السودان.. البرهان يطلب إبعاد الممثل الأممي وضبط أسلحة قادمة من دولة أجنبية

بالتوازي مع صراع عسكري بين الجيش وقوات الدعم السريع، دخل السودان في جدل مختلف خلال الساعات الماضية، على خلفية رغبة رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان في إبعاد المبعوث الأممي فولكر بيرتس، وفي رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، طلب البرهان ترشيح بديل لفولكر بيرتس ممثل غوتيريش في السودان ورئيس بعثة الأمم المتحدة لدعم الانتقال هناك، وذلك “للحفاظ على العلاقة التي تربط المؤسسة الدولية بالسودان”.

وأشار البرهان في رسالته إلى أن ممثل الأمين العام بالسودان “منح انطباعا سالبا عن حيادية الأمم المتحدة واحترامها لسيادة الدول، وكان سلوكه يتسم بنسج التعقيدات وإثارة الخلافات بين القوى السياسية”، مما أدى إلى أزمة منتصف أبريل الماضي.

وذهب البرهان في رسالته إلى حد القول إنه ما كان لقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان حميدتي أن يتمرد إن لم يجد إشارات ضمان وتشجيع من عدد من الأطراف، ومن بينها بيرتس، كما قال إن بيرتس مارس التضليل في تقاريره بزعمه أن هناك إجماعا حول الاتفاق الإطاري الموقع بين مجلس السيادة ومكونات مدنية سودانية أبرزها قوى الحرية والتغيير-المجلس المركزي.

في المقابل، قال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، للجزيرة، إن الأمين العام مصدوم من الرسالة التي تلقاها من الجنرال البرهان، التي يطالب فيها بإبعاد ممثله الخاص من السودان، موضحا أن الأمين العام فخور بالعمل الذي يقوم به بيرتس في السودان، ويعيد التأكيد على ثقته الكاملة به.

أسلحة قادمة من دولة أجنبية

قال مصدر في الجيش السوداني إن استخبارات منطقة البحر الأحمر شرقي السودان صادرت أسلحة قادمة من دولة أجنبية، وفي تلك الأثناء نددت قوات الدعم السريع بقرار القوات المسلحة دعوة العسكريين المتقاعدين للعودة إلى صفوفها وتسليح جميع القادرين.

وقال المصدر العسكري للجزيرة إن الاستخبارات ضبطت الأسلحة والذخائر المهربة جنوبي محلية سواكن في ولاية البحر الأحمر، مشيرا إلى أنها رصدت نشاط مجموعة بشرق السودان تعمل في تهريب السلاح.

وأضاف أن الاستخبارات لاحقت المسؤولين عن إدخال الأسلحة والذخائر في المناطق الشرقية، مبينا أنهم كانوا ينقلونها إلى من وصفهم بالمتمردين، في إشارة إلى قوات الدعم السريع.

في غضون ذلك، قالت قوات الدعم السريع -في بيان صدر في وقت متأخر من مساء أمس الجمعة- إن “بدء إعلان التعبئة العامة وحمل السلاح للقادرين يعكس بجلاء يأس وتخبط الانقلابيين وفشلهم في مواجهة قواتنا بميدان المعركة ومحاولة الاحتماء بالمواطنين الأبرياء للقتال نيابة عنهم بدلا عن المحافظة على سلامة وأمن المواطنين العزل”.

وأضاف البيان أن هذه الخطوة تؤكد أن “قرار القوات المسلحة مختطف من عناصر النظام البائد، وأن هناك أكثر من مركز قرار”.

تعبئة “طوعية”

جاء ذلك بعدما دعا وزير الدفاع السوداني الفريق ياسين إبراهيم ياسين العسكريين المتقاعدين للتوجه إلى أقرب وحدة عسكرية اعتبارا من يوم الاثنين المقبل، في خطوة قال المتحدث باسم الجيش إنها استدعاء “طوعي”.

وقال وزير الدفاع -في بيان للوزارة- “نهيب بكل متقاعدي القوات المسلحة من ضباط وضباط صف وجنود وكل القادرين على حمل السلاح التوجه إلى أقرب قيادة عسكرية لتسليحهم تأمينا لأنفسهم وحرماتهم وجيرانهم وحماية لأعراضهم والعمل وفق خطط هذه المناطق”.

وأضاف أن هذا النداء جاء بعد “أن تمادت قوات التمرد في إذلال رموز الدولة من الأدباء والصحفيين والقضاة والأطباء، وأسر ومطاردة والقبض على متقاعدي القوات النظامية”.

يأتي ذلك في وقت يسود فيه هدوء حذر على معظم جبهات القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم بعد يوم من الاشتباكات التي وُصفت بأنها الأعنف خلال هدنة الأيام السبعة التي توصل إليها الطرفان بوساطة سعودية وأميركية في 20 مايو الجاري، لكن مصادر محلية قالت للجزيرة إن ضاحية الحلفايا شمالي الخرطوم بحري شهدت قصفا مدفعيا ودوي إطلاق نار من مضادات أرضية.

على صعيد آخر، هدأت الأوضاع في ولايات جنوب وغرب دارفور وشمال كردفان غربي السودان، وفي الأحياء القريبة من مناطق القتال خلت الشوارع من الحركة، فيما تدافع الناس في مناطق أخرى للاستفادة من الهدنة لشراء احتياجاتهم، وحاول بعض التجار نقل بضائعهم إلى أماكن أكثر أمنا.

اترك رد

اكتشاف المزيد من مجدى أحمد حسين

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading