جورج بوش الابن أعلن فى الكنيست : إذا حاربوا اسرائيل فلن يجدوا أمامهم 7 ملايين يهودى بل 307 مليون أمريكى – بقلم : مجدى حسين

المسيحية الصهيونية فى أمريكا

قصة التلاحم البروتستانتى – اليهودى فى أمريكا طويلة – راجع كتابى أمريكا طاغوت العصر – ولا بد أن يعرفها كل عربى و مسلم خاصة من المشتغلين فى العمل العام . ولكن مرة أخرى قليلا ما أجد مثقفا مصريا أو ناشطا سياسيا لديه مجرد علم بهذا الموضوع رغم تزايد صدور الكتب المترجمة والمؤلفة حول هذا الموضوع فى بيروت أساسا وفى القاهرة بصورة قليلة . ولكن لا حظت مؤخرا أن هذا الموضوع بدأ يفرض نفسه على المادة الاعلامية فى الصحف بعض الشىء وهذه كارثة لأنك لا يمكن أن تواجه عدوا تجهله . فالسياسيون المصريون بما فيهم الاسلاميون يتعاملون مع أمريكا كطرف منفصل عن اليهود واسرائيل . ولا يستبعدون التوصل معها ، أى أمريكا ، لصيغة للتعايش والتعاون !

التيار البروتستانتى الأمريكى الحاكم تمثله الكنيسة المعمدانية الجنوبية ، من رموزها القس فلويل وروبرتسون . المسألة تبدو عقائدية خالصة ولكنها مجدولة مع المصالح الدنيوية تجاه الهدف الأعظم : حكم العالم . وأضيف هنا بعض اللقطات التوضيحية

التيار الأساسى لهجرة الانجليز إلى أمريكا كان من التيار البروتستانتى : المتطهرون أى البيرويتان . وهو تيار يفهم المسيحية بشكل توراتى ويرى أن التوراة أهم من الانجيل ، وهؤلاء هم مؤسسوا أمريكا . ملخص عقيدتهم يعتمد على التفسير الحرفى للتوراة وبعض نصوص الانجيل التى تتنبأ بالمجيىء الثانى للمسيح وأن هذا لن يحدث إلا بتركز اليهود وتجمعهم فى فلسطين . ومن بين رموز هذا التيار جد جورج بوش الذى صدر له كتابان الأول عام 1830 وهو شديد العداء للاسلام وسيدنا محمد . واستغفر الله مرة أخرى فلابد من نشر بعض نصوص كلامه ، والقرآن نشر بعض شتائم الكفار لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كنوع من التوثيق والتوضيح دون أن ينقص ذلك من قدر محمد . كتابا جد بوش يبشران بالتجمع اليهودى فى فلسطين والكراهية للمسلمين والاسلام ومحمد باعتباره مؤسس الدين الاسلامى . وقد سماه ” الدعى ” و” المدعى ” و ” انسان الخطية ” الذى يظهر ويستعلى قبل المجيىء الثانى للمسيح . وأن هذه الديانة المصطنعة هى الارتداد الذى يسبق مجيىء المسيح . ويعتبر جلوس انسان الخطية فى هيكل الله الوارد فى الكتاب المقدس هو إشارة إلى فتح المسلمين للشام والقدس . ويقول إن الاسلام والعرب هم الجراد الوارد فى إنجيل يوحنا ، ومحمد هو المبيد وفقا للرؤية الواردة فى الكتاب .

الكتاب الثانى لجد جورج بوش الأب اسمه : وادى الرؤيا فى تفسير رؤيا حزقيال وإحياء رميم عظام اسرائيل . صدر عام 1844 وهو فى نفس الاتجاه .

وفى خطاب جورج بوش الابن فى 16 مايو 2008 فى احتفالية بمرور 60 سنة على نشأة اسرائيل فى الكنيست أعلن التالى : إنهم لو واجهوا شيئا فلن يكونوا أمام 7 ملايين فقط من الاسرائيليين وإنما سيكونون ضد 307 مليون لأن الشعب الأمريكى كله سوف يكون معهم .

فى القرن التاسع عشر ظهرت فى أمريكا على السطح حركة صهيونية مسيحية رموزها من المسيحيين البروتستانت ، وكان اليهود غير متحمسين للاشتراك فيها لأنهم كانوا يريدون التركيز على تعميق المواطنة لليهود فى أمريكا وأوروبا . وكان من أبرز رموز هذا التيار الصهيونى وليم بلاكستون مؤلف كتاب : المسيح آت عام 1881 وهو المسيحى الذى أسس الحركة الصهيونية قبل المؤتمر الصهيونى الأول لتيودور هرتزل ب 6 أعوام . وشن حملة لكسب تأييد أعضاء مجلس الشيوخ وقضاة المحكمة العليا ورجال الأعمال مثل روكفلر وسكرينبر ومورجان للحركة الصهيونية . ثم اتصل بهرتزل بعد ظهوره ونصحه بالتركيز على فلسطين لا أوغندا ولا أى مكان آخر كما كان يفكر . وأرسل له نسخة من التوراة وقد وضع خطوطا تحت سطور معينة !! ولا حظ أن هرتزل لم يكن متدينا ولم يكن يذهب بانتظام للكنيس ، فهو علمانى أو حتى ملحد يؤمن بالقومية اليهودية ، وهكذا كان أبرز مؤسسى الكيان الاسرائيلى .

كذلك كان سكوفيلد من رموز هذه الحركة الصهيونية الأمريكية حيث قدم شرحا للكتاب المقدس ” العقيدة القدرية السابقية ” وأصبحت من أهم مرجعيات الانجيليين الأمريكيين الأصوليين لشرح مسألة إنشاء دولة يهودية فى فلسطين كنبوءة كتابية . ويطلق على البروتستانت فى أمريكا والغرب وعموما : الانجيليون .

والتناغم مستمر بين الماضى والحاضر فها هو جورج بوش الأب يقول أمام الكونجرس فى يناير 1991 : المسألة ليست مسألة الكويت ، إنها الفكرة الكبيرة . إنه نظام عالمى جديد حيث تتجمع معا دول متفرقة من أجل أمر واحد : قيادة العالم . لاحظ أنه يخفف الهيمنة بالحديث عن عدة دول ، ولكن لاحظ أيضا أن أهم هذه الدول هى : بريطانيا وكندا واستراليا وهى بلاد أنجلو سكسونية بروتستانتية ، وكذلك بلدان وسط وشمال أوروبا البروتستانت بل هى أيضا متداخلة عرقيا مع الانجلوسكسونية حيث تشير الدراسات إلى أن جذور الانجلوسكسونية أتت من بلاد الشمال : الاسكندنافية و منها حركة الفايكنج .

وتشير الموسوعة البريطانية إلى أن الأنجلوسكسون كانوا من نسل 3 شعوب جرمانية مختلفة هي الأنجلو، والسكسون، والجوت، وهذه الشعوب هاجرت أصلا من شمال ألمانيا إلى جزيرة بريطانيا في القرن الخامس بدعوة من فورتيجرن، حاكم بريطاني الأسطوري، لمساعدته على الدفاع عن مملكته لصدّ غارات وغزوات الذين احتلوا ما هو الآن أسكتلندا.

كذلك يمكن السماح لغرب أوروبا الكاثوليكية أن يكون لها مكان من الدرجة الثانية فى هذا النظام العالمى ، ولا حظ أن الأصول العرقية المتداخلة للفرنسيين تتضمن عرقا جرمانيا واسكندنافيا . وهذا البلاد الأوروبية الغربية بها أقليات يهودية فاعلة ومشاركة فى الحكم ، حتى ان كثيرا من رؤساء وزراء فرنسا فى العقود الأخيرة كانوا يهودا . وهم فى كثير من الأحيان ماسون مثل ماكرون وهى منظمة شرعية فى فرنسا . والماسونية تنظيم اصطنعه اليهود لحشد وتجنيد أعداد كبيرة من المسيحيين والمسلمين ليعملوا تحت لواء اليهود تحت إدعاء : أن كل الأديان متساوية وأن البشر جميعا متساوون .

الاعلام المسيحى الصهيونى فى أمريكا ضخم يشمل 1400 محطة تلفزيونية وإذاعية . ويوجد برنامج : عودة المسيح يدخل عبر الكابل إلى 13 مليون منزل كل ثلاثاء وذلك على سبيل المثال .

نصحت دائما بقراءة كتاب الصهيونية غير اليهودية لرجينا الشريف – ترجمة أحمد عبد الله عبد العزيز – عالم المعرفة – 1985

الحلقة 86 من دراسة المشروع العربى الاسلامى

يتبع

magdyhussein.id

اترك رد

%d