أؤكد مرة أخرى اعتزالى السياسة ووصيتى الأخيرة للشباب الاستقلال التام عن أمريكا والقضاء على اسرائيل .. وهذا هو تصورى للمشروع الاسلامى – بقلم : مجدى حسين

هنا تتحول دراسة المستطيل القرآنى إلى شرح مفهوم ومعانى ومبادىء المشروع الاسلامى ، وتتجاوز مرحلة عرض الصراع الجيوبوليتيكى أى الجغرافى السياسى والاستراتيجى وكان ذلك من خلال تحليل وقائع التاريخ على محورين : المحور المصرى من بدء الخليقة حتى محمد على 1842 ومحور الجزيرة العربية من بدء الخليقة أيضا حتى عهد عمر بن الخطاب ، وقد رأيت عدم الاسترسال فى التحليل التاريخى وبدأت فعلا فى شرح تصورى للرؤية الاسلامية . فالمستطيل القرآنى ليس مجرد مشروع جغرافى أو جغرافى استراتيجى فهذا هو الشكل ويظل المضمون هو الأهم : ما هى طبيعة الدولة الاسلامية العظمى التى نبشر بها وفق اجتهادات العصر ؟ وربما إذا أعطانى الله عمرا أن أواصل التحليل التاريخى بعد عمر بن الخطاب ، بل لقد كتبت دراسة فعلا عن الفتنة الكبرى التى حدثت فى عهد عثمان بن عفان . وكذلك كان فى خطتى دراسة تاريخ المستطيل من زاوية الشام والعراق . ولكننى رأيت الإنعطاف ناحية عرض المشروع الاسلامى من زوايا عديدة تعتبر إضافة لدراستى السابقة” الرؤية الاسلامية لمشروع النهضة” أيضا لأننى لا أضمن استمرار عمرى طويلا ورأيت من الأفضل أن أفصل فى شرح المشروع الاسلامى ذات نفسه فهذا أهم نسبيا من التصور الاستراتيجى العام الذى كتبت فيه بما يكفى لتوضيح وجهة نظرى .

أعلم أننى أغرد خارج السرب ، سرب الحركة الاسلامية التقليدية وعلى رأسها حركة الاخوان المسلمين التى لاتزال متمسكة بكل قوالبها التى صنعتها بداية من العشرينيات من القرن العشرين ولا ترى أى ضرورة لأى مراجعة أو إعادة تقييم . نعم أعلم أننى أسبح ضد التيار فأزيد بذلك إحكام الحصار حول نفسى لأننى كنت أعانى دوما ولا أزال من التعتيم الاعلامى فكل أفراد النخبة المصرية نجوم ساطعة فى سماء الاعلام ، بينما هناك أجيال لا تعرف مجرد اسمى لأن صحيفة الشعب أغلقت عام 2000 ، وظهورى فى الفضائيات كان قليلا ومعظمه فى القنوات الأقل انتشارا . ولكن كل هذا لايعنينى فأنا أعتقد إننى أعمل لوجه الله تعالى سواء أصبت أو أخطأت فى آرائى واجتهاداتى . وقد اعتزلت العمل السياسى بحق وحقيقة – بيان الاعتزال يمكن الرجوع إليه فى المدونة فى باب المقالات – لأتفرغ لهذا العمل الفكرى فى أيامى الأخيرة ، بعد أن بذلت كل ما أملك من جهد وفكر وعمل على مدار نصف قرن بالتمام والكمال فى دعوتى لمشروع يقوم على أساس الاستقلال التام عن امريكا واسرائيل . ولكن النخبة المثقفة الاسلامية وغير الاسلامية لم تأبه بما أطرح حتى وإن كسبت التقدير والاحترام عموما وهذا فضل من الله ، ولعلهم أيقنوا أننى أعمل لوجه الله والوطن ولكننى متطرف أو رومانسى وغير واقعى . ومع تقديرى للجميع وأننى لا أحمل أى ضغينة حتى لمن آذونى بالفعل أو الكلام ، فإن نظرى كان دوما متجها إلى السماء وإلى رضا الله سبحانه وتعالى عنى وأن يفغر لى ذنوبى وأن يلحقنى بالصالحين . والله وحده المطلع على ذلك . ولكن أقول ذلك لأننى أدعو الشباب والأجيال الصاعدة أن تقرأ ما أكتبه بعناية لتأخذ منه ما ترى ولتفعل ما تريد فليس لدى ما أفعله الآن سوى الكتابة . أزعم أننى لم أسع أبدا إلى السلطة كهدف فى حد ذاته أو تحقيق أى مكاسب من عملى السياسى فما بالكم الآن . وأنا سعيد بإختراع الانترنت لأنه يمكننى من حفظ أفكارى بعد موتى خاصة وأنه يصعب نشر كل إنتاجى فى كتب لأسباب مادية .

اللهم إنى بلغت اللهم فاشهد

ولابد فى هذه المقدمة للجزء الثالث من دراسة المستطيل القرآنى أن أؤكد أننى لا أقدم مشروعا شخصيا وأننى لست معجبا بنفسى كما يتهمنى البعض فأنا أروج لمشروع فكرى ببعض التميز الخاص والإضافات الخاصة ولكنه مشروع لنخبة عظيمة من العلماء والمفكرين تعلمت منهم الكثير وأخذت منهم كثيرا من مكونات تفكيرى وأدعو إلى الرجوع إليهم مثل : أحمد حسين وعادل حسين والشيخ محمد الغزالى وجمال الدين الأفغانى ومحمد عبده ورشيد رضا والشيخ محمد أبو زهرة ود. محمد عمارة والمستشار طارق البشرى وجمال حمدان .وأسماء أخرى كثيرة أنشر لها فى المدونة . كما اننى منفتح على فكر رموز التجديد الشيعى وعلى رأسهم : آية الله الخمينى – باقر الصدر – محمد فضل الله . و على قاعدة كل يؤخذ منه ويرد إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم .

والآن على بركة الله نبدأ الجزء الثالث بالحديث عن الاعلام بين الاسلام والغرب وكنت قد بدأت الحديث عن ذلك فى نهاية الجزء الثانى .

الحلقة الأولى من الجزء الثالث من المستطيل القرآنى – مقدمة

magdyhussein.id

اترك رد

اكتشاف المزيد من مجدى أحمد حسين

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading