عبد الباري عطوان
بعد سلسلة من الاستِجداءات، وزيارات سريّة ولقاءات مُغلقة، أخيرًا وافقت الصين على استقبال أنتوني بلينكن وزير الخارجيّة الأمريكي في عاصمتها بكين نهاية الأسبوع الحالي، ولكنّ لقاءه مع الرئيس تشي جين بينغ ما زال غير مُؤكّد.
هذه الزيارة كانت مُقرّرة في شباط (فبراير) الماضي، ولكن أزمة “المِنطاد” الذي اخترق الأجواء الأمريكيّة وصُور قواعد الصواريخ النوويّة أدّت إلى تأجيلها، وتصعيد حدّة التوتّر بين البلدين التي وصلت ذروتها أثناء زيارة نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النوّاب السّابقة الاستفزازيّة لتايوان، وإرسال الولايات المتحدة حاملات طائراتها إلى خليج الصين في استعراضٍ للقوّة أعطى نتائج عكسيّة تمامًا.
بلينكن رئيس الدبلوماسيّة الأمريكيّة يُريد من خلال هذه الزّيارة تحقيق عدّة أهداف:
- الأوّل: مُحاولة إبعاد الصين القِوى العُظمى الصّاعدة عن الاتّحاد الروسي، ودقّ إسفين الخِلاف بين البلدين، وعدم تقديمها، أي الصين، مُساعدات عسكريّة مُتطوّرة لموسكو تُعزّز كفّتها بصُورةٍ أكبر في الحرب الأوكرانيّة، والمُقابل استِثمارات وتعاون اقتصادي ضخم مع واشنطن.
- الثاني: سعي الولايات المتحدة لكسر عُزلتها الدوليّة المُتنامية، وانحسار نُفوذها، لمصلحة تقدّم التحالف الروسي الصيني الجديد، خاصّةً في مِنطقة الشّرق الأوسط.
- الثالث: البحث عن حُلولٍ سياسيّة تحول دُون المُواجهة العسكريّة في الملفّين السّاخنين عالميًّا في الوقت الحالي، وهُما أزمة تايوان، والحرب الأوكرانيّة.