حشود المولد النبوي..استفتاء شعبي يؤكد الشرعية الشعبية لصنعاء

تقول رواية متداولة شعبيا إن أحد المقربين من المشير عبدالله السلال أخبره أن دولة ما اعترفت بالجمهورية اليمنية، فكان الرد من السلال “المهم أن تعترف بنا (بني حشيش)”، كتأكيد من السلال على أن الشرعية تأتي من الشعب، لا من الخارج.

خاص-الخبر اليمني:

باستثناء إيران وسوريا، لا اعتراف دولي بالحكومة في صنعاء، لكن نظرة واحدة إلى الحشود الجماهيرية التي لبت دعوة قائد حركة أنصار الله لإحياء ذكرى المولد النبوي الشريف في صنعاء و14 محافظة، ونظرة إلى الحكومة المعترف بها دوليا والتي يقيم قادتها في الشتات وحجم السخط الشعبي ضدهم، تكفي لتحديد أين تكمن الشرعية، وإلى جانب من.

احتشد الناس في مناطق سيطرة سلطة صنعاء في 27 ساحة، بينها 14 ساحة مركزية، وبين الساحات المركزية ميدان السبعين في العاصمة صنعاء الذي ضم بمفرده حشدا مليونيا غير مسبوق، وقبل هذا تزينت كل المناطق الخاضعة لسلطة صنعاء بالألوان الخضراء، وزين الناس سياراتهم، ومنازلهم، حتى وكأن الجميع هنا على قلب رجل واحد.

على العكس من ذلك في المناطق الخاضعة لسيطرة التحالف، ما يعرف برئيس مجلس القيادة الرئاسي الذي تم تشكيله من قبل السعودية في أبريل الماضي، لا يستطيع حشد تأييد أعضاء مجلسه وقد اضطرت الرياض لجلبهم إليها حتى تحل خلافاتهم، أما التأييد الشعبي فيكاد يكون صفرا مقارنة بصنعاء.

هذه النظرة ليست ببعيدة عن المجتمع الدولي، وقبل أعوام-تحديدا في 2019م- كتب المبعوث الأمريكي حاليا إلى إيران روبرت مالي إثر زيارة إلى صنعاء أجراها بصفة رئيس مجموعة الأزمات الدولية، مستغربا من حجم العداء لدى السكان في صنعاء ضد السعودية والولايات المتحدة، واصطفافهم مع أنصار الله.

لكن الاعتراف بصنعاء دوليا وسحب الاعتراف من السلطة الموالية للتحالف، لا يرتبط بالتأييد الشعبي، بل بالمصالح الغربية والأمريكية، وأي شرعية لا ترتبط بهذه المصالح تصبح “تمردا”، واليمن ليس الدولة الأولى التي يتم التعامل معها بهذا المنطق.

مع ذلك فإن تزايد زخم التأييد الشعبي باستمرار لصنعاء، وما عكسته حشود الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، يعد بمثابة تفويض شعبي لاتخاذ الخيارات المناسبة في المواجهة مع التحالف.

اترك رد

اكتشاف المزيد من مجدى أحمد حسين

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading