ألوان أو مشكلة النفايات فى مصر – غريب المنسى

صورة محطة حديثة و جميلة هندسيا لإنتاج الطاقة من حرق النفايات “الزبالة” فى العاصمة النمساوية فيينا.


الزبالة فى حقيقة الأمر ثروة كبيرة لو أحسن أستغلالها كما تفعل الكثير من الدول المتحضرة و أنتهزهذة الفرصة لأقدم نموذج من أوروبا يجب على مصر أن تحتذى به و هو من العاصمة النمساوية فيينا التى تقدم صورة نموذجية لنظام صديق للبيئة فى مجال جمع وأعادة تدوير النفايات بالأضافة إلى أستغلال النفايات كمصدر رئيسى من مصادر أنتاج الطاقة البديلة النظيفة.

هناك قسم تابع لبلدية فيينا بالنمسا وأسمه M48 ومن ضمن مهامه نظافة الشوارع وجمع النفايات ( الزبالة ) فى مدينة فيينا لأعادة تدويرها بالأضافة إلى أستغلالها فى توليد الطاقة وليتمكن الشعب من تصنيف أنواع الزبالة بسهولة ليسهل فيما بعد فرزها وأعادة تدويرها أو حرقها لأنتاج الطاقة تم تجهيز 7 أنواع مختلفة من الصناديق و يمكن التمييز بينها بسهولة عن طريق ألوان أغطية الصناديق المختلفة بالأضافة إلى دائرة فى مقدمة الصندوق عليها أيضا نفس لون غطاء الصندوق بالأضافة إلى كتابة وصور بنوع الزبالة التى تلقى بها.

فتم أعطاء اللون الأحمر للصندوق المخصص للورق فقط واللون الأزرق لصندوق المعادن من علب وصفيح واللون الأبيض للزجاج الأبيض بينما اللون الأخضر للزجاج الملون واللون الأصفر لزجاجات البلاستيك الفارغة ، واللون البنى لبقايا الطعام والتى يتم أعادة تصنيعها كسماد عضوى طبيعى ، …..

وأما أنواع النفايات التى لا تدخل ضمن التصنيف السابق أى بقايا النفايات المختلفة الأخرى فيتم ألقائها فى صندوق لونه أسود ، و تقوم السيارات بنقل النفايات إلى أماكن مختلفة حسب أنواعها لأعادة تصنيعها و أستخدامها مرة أخرى ، و فقط ما تحتويه الصناديق ذات اللون الأسود هو ما يتم توريده لمصانع حرق النفايات لأستغلالها فى توليد الطاقة.

وتوجد شركة ، و هدفها الأساسى الخدمة العامة وليس الربح ، وهى مملوكة بالكامل لمدينة فيينا أسمها Fernwärme Wien GmbH و للشركة 10 منشأت ( مصانع ) منتشرة فى فيينا لتوليد الطاقة تنتج 2800 ميجاوات سنويا ولها شبكة كهربائية لتوزيع الطاقة يزيد طولها على 1000 كيلو متر، يتم من خلالها تزويد أكثر من 262 ألف شقة و 5300 منشأت كبيرة مثل الجامعات والمستشفيات والمصانع بالتدفئة والمياة الساخنة و التبريد.

وطبعا فى مصر ربما نحتاج قليل من المياة الساخنة ولا نحتاج للتدفئة وبالتالى يمكن الأستفادة من حرق النفايات فى أنتاج الكهرباء للمصانع والمنازل.

فى عام 2008 جمعت الشركة 881 ألف طن من النفايات و كانت تحرق ما بين 15 ـ 18 طن من النفايات 24 ساعة يوميا ، بدرجة حرارة حوالى 1000 درجة مئوية ، علما بأن بقايا عملية الحرق لتوليد الطاقة لا تتجاوز 10% من كمية النفايات المستخدمة ، والمعادن الموجودة ببقايا النفايات يتم ألتقاطها بصورة مغناطيسية وتباع لمصانع الحديد والصلب لأعادة أستعمالها

أما الجزء المتبقى فيتم خلطه مع الأسمنت والماء وعمل بلوكات أسمنتية يتم دفنها فى مكان مخصص لذلك وذلك حتى لا تتسرب مواد ضارة من النفايات وتلوث المياة الجوفية. والدخان الناتج من عملية الحرق يمر بفلتر قبل أن يخرج من المدخنة لمنع تلوث الهواء بينما يتم معالجة البخار المتصاعد والذى يتحول لمياة ملوثة من خلال عدة مراحل فى وحدة للتنقية قبل تصريفها إلى نهر الدانوب.

يتم نقل النفايات للمصنع 5 أيام بالأسبوع فيكون مقلب الزبالة ممتلئ لنهايته فى نهاية الأسبوع وهذا يكفى لأنتاج الطاقة للعطلة الأسبوعية وهى يومين لأن توليد الطاقة يتم دون توقف طوال أيام العام ،

وأخيرا أن أستغلال النفايات فى أنتاج الطاقة يعتبر بجانب الطاقة الشمسية وطاقة الرياح أحد أهم مصادر توليد الطاقة البديلة النظيفة

وفى ألمانيا يأتى أستغلال النفايات فى أنتاج الطاقة فى المرتبة الثانية وبفارق ضئيل عن طاقة الرياح التى تحتل المركز الأول ومتقدمة بفارق كبير عن الطاقة الشمسية التى تحتل المركزالثالث.

التعامل مع النفايات هو مسئولية حكومية و يجب أن نطبق النظام المتبع فى الدول المتقدمة ومنها ألمانيا والنمسا و الدول الأسكندنافية وأمريكا لدينا فى مصر ،….

..​.( يتبع ) …

هذا جزء من مقال ( ثقافة الهزيمة .. ألوان )

و المقال بقلم غريب المنسى ـ صحفي مصري مقيم في امريكا.

اترك رد

اكتشاف المزيد من مجدى أحمد حسين

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading