الاجتماع الرباعي بين وزراء دفاع “سورية وتركية وايران وروسيا” في موسكو.. تباين في البيانات الصادرة عن دمشق وانقرة حول الموضوعات التي تم بحثها بين إجراءات التطبيع الثنائي والانسحاب من شمال سورية.. القمة بين الأسد واردوغان مؤجلة

بيروت ـ “راي اليوم” ـ من نور علي:

 خطوة مهمة إضافية في طريق عودة العلاقات السورية التركية، تمثلت في الاجتماع الرباعي امس الذي ضم وزراء الدفاع ومدراء الاستخبارات لسورية وتركية وروسيا وايران في موسكو. وبرز تباين في البيانات الصادرة حول الموضوعات التي ناقشها المجتمعون ففي الوقت الدي قال بيان وزارة الدفاع التركية ان الاجتماع ناقش الخطوات الملموسة التي يمكن اتخاذها لتطبيع علاقات أنقرة ودمشق وسبل تكثيف الجهود لإعادة اللاجئين السوريين إلى أراضيهم وسبل مكافحة كافة التنظيمات الإرهابية والمجموعات المتطرفة على الأراضي السورية. جاء بيان وزارة الدفاع السورية ليتحدث عن مناقشة موضوع انسحاب القوات التركية من الأراضي السورية، وكذلك تطبيق الاتفاق الدولي الخاص المعروف باسم طريق “إم-4”.

وزاد التباين والغموض حول الملفات التي تم بحثها مع التصريحات الصادرة عن مسؤولين في البلدين على هامش الاجتماع. ففي الوقت الذي قال فيه وزير الخارجية التركية “مولود شاويش اوغلو” ان تركية لن تنسحب من الأراضي السورية في الوقت الراهن نظرا لما سيحدثه هذا الانسحاب من فوضى في الشمال السوري، نقلت صحيفة الوطن السورية عن مصدر سوري لم تسميه قوله ان سورية لن تمضي في البحث في العلاقات الثنائية قبل الانسحاب التركي من الأراضي السورية.

لغة التباين في التصريحات قد تكون مفهومة في سياق التفاوض، خاصة ان العلاقات بين البلدين طوال العشر أعوام الماضية اتسمت بالعدائية، وشكلت تركية رأس الحربة في مشروع اسقاط النظام، ووفرت الحماية السياسية والعسكرية للفصائل المسلحة على اختلاف توجهاتها والتي تحتل أجزاء من الشمال السوري. لكن حجم التباين لا يقف عند حدود البيانات والتصريحات بل يتعداه الى مستوى وتيرة مسار التقارب، بين تقديرات وتسريبات تتحدث عن الاقتراب من عقد القمة بين الرئيسين الأسد واردوغان، وعززها تصريح وزير الخارجية التركية “تشاويش اوغلو” الذي أشار الى ان المباحثات وصلت الى مرحلة تحديد موعد لعقد القمة في أوائل أيار المقبل. مقابل مواقف صادرة من دمشق، والاوساط القريبة من القيادة في سورية، تقلل من هذه التصريحات والتقديرات، وتتحدث عن مسار يحتاج الى نقاش جدي ومعمق لحل مختلف الملفات العالقة، وفي مقدمتها ملف الانسحاب التركي من شمال سورية. وتعتقد مصادر في دمشق ان الجانب التركي يبالغ في الحديث عن عودة العلاقات السورية التركية بهذه السرعة لاسباب لها علاقة بالانتخابات الرئاسية والبرلمانية في تركية في 14 أيار (مايو) المقبل.

وحسب معلومات “رأي اليوم” فان جدول اعمال الرئيس السوري في بداية أيار مايو سيكون ممتلأ بالمواعيد، أولها زيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الى العاصمة السورية، وليس اخرها زيارة الأسد للرياض والمتوقعة قبل انعقاد القمة العربية في المملكة السعودية في 19 أيار مايو. وفق ذلك الأرجح ان الأسد لن يعقد قمة مع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان قبل الانتخابات في تركية المقررة في منتصف أيار مايو. ومن خلالها سوف يتحدد ان كان الأسد سيجلس مع اردوغان او المرشح المنافس زعيم المعارضة كمال كلشيدار اوغلو.

زيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الى سورية ستكون الزيارة الأولى لرئيس إيراني الى سورية منذ اندلاع الحرب فيها عام 2011. وحسب مصادر متابعة فان ملف العلاقات التركية السورية ودور الوساطة التي تقوم به ايران في هذا الملف ستكون ضمن ابرز الملفات التي سوف يبحثها الرئيس الإيراني خلال الزيارة لدمشق.

اترك رد

اكتشاف المزيد من مجدى أحمد حسين

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading