد خاصة بعد إغتيال رئيس الوزراء إسحاق رابين لمجرد توقيعه على اتفاقية أسلو التى لا تعطى الفلسطينيين إلا حكم ذاتى . وهناك صراع بين المستوطنين فى الضفة والشمال والجنوب وبين سكان المدن الكبرى فى الوسط . وهناك تجمعات يهودية على أساس البلد الأصلى الذى جاءوا منه . الصراعات بين كل هذه الأطراف مميتة ولا تستبعد العنف الذى يحدث بين وقت وآخر . والخطر الخارجى وحده هو الذى يوحدهم مؤقتا حتى يزول . < وهذا لم يحدث الآن فى معركة طوفان الأقصى فهم لا يزالوا مختلفين بشدة لأنهم الآن يشعرون بخطر الانهيار والزوال >

وأيضا ينقسم يهود العالم خاصة فى الغرب على أساس الانقسامات التى أشرنا إليها داخل اسرائيل خاصة فيما يتعلق بأمور الحرب والتسوية ، أو الخلاف بين الرؤية العلمانية والرؤية الدينية .

ما لايدركه كثير من ساسة ومثقفى مصر أن اسرائيل مجتمع يعانى من الخواء من داخله وأن عمره الافتراضى ليس طويلا ، وإن كان لن يسقط من داخله بدون تدخل خارجى . كل العاملين فى الحقل العام – إلا قليلا – يتصورون أن اسرائيل قوة لا تقهر ولا قبل لنا بها ، وكذلك أمريكا بطبيعة الحال . وهنا نرى كيف أن القرآن الكريم هو مرشدنا إلى الطريق المستقيم إذا عرفنا كيف نقرأه ونتدبره ” تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ” .

نشرت لعدة سنوات ترجمة كتاب ابراهام بورج رئيس الكنيست الاسرائيلى السابق الذى يتنبأ فيه بزوال اسرائيل ، نشرته على الموقع الالكترونى لحزب العمل . ولا ينفرد بورج بهذا الرأى بين اليهود ، نعوم تشومسكى مفكر أمريكى يسارى ويهودى ، وهو مفكر على مستوى عالمى وكان فى البداية على صلة باسرائيل وأقام فيها لفترة فى المستوطنات ، يقول الآن من بين ما يقول : إن المجتمع الاسرائيلى لم ينتج سوى هتلرات – جمع هتلر – صغيرة وإن هذه الدولة خطر على اليهود أنفسهم وهى تتجه فى خطى ثابتة نحو العدم .

ويرى مفكرون يهود أن المجتمعات الاستيطانية تنهار إذا لم تبيد السكان الأصليين كما حدث فى أمريكا واستراليا ، فى حين فشلت التجارب الاستيطانية فى الممالك الصليبية بفلسطين والشام والجزائر وجنوب افريقيا لأنها لم تتمكن من إبادة السكان الأصليين . لذلك يدرس الاسرائيليون تجارب الحملة الصليبية للاستفادة منها ، وبعضهم يرى أن الاستيطان الصليبى الأوروبى فشل لأنه تركز على الساحل دون الداخل الفلسطينى ، وهذا هو سبب اهتمام اليمين الاسرائيلى بالتوسع فى الضفة الغربية بالمستوطنات ومحاولات التوسع فى صحراء النقب والجليل الأعلى < لاحظ كيف دمر 7 أكتوبر هذه المحاولات فى ساعتين !!>

ويقول المفكر اليسارى الاسرائيلى يورى أفنيرى : إن الصليبيين امتلكوا رقعة أكبر من اسرائيل وذهبوا أدراج الرياح وذلك بين عامى 1098 – 1149.

اليهود لم يعودوا مدلهين بحب اسرائيل بل يهربون منها إذا لم يجدوا المكاسب المادية التى كانوا يأملون فيها مع الاستقرار الأمنى ، وقرابة مليون اسرائيلى فى السنوات الأخيرة يعيشون خارج اسرائيل وان احتفظوا بالجنسية للقيام ببعض الزيارات العائلية أو الدينية .

تل أبيب أصبحت عاصمة الجريمة والمخدرات والشذوذ الجنسى . وتشير آخر الاحصاءات إلى أن 25 % من الشباب يدخنون الماريجوانا وهى مسموح بها مع دفع غرامة مالية . والمخدرات ميسورة بكل أنواعها . 35 % من تلاميذ الاعدادية يشربون الخمر والنسبة أعلى بين تلاميذ الثانوى .

وبينما خرجت مظاهرات عدة فى العالم تقليدا لثورة مصر بشعار : الشعب يريد إسقاط النظام ، خرجت مظاهرات فى تل أبيب تطالب بإباحة المخدرات : الشعب يريد تعاطى المخدرات . كما يباع الكحول والمخدرات فى اسرائيل عبر الفيس بوك بدون مشكلات !

والحديث طويل ولكن لا نريد أن نبتعد كثيرا عن موضوعنا . فاليهود ” بأسهم بينهم شديد ” وهذا محور على خريطة الصراع بين أربعة محاور أو قوانين ولا بد من دراسة كل هذه المحاور وإدراكها بعمق حتى نواجه التحالف الصهيونى اليهودى والصهيونى المسيحى الأمريكى وهو عدونا الرئيسى .

يتبع

الحلقة 84 من دراسة المشروع العربى الاسلامى

هذه الدراسة كتبت ما بين 2018 و2019

يهود ضد مذابح غزة عام 2023

لابد أن أشير اليوم بعين التقدير لاتساع دائرة اليهود المعارضين لمذابح اسرائيل ضد أطفال ونساء وغزة وهم معظمهم تقريبا خارج الكيان الاسرائيلى ويعيشون فى الغرب . وقد ذكرت فى الدراسة إلى بعض هذه الأصوات اليهودية وقد أشار القرآن الكريم إلى وجود قلة من بنى اسرائيل تتسم بالصلاح وهذا نفصله فى بحث آخر . ولكن من المهم أن نقول إن إتساع معارضة اليهود للكيان الاسرائيلى المتوحش من علامات زوال هذا الاحتلال .

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: