قصة مسخرة معلنة أو مصالحة الجزائر..هاني المصري

تم الإعلان عن إتفاق/إعلان لم الشمل بالجزائر، وما شاهدناه يمكن وصفه بمسخرة كاملة، ومن يلاحظ المشاركين يلاحظ أنه يضم نفس المشاركين بالاتفاقات السابقة والتي فشلت فشلا كاملا بدون مشاركة ممثلين عن الحراكات والمجموعات والقوائم وممثلي الشباب والمرأة والشباب، ومن يقرأ الإتفاق/الإعلان بعمق يجد أنه مجرد نسخة رديئة مشوهة عن الاتفاقات السابقة حيث لم يذكر الكثير من القضايا والتفاصيل والآليات بما فيها تحديد صلاحيات الإطار القيادي المؤقت المنصوص عليها في إتفاق القاهرة المتفق عليه في أيار ٢٠١١، والقفز عن تشكيل حكومة وحدة وطنية حيث اسقطت من الإتفاق جراء الخلاف حول إلتزام الحكومة بالشرعية الدولية وهل تنحصر بالقرارات التي تحقق الحقوق الفلسطينية أو تشمل شروط اللجنة الرباعية المجحفة وفق ما بينته أنا في البوست السابق، وغيابها يعكس عدم الجدية ففي ظل غياب الحكومة من سينهي الانقسام ومن سيحضر للانتخابات ومن سيوحد المؤسسات ويوفر مقومات الصمود الخ الخ، لذا الاتفاق سيكون مجرد إعلان و حبر على ورق ووظيفته الرئيسية منح الجزائر صورة إنجاز لا أكثر لتوظيفه في القمة العربية، فهو منبت الصلة مع الواقع حيث هناك ثورة في الضفة ضد الاحتلال والشعب موحد في مواجهته والقيادات والفصائل أثبتوا مرة أخرى أنهم متشبثين بالإنقسام وهم آخر من يعلم، و يبدو أن المجتمعين في الجزائر لا يعرفوا عما يجري، وهو تحدث بعموميات عن عدة أشياء بما فيها إجراء الانتخابات وفق القوانين بما فيها في القدس خلال عام وكما هو معروف هناك خلاف حول كيفية تذليل الخلاف حول إجراء الانتخابات في القدس وفق بروتوكول اوسلو، وهو ما استخدم ذريعة لتأجيل الانتخابات إلى أجل غير مسمى.
لم يتطرق الإعلان إلى قرارات الإجماع المكرسة في قرارات المجلسين المركزي والوطني وتفاهمات إسطنبول واجتماع الأمناء العامين في بيروت ورام الله التي تتعلق بالتخلي عن الالتزامات السياسية والاقتصادية والأمنية المترتبة على أوسلو، كما لم يتطرق للبرنامج الوطني الذي يجسد القواسم المشتركة الذي هو مفتاح أي وحدة حقيقية، ولم يحدد الإعلان الموقف من مؤسسة المجلس المركزي الفلسطيني المختلف عليها سياسيا وقانونيا، كما أن غياب الرئيس محمود عباس عن الإجتماع يدل دلالة كافية على عدم الجدية.
الوحدة الفلسطينية لن تتحقق بدون تغيير فلسطيني جوهري في الرؤية والقرار والإرادة، وهذا بحاجة إلى ضغط سياسي وجماهيري متراكم قادر على فرض إرادة الفلسطينيين. 
لا يمكن تحميل الرئيس وفتح المسؤولية الأولى عما حدث فقط،وهو صحيح، بل رغم المسؤولية الأولى عليهما إلا أن الفصائل الأخرى بما فيها وعلى رأسها حماس تتحمل المسؤولية كذلك لأنها لم تقدم تصورا وخطة عملية قادرة على إنهاء الإنقسام، و وافقت على هذه المسخرة والإيحاء بالإتفاق من أجل تحقيق مكاسب فئوية تتمثل بإعتراف الجزائر بها .

اترك رد

اكتشاف المزيد من مجدى أحمد حسين

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading